خامنئي يلوّح بتكرار هجوم "العديد" ويهدد بضرب قواعد أميركا

طهران، عواصم - وكالات: في تصعيد جديد، هدد المرشد الإيراني علي خامنئي أمس بأن لدى بلاده القدرةَ على الوصول متى ما شاءت إلى مواقع أميركيةٍ مهمة في المنطقة، معتبرا في تغريدة على منصة "إكس" أن الهجوم الذي جرى على قاعدة العديد الأميركية في قطر وألحق بها أضراراً لا يُعد حادثةً صغيرة، بل ضربةً كبيرةً قابلةً للتَكرار، على حد قوله، مضيفا أن إيران وجهت "صفعةً لأميركا؛ إذ هاجمت إحدى قواعدها المهمة في المنطقة، قاعدة العديد الجوية، مُلحقةً بها أضراراً"، مشددا على امتلاك بلاده قدرة على الوصول إلى مراكز أميركية مهمة في المنطقة، مؤكداً أن طهران بإمكانها التحرك ضد هذه المراكز "متى شاءت".

يأتي ذلك فيما نشرت وكالةُ "أسوشيتد برس" صورا التُقطت عبرَ الأقمار الاصطناعية لآثار الهجومِ الإيراني على قاعدةِ العديد، ووفقا لتقرير الوكالة، أصاب الهجوم قُبةً تضمُ معدات يستخدمُها الجيشُ الأميركي للاتصالاتِ الآمنة، وهو ما أكدَه المتحدثُ باسم وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" شون بارنيل بأن صاروخاً باليستياً إيرانياً أصاب القبة، وتظهر صور الأقمار الاصطناعية من شركة "بلانت لابس بي بي سي" وجود القبة المثلثية في قاعدة العديد الجوية صباح 23 يونيو قبل ساعات من الهجوم، ولكن الصور التي التقطت يوم 25 يونيو وما تلاه، تظهر اختفاء القبة، فيما يمكن رؤية بعض الأضرار في مبنى قريب، ويبدو أن بقية القاعدة لم يمسها أي ضرر على الأغلب في الصور.

من جانبه، أكدَ وزيرُ الخارجية الإيراني عباس عراقجي في مقابلة مع صحيفة "لوموند" الفرنسية أن بلادَه ماضيةٌ في تخصيب اليورانيوم، وأنها لن تتخلى عن برنامَجِها الصاروخي، واصفاً إياه بأنه جزءٌ لا يتجزأً من قدراتِها الدفاعية والردعية، وأعلن عراقجي القبض على سائح ألماني-فرنسي اختفى في إيران منذ نحو شهر، قائلا إنه تم اعتقاله لأنه ارتكب جريمة، مضيفا أنه تم إخطار السفارة الفرنسية بالأمر، دون أن يوضح طبيعة الجريمة التي يُتهم بها الشاب، فيما أعلن "الحرس الثوري" اعتقال عنصر إرهابي مرتبط بجهاز استخبارات أجنبي، وقال "الحرس الثوري" في محافظة مازندران إنه تم اعتقال عنصر إرهابي تابع لجهة استخباراتية أجنبية كان يخطط لتنفيذ عمل تخريبي في المحافظة، مضيفا أن عناصر استخبارات الحرس تمكنوا في إطار عملياتهم الاستخباراتية الدقيقة والهادفة إلى صون الأمن الوطني وإحباط مخططات العدو، من توقيف أحد العناصر الميدانية المعادية الذي كان يخطط لتنفيذ عمل إرهابي بتوجيه مباشر من عناصر مناهضة لإيران في الخارج، وذلك قبل تمكنه من تنفيذ أي خطوة، مشيرا إلى أن العملية الأمنية المعقدة أدت أيضاً إلى تحديد واعتقال عدد آخر من أفراد الشبكة المرتبطة به، من خلال جهود استخباراتية واسعة النطاق، بينما قال المتحدث باسم السلطة القضائية أصغر جهانجير إنه تم الكشف عن شبكات العدو في الداخل، وبمتابعة دقيقة، سنقدم معلومات قيّمة للشعب في المستقبل.

في غضون ذلك، أكد خبراء من الوكالة الأميركية التي تقف وراء القنابل الخارقة للتحصينات التي استخدمت في هجوم يونيو الماضي على أهم ثلاث منشآت نووية إيرانية، أنهم ما زالوا ينتظرون بيانات دقيقة حول مدى فداحة الأضرار التي لحقت بالمنشآت جراء الضربات، وقال مسؤولون من وكالة الحد من التهديدات الدفاعية إنهم لا يملكون حاليا تفاصيل حول ما إذا كانت الذخائر الخارقة للتحصينات اخترقت العمق الذي كانت مخصصة له.

على صعيد آخر، أعلن مركز الإعلام في قوات الشرطة بمحافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرق ايران استشهاد ثلاثة شرطيين في حادث إرهابي في مدينة تشابهار، قائلا إن اشتباكا بين عناصر خلية إرهابية وأفراد دورية شرطة في مدينة تشابهار، أسفر عن استشهاد ثلاثة من أفراد الشرطة بسبب خطورة إصاباتهم، مضيفا أن أحد عناصر الخلية الإرهابية لقى حتفه وأصيب آخر، وقبل 3 أيام، أعلن مقر "القدس" التابع للقوة البرية لحرس الثورة، مقتل واعتقال 6 إرهابيين في مدينة تشابهار بمحافظة سيستان وبلوشستان على يد استخبارات الحرس، موضحا أن الخلية كانت تخطط لتنفيذ عمليات إرهابية في مناطق مكتظة، لكن تم إحباط مخططها بفضل يقظة الأهالي وتدخل استخبارات فيلق "سلمان" بمحافظة سيستان وبلوشستان.، كما كان المدعي العام والحرس الثوري في محافظة سيستان وبلوشستان أعلن مؤخرا أن القوى الأمنية تمكنت من كشف وضبط مستودع كبير مخبأة فيه أسلحة خفيفة وشبه ثقيلة في إحدى مدن المحافظة.

إلى ذلك، كشفت الناشطة الحقوقية الإيرانية نرجس محمدي الحائزة على جائزة نوبل للسلام عن تعرضها لتهديدات مقلقة من قبل النظام الإيراني، وقالت اللجنة النرويجية لجائزة نوبل إن محمدي أبلغت رئيس اللجنة يورجن واتن فريدنيس خلال مكالمة هاتفية عاجلة بتلقيها تهديدات مباشرة وغير مباشرة بالقتل من قبل عناصر النظام الإيراني، معربة عن قلقها العميق بسبب التهديدات الإيرانية.

طهران، موسكو، عواصم - وكالات: فيما نقل موقع "أكسيوس" الأميركي عن مصادر قولها أمس، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبلغ نظيره الأميركي دونالد ترامب والمسؤولين الإيرانيين بأنه يؤيد فكرة إبرام اتفاق نووي لا تستطيع طهران بموجبه تخصيب اليورانيوم، أكدت وزارة الخارجية الروسية أن واشنطن وطهران أخذتا بشكل جدي المقترح الروسي حول نقل فائض اليورانيوم من إيران، قائلة إن إيران مصرة على حقها بتخصيب اليورانيوم على أراضيها، مقترحة أن يتم جعل اليورانيوم الإيراني المخصب منتجا تجاريا، وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف إنه "تم أخذ بشكل جدي من جانب واشنطن وطهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية اقتراح روسيا حول نقل فائض اليورانيوم من إيران"، مضيفا أن الأمر لم يصل بعد إلى الدخول في التفاصيل.

وأضاف ريابكوف: "قمنا بنقل الاقتراح إلى الجانبين الإيراني والأميركي، والوكالة الدولية للطاقة الذرية على علم به أيضا. تكمن فكرته في حل مشكلتين في آن واحد، الأولى أن الجانب الإيراني يصر بقوة على أهمية الحفاظ على الحق في القيام بأعمال التخصيب على أراضيه. والثانية أننا نرى أن هناك معارضين لطهران يعربون عن قلقهم الشديد إزاء تراكم اليورانيوم المخصب في أراضي إيران فوق المستويات التي تستخدم عادة في تصنيع الوقود للمفاعلات النووية"، معتبرا أنه إذا تمكنت روسيا من نقل هذه المواد وتنفيذ العمل المطلوب لإنتاج الوقود منها أو إدارتها بطريقة تجعلها منتجا تجاريا قابلا للبيع، فسيكون ذلك حلا فعالا للمشكلتين في آن واحد، متابعا بالقول "بما أنه لا يزال من غير الواضح كيف سيسير الحوار، وما إذا كان سيتم أصلا، وإذا جرى فبأية صيغة، فإننا لم نتوصل بعد إلى تفاصيل تنفيذ العملية. لكن جميع الأطراف المعنية تعاملت مع الأمر باهتمام، وربما يمكننا القول إنها اعتبرته انعكاسا لجدية جهودنا وجدية نوايانا".