علينا كمزارعي الكويت أن نتعايش مع مشكلتي انقطاع التيار الكهربائي، وضعف ضخ المياه المعالجة، الواصلة إلى مزارعنا، القديمة والحديثة، وتحديداً في العبدلي والوفرة، أقصى شمال الكويت وجنوبها.
فقد زادت أعداد المزارع في كل المنطقتين من دون أن تواكب هذه الزيادة؛ زيادة في الخدمات، لا سيما الكهرباء ومياه الري، وتحديداً المياه المعالجة؛ الأمر الذي يدعونا إلى التقليل من الزراعات المعتمدة كثيراً على توافر التيار الكهربائي (التبريد الكلي)، وتوافر المياه المعالجة؛ وذلك بالزراعة المكثفة في الحقول المكشوفة، والشبرات الزراعية التقليدية (العادية) من دون تبريد بالماء والكهرباء، والاعتماد كلياً على الزراعة، باستخدام أسلوب الري الحديث المعروف بـ"الري بالتنقيط".
فتشغيل الشبرات الزراعية من دون كهرباء وماء تبريد، وحتى من دون مراوح كهربائية، لا يكلّف المزارع الكثير من المال، وقد جرّبت هذا كما جرّب غيري العديد من مزارعي العبدلي والوفرة الزراعيتين، الزراعة في الشبرات البسيطة؛ فنجحنا في زراعة معظم المزروعات التي تجود داخل الشبرات، والبيوت، والمحميات المبرّدة كلياً؛ بتكلفة تشغيلية قليلة جداً.
ومن هذه المزروعات التي يمكن أن تجود في الشبرات العادية قليلة التكاليف: الباذنجان، والكارللا (الخيار المر)، والبامية، واللوبيا، والفلفل بنوعيه الحار والبارد، وحتى الشمام (البطيخ الأصفر)، واليقطين المعلّق.
وإذا أضفنا إلى ذلك؛ زراعة الزهرة، والملفوف، والبطاطا، والبروكلي، والخس، والكوسا، والقرع، والذرة، والطماطم الحقلية، والخضراوات الورقية في الحقول المكشوفة، وزرعنا الأشجار المتحمّلة للحرارة، مثل السدر والبمبر والنخيل المثمر، وربينا الأغنام والماعز، وحتى الإبل، لتأكل من بقايا المزارع. صارت لدينا الزراعة المتكاملة المأمولة، أو الزراعة المستدامة المنشودة، أغلب اشهر السنة؛ من شهر أكتوبر حتى نهاية شهر أبريل، ويمكن تظليل الشبرات (السنجل)، أي من دون كهرباء وماء للتبريد.
أعني التظليل بالروكلين أو بالسيباج (الرمل + الماء) فهو يجعل بعض مزروعاتها معطاءة لآخر شهر مايو، ولا أبالغ وأقول حتى آخر شهر يونيو.
يبقى شهرا يوليو وأغسطس؛ فلنجعلهما فترة راحة للتربة، وإعدادها من جديد للإنتاج، الشتوي والخريفي والربيعي، بتكاليف مالية أقل.
الشاهد: البراعة أن ينتج المزارع الكويتي خضاراً، وثماراً أطول فترة زمنية ممكنة بتكلفة مالية قليلة؛ وأقصد بعدم الاعتماد على التيار الكهربائي والتبريد المكلف، وأن يبيعها بأسعار عالية بالتبكير في إنتاجه أو تأخيره؛ والأهم في اختياره البذور المناسبة المتحمّلة للحرارة، والأسمدة الطبيعية، والرعاية التامة، وهذا كله، له مقالة ثانية قريباً.
مزارع في منطقة العبدلي الزراعية