الأمم المتحدة: الهجمات في البحر الأحمر انتهاكٌ "غير مقبول" لحرية الملاحة

نيويورك، صنعاء، عواصم - وكالات: أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن إدانته الشديدة لإستئناف الحوثيين لهجماتهم على السفن المدنية العابرة للبحر الأحمر، لا سيما الهجمات التي وقعت خلال الفترة من 6 إلى 8 يوليو الحالي، وقال غوتيريش في بيان صحفي إن غرق السفينتين "ماجيك سيز" و"إترنيتي سي" بالإضافة إلى مقتل نحو أربعة من أفراد الطاقم وإصابة آخرين يمثل تصعيدا خطيرا جديدا في الممر المائي الحيوي، مشيرا إلى تقارير عن فقدان نحو 15 من أفراد الطاقم، داعيا الحوثيين إلى عدم اتخاذ أي إجراءات تعيق عمليات البحث والإنقاذ الجارية عن الطاقم المفقود.

واعتبر هذه الأفعال هجوما غير مقبول على سلامة وأمن البحارة وانتهاكا لحرية الملاحة وتسببت في خطر على النقل البحري، وتشكل خطرا جديا بحدوث أضرار بيئية واقتصادية وإنسانية كبيرة لبيئة ساحلية هشة بالفعل، مشددا على ضرورة احترام الأطراف كافة للقانون الدولي في جميع الأوقات والاحترام الكامل لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2768 (2025) المتعلق بهجمات الحوثيين على السفن التجارية، مؤكدا أن الأمم المتحدة تظل ملتزمة بمواصلة جهودها الرامية لتحقيق تهدئة أوسع في المنطقة فضلا عن استمرار التواصل مع الأطراف اليمنية والإقليمية والدولية لتأمين حل مستدام وسلمي للنزاع في اليمن.

من جانبه، أدان الاتحاد الأوروبي بشدة الهجوم الحوثي الذي استهدف السفينة التجارية "إترنيتي سي" في البحر الأحمر وأدى إلى غرقها ومقتل عدد من أفراد طاقمها وإصابة وفقدان آخرين، وأوضحت بعثة الاتحاد الأوروبي لدى اليمن في بيان أن الهجوم يمثل الثاني خلال أيام قليلة ضد سفينة أوروبية الملكية، واصفة الحادثة بالمأساوية، وحضت ميليشيا الحوثي على عدم عرقلة عمليات الإنقاذ والمساعدة للسفن المتضررة، داعية الدول المطلة على البحر الأحمر إلى تقديم الدعم اللازم لتلك الجهود، مطالبة بالإفراج الفوري وغير المشروط عن أفراد طاقم السفينة الناجين الذين لا يزالون محتجزين لدى الحوثيين، معتبرة تكرار الهجمات يشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي وتهديدا مباشرا للأمن الإقليمي والتجارة العالمية وحرية الملاحة بوصفها مصلحة عالمية عامة كما يزيد من تدهور الوضع الإنساني في اليمن.

بدوره، أكد الرئيس العالمي لأنشطة الشحن البحري واللوجيستيات في شركة مارش ماكلينان، أكبر شركة وساطة تأمين في العالم، ارتفاع رسوم التغطية التأمينية للسفن التجارية التي تمر عبر البحر الأحمر، قائلا إن أصحاب السفن مضطرون الآن لدفع نحو 1 في المئة من قيمة السفينة مقابل التأمين عليها في حال عبورها للبحر الأحمر، بينما أشارت وكالة "بلومبرج" للأنباء إلى أن رسوم التأمين على السفن في الشهور الأخيرة كانت تتراوح بين نحو 2. و3. في المئة أثناء توقف هجمات الحوثيين، وتعكس معدلات مخاطر الحرب المتزايدة بسرعة مخاوف شركات التأمين من أن المخاطر على الطريق الذي يربط أوروبا بآسيا عادت الآن إلى المستويات التي كانت قائمة قبل نحو عام، ومن المرجح أن تؤدي الرسوم الإضافية التي يدفعها مالكو السفن أو مستأجروها لشركات التأمين عند إبحارهم عبر مناطق محفوفة بالمخاطر إلى زيادة تكاليف النقل بالسفن القليلة التي لا تزال تبحر عبر البحر الأحمر، أما السفن التي تتجنب المنطقة، فتضطر إلى إضافة آلاف الأميال إلى طريقها حول أفريقيا.

وقال الشريك المؤسس لشركة إكسكلوسيف شيب بروكرز اليونانية جون كوتزياس إن شركات التأمين ومالكي السفن واجهوا قفزة مماثلة في رسوم التأمين على السفن العابرة للبحر الأحمر من نحو 4. في المئة إلى نحو 1 في المئة الآن، وأوضح بيكر أن السفن المرتبطة بالولايات المتحدة أو المملكة المتحدة أو إسرائيل أو تلك التي استهدفها الحوثيون سابقًا، تواجه الآن تكاليف تأمين أعلى.

في المقابل، زعم زعيم الحوثيين في اليمن عبدالملك الحوثي أن الهجمات الأخيرة للجماعة على السفن في البحر الأحمر تأتي ردا على محاولة شركات إعادة تشغيل ميناء إيلات الإسرائيلي، قائلا في كلمة مصورة إن "اليمن ثابت في موقفه الحازم والحاسم في حظر الملاحة على العدو الاسرائيلي في البحر الاحمر والبحر العربي وخليج عدن طالما استمر العدوان والحصار على غزة".