صنعاء، عواصم - وكالات: أعلنت الولايات المتحدة الأميركية أن جماعة الحوثي في اليمن أغرقت سفينة الشحن "إترنيتي سي" في البحر الأحمر، ما أسفر عن مقتل عدد غير معروف من الأشخاص، في ثاني حادث من نوعه خلال أربعة أيام فقط، وقالت السفارة الأميركية في اليمن إن عددا كبيرا من الناجين تم أسرهم، مطالبة بالإفراج الفوري وغير المشروط عنهم، قائلة إن الحوثيين يواصلون تأكيد السبب الذي بموجبه صنفتهم الولايات المتحدة منظمة إرهابية، مشيرة إلى أنهم يعرقلون جهود الإنقاذ، بينما أعلنت بعثة "أسبيديس" البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي والمتمركزة في اليونان مقتل ستة بحارة من طاقم السفينة وانتشال ستة آخرين أحياء بعد نحو 24 ساعة على غرق السفينة، فيما لا يزال بقية الطاقم البالغ عددهم 25 فردا في عداد المفقودين، قائلة إن 19 من طاقم السفينة لا يزالون في عداد المفقودين، مضيفة أن السفينة كانت تقل 22 من أفراد الطاقم وثلاثة حراس أمن، متابعة أن عملية إنقاذ نفذتها شركة خاصة أسفرت عن إنقاذ ستة أشخاص من البحر.
في المقابل، أعلنت ميليشيا الحوثي مسؤوليتها عن الهجوم الذي وقع الاثنين الماضي بصواريخ باليستية وزوارق مسيرة ما أدى لإغراق السفينة، وأفاد الحوثيون بأنهم أنقذوا عددا من أفراد الطاقم وتم نقلهم إلى "مكان آمن"، مؤكدين أن السفينة كانت متجهة إلى ميناء إيلات الإسرائيلي، كاشفة أن الهجوم نُفذ باستخدام ستة صواريخ باليستية ومجنحة بالإضافة إلى قارب غير مأهول، وقال عضو المكتب السياسي للحوثيين علي الديلمي إن الهجوم على سفينة "ماجيك سيز" التي غرقت في البحر الأحمر قبل يوم من الهجوم على "إترنيتي سي" كان "رسالة ردع واضحة للدول والشركات التي تتعاون مع الاحتلال الإسرائيلي، وأفاد الحوثيون بأنهم استخدموا قوارب مسيرة وأجهزة تفجير لاصقة على هيكل السفينة، وتعهدوا بمواصلة حملتهم البحرية حتى يتم رفع الحصار عن غزة ووقف العمليات العسكرية الإسرائيلية، بينما أكدت "عملية أتالانتا" التابعة للاتحاد الأوروبي، المعنية بمراقبة القرصنة في المحيط الهندي، أن المهاجمين اقتربوا من السفينة بقوارب صغيرة، وأن طاقمها المؤلف من 22 شخصا غادرها بعد اندلاع حريق على متنها، فيما أفادت الهيئة البريطانية لعمليات التجارة البحرية بأنه تم إنقاذ جميع أفراد الطاقم بواسطة سفينة تجارية كانت في المنطقة.
من جانبه، حذر مدير عام حماية البيئة بمحافظة الحديدة فتحي عطا من كارثة بيئية خطيرة باتت وشيكة الوقوع، قائلا إن تداعيات الهجوم على السفينة "ماجيك سيز" قرب موانئ الحديدة البيئية تتجاوز حدود المياه الإقليمية للحديدة، محذرًا من أن التلوث البحري الناتج عن تسرب الوقود أو المواد الخطرة من السفينة المستهدفة قد يمتد ليشمل سواحل ميدي شمالًا وحتى مضيق باب المندب جنوبًا، ما يشكل تهديدًا بالغًا للبيئة البحرية على مستوى البحر الأحمر والمنطقة برمتها، موجها نداءً عاجلاً إلى الأمم المتحدة والمنظمات البيئية الدولية والدول المطلة على البحر الأحمر، للتدخل السريع لاحتواء آثار الهجوم، محذرا من أن استمرار الممارسات الحوثية التخريبية دون ردع حازم سيؤدي لمزيد من التدهور البيئي، مؤكدًا أن الوقت ينفد أمام تفادي تداعيات كارثية تهدد ليس فقط اليمن، بل البيئة البحرية الإقليمية والدولية.
على صعيد متصل، أعلن الحوثيون تنفيذ عملية عسكرية استهدفت مطار بن جوريون في إسرائيل، بصاروخ باليستي، وقال المتحدث العسكري للجماعة يحيى سريع في بيان متلفز "نفذنا عملية عسكرية نوعية استهدفت مطار اللد في منطقة يافا المحتلة بصاروخ بالستي نوع ذو الفقار"، مضيفا أن العملية العسكرية حققت هدفها بنجاح ودوت صفارات الإنذار في نحو 300 بلدة ومدينة، ودفعت ملايين الصهاينة إلى الملاجئ ووقف حركة الملاحة في مطار اللد، مضيفا أن العملية تأتي انتصارا لمظلومية الشعب الفلسطيني ومجاهديه ورفضا لجريمة الإبادة الجماعية الصهيونية في قطاع غزة، مجددا استمرار قواتهم في تطوير قدراتها وإمكاناتها.