الاحتفاظ بالحصص غير مناسب وسط مخاوف الركود
قال المستشار السابق لوزير المالية الكويتي محمد رمضان، إن التخارجات التي تقوم بها هيئة الاستثمار الكويتية مؤخرًا، سواء من "بنك أوف أميركا" أو شركة "إيه آي إيه غروب" في قطاع التأمين، تأتي استكمالًا لتوجه سابق بدأ بالتخارج من شركات كبرى مثل "دايملر بنز" و"بي بي – بريتش بتروليوم"، وذلك بهدف مراجعة جدوى الأصول التي لا تحقق قيمة ستراتيجية في المرحلة الراهنة.
وفي مقابلة مع "العربية Business"، أشار رمضان إلى أن "هناك ملكيات كبيرة لا تُحقق أي قيمة ستراتيجية، نحن لا ننتظر حتى يأتي أحد ليستحوذ على الشركة لنبيع له هذه الحصة؛ بل إن هذه الحصص لم تعد مناسبة للأوضاع الاقتصادية الحالية، خصوصًا مع التوقعات الكبيرة بركود اقتصادي محتمل، بسبب الرسوم الجمركية وغيرها من المتغيرات العالمية".
وأضاف: "هذه القطاعات لم تعد واعدة، مثل الذكاء الاصطناعي مثلًا، لذا فإن الاحتفاظ بها بعد أن حققت ارتفاعًا في الأسعار - يُفترض أنه أعلى من قيمتها الأصلية - يجعل من البيئة الحالية بيئة مناسبة جدًا للبيع. السعر جيد، والوضع ملائم للتخارج".
وأكد أن الاعتقاد السابق بضرورة الاحتفاظ ببعض الاستثمارات على أنها ستراتيجية لم يكن دقيقًا، لأنها لم تكن تُحقق أي فائدة استراتيجية حقيقية. وشدد على ضرورة "التركيز على القطاعات الواعدة أو الاحتفاظ بالسيولة لاستغلال فرص أخرى مستقبلية، أو الدخول في الاستثمارات ذات الطابع المؤسسي، مثل صناديق المؤشرات، كما تفعل غالبية الصناديق السيادية العالمية".
وأوضح رمضان أن "الذكاء الاصطناعي يأتي على رأس تلك القطاعات للاستثمار، ولكن أيضًا هناك قطاعات دفاعية لا تتأثر كثيرا بالركود وتقوم بتوزيع أرباح جيدة، ما يُمكّن من إعادة استثمار تلك الأرباح في فرص جديدة مستقبلاً".
وأضاف: "الاستثمار في صناديق المؤشرات أو صناديق تُعنى بأسهم التكنولوجيا ذات النمو الكبير هو المسار الأنسب. لا أؤيد الدخول المباشر في أسهم أو شركات محددة، بل أفضل الاستثمار في قطاعات واعدة لتحقيق أرباح قد تفوق أرباح صناديق المؤشرات.