أصدر الدكتور بدر عبد الرزاق الماص كتابه الجديد "من براحة الماص إلى قهوة بوناشي"، مستعرضًا من خلاله صفحات نابضة من ذاكرة الكويت، حيث تتلاقى المواقف والذكريات في صورة حية للمجتمع الكويتي في بداياته، بكل ما فيه من بساطة وأصالة وتلاحم إنساني.
واختار الماص عنوان كتابه بعناية، ليعكس ارتباطه العميق بتاريخ الكويت وتراثها، حيث قال في المقدمة "أردت اختيار عنوان لهذا الكتاب يتصل بتاريخ دولة الكويت العريق فسميته "من براحة الماص إلى قهوة بوناشي"، والبراحة كانت قديما عبارة عن ساحة بين البيوت، وتجمع كلمة " براحة" باللهجة الكويتية على براحات. وذكر أنه ولد في " براحة الماص"، أما " قهوة بوناشي" فهو أول مقهى عرفتها الكويت قديما، وكانت لها شهرة واسعة، وهي تنسب كذلك إلى جد أمي رحمهما الله". وأضاف: لعل ما سأذكره في هذا الكتاب عن براحة الماص"، و" قهوة بوناشي" سيعيدنا حتما إلى تلك السنين الخالية، إلى تاريخ مجيد سطره الآباء والأجداد بعرقهم ودمائهم، ليؤكدوا لنا أن لهذا البلد جذورا تاريخية عميقة وعريقة وعريقة، نجد فيها التلاحم والتعاون والمحبة". وأضاف أنه قسم الكتاب إلى مقدمة وفصلين وخاتمة، الفصل الأول حمل عنوان " براحة الماص.. مواقف وذكريات"، وذكر أسماء مؤسسيها والعوائل الكويتية العريقة التي سكنت حولها، وتحدث عن مقبرة هلال فجحان المطيري رحمه الله، والمدرسة الشرقية التي درس فيها، وأسهب بذكر كثير من الأحداث التي كانت تجري في البراحة، وما يتصل بأخبارها. ثم يأتي الفصل الثاني تحت عنوان "قهوة بوناشي"، وهي التي نالت الكثير من الاهتمام في تاريخنا، حيث كانت كما وصفها بعض روادها ومؤرخيها بمثابة مجلس نواب ومجلس وزراء. وأضاف أنه كان كثيرا من أفراد المجتمع الكويتي آنذاك يأتون إلى تلك القهوة حيث يجلسون ويتبادلون الأفكار والنقاشات السياسية والاجتماعية، كما أنها شهدت بعض المفاوضات السياسية المهمة بين رجالات السياسة في ذلك الزمان. في ختام كتابه، عبر الدكتور الماص عن امتنانه العميق لكل من يسهم في حفظ التراث الكويتي، مشددًا على أهمية استحضار الماضي الجميل الذي سطره الآباء والأجداد، ومؤكدًا أن تاريخ الكويت يمتد بجذوره في أعماق الوجدان الشعبي.