لا يمكن الحديث عن تطور جودة الحياة في الكويت، دون التوقف عند التطور الملفت الذي شهدته خدمات بلدية الكويت في السنوات الأخيرة.
ففي إطار رؤية الحكومة لتعزيز الخدمات العامة، وتيسيرها على المواطنين والمقيمين، خطت البلدية خطوات ملموسة نحو التحديث والتطوير، واضعة التكنولوجيا والمواطن في صلب أولوياتها.
لقد أدركت بلدية الكويت مبكراً أهمية التحول الرقمي، فأطلقت مجموعة من المنصات الإلكترونية، والتطبيقات الذكية، التي جعلت الخدمات أقرب إلى المستخدم، وأكثر كفاءة، ولم يعد المواطن بحاجة إلى الوقوف في طوابير طويلة لاستخراج رخصة بناء، أو تقديم شكوى ما، أو حتى دفع مخالفة؛ يكفي الدخول إلى التطبيق، أو الموقع الإلكتروني، وإتمام المعاملة في دقائق.
وقد شمل هذا التحديث أنظمة الدفع الإلكتروني التي وفرت جهداً ووقتاً كبيرين، بالإضافة إلى خدمات الشكاوى والاقتراحات، التي تم تفعيلها عبر الإنترنت، مما أتاح للمواطن أن يكون شريكاً حقيقياً في تحسين الأداء البلدي.
من الجوانب المضيئة كذلك، ما فعلته البلدية من تبسيط إجراءات إصدار تراخيص البناء، والتخطيط العمراني، ولقد أصبح بالإمكان اليوم تقديم الطلبات إلكترونياً، وتقليص فترة الانتظار بشكل كبير، بفضل التنسيق الفعّال مع الجهات المعنية.
فالصحة العامة والبيئة النظيفة كانتا دوماً على رأس أولويات بلدية الكويت، وفي هذا السياق، زادت البلدية من وتيرة الحملات الرقابية على الأسواق والمطاعم، والمرافق العامة، للتأكد من التزامها بالمعايير، الصحية والبيئية، كما أطلقت حملات توعوية مكثفة لرفع الوعي المجتمعي بأهمية الحفاظ على البيئة، والمشاركة في جهود النظافة.
ومع تصاعد التحديات البيئية، أطلقت البلدية مشاريع رائدة لجمع النفايات، وإعادة التدوير، اعتمدت حاويات ذكية كخطوة نحو مدن أكثر استدامة.
كما أولت اهتماماً خاصاً بزيادة المساحات الخضراء، إدراكاً منها بأثرها الإيجابي على البيئة، وصحة السكان.
لا شك أن المتنزهات والحدائق العامة أصبحت عنصراً أساسياً في نمط الحياة الحضري. ومن هذا المنطلق، نفذت البلدية مشاريع تطوير وإنشاء حدائق جديدة، إلى جانب تحسين خدمات التشغيل، والصيانة، لضمان استدامتها وفعاليتها، ما ساهم في خلق بيئة حضرية جاذبة، ومريحة للمواطنين.
في عصر الإعلام الرقمي، لم تغفل البلدية أهمية التواصل المجتمعي، فقد فعّلت حضورها على منصات التواصل الاجتماعي لتكون أقرب إلى الجمهور، وأطلقت ورش عمل وحملات توعوية لتشجيع المواطنين على التعاون مع الجهات المعنية والالتزام بالقوانين البلدية.
إن ما نشهده اليوم من تطور في خدمات بلدية الكويت ليس سوى ثمرة لجهود حكومية متواصلة، تسعى إلى تحقيق رؤية طموحة لمستقبل أفضل.
ومع استمرار هذا النهج، فإن الآمال معقودة على أن تكون الكويت نموذجاً رائداً في الإدارة الحضرية الذكية والمتكاملة.
كاتبة سعودية