العراق وكردستان: إلقاء حزب العمال السلاح ينهي العنف ويدعم الاستقرار

بغداد، أربيل، عواصم - وكالات: رحب العراق وإقليم كردستان العراق وتركيا بإلقاء حزب العمال الكردستاني السلاح، وأعربت وزارة الخارجية العراقية عن ترحيبها بالإعلان الصادر عن حزب العمال الكردستاني بشأن بدء عملية تسليم السلاح والتي انطلقت أولى خطواتها قرب محافظة السليمانية في إقليم كردستان العراق يوم الجمعة الماضي، معتبرة الخطوة تطورا مهما يجسد بداية فعلية لمسار نزع السلاح ويمثل فرصة حقيقية لدعم الاستقرار وتعزيز جهود المصالحة الدائمة في المنطقة بما يسهم في إنهاء حلقات العنف وفتح آفاق جديدة للتفاهم والتعايش السلمي، مؤكدة دعم العراق الكامل لهذا المسار لأنه يمهد لمرحلة جديدة من التعاون البناء مع تركيا على أساس العمل المشترك في معالجة التحديات الأمنية وبما يعزز سيادة العراق وتركيا ويحفظ أمنهما واستقرارهما، معربة عن أملها بأن تسهم المبادرة في طي صفحة من التوترات السياسية والأمنية والاجتماعية وأن تكون منطلقا لحوار إقليمي مسؤول يعالج جذور الأزمات ويعزز الأمن والتنمية لصالح شعوب المنطقة كافة.

من جانبه، رحب رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني، متعهدا الالتزام الكامل بدعم ومساندة إنجاح عملية السلام، قائلا في مراسم أقيمت في الإقليم حضرتها قيادة حزب المساواة وديمقراطية الشعوب (دام بارتي) التركي وممثلو إقليم كردستان وعدد من السياسيين والشخصيات ووسائل الإعلام، "إنها خطوة أخرى مهمة ومفرحة باتجاه إنجاح عملية السلام.. نحن واثقون أنها ستمضي بعملية السلام إلى مرحلة جديدة وستتبعها خطوات عملية على المسار الصحيح"، مشيرا إلى أن "عملية السلام تجري في وقت تمر فيه المنطقة بمرحلة ووضع حساسين يتطلبان من جميع الأطراف بذل كل الجهود من أجل إنجاح السلام.. فالجميع منتصر في السلام ونجاح السلام يخدم تركيا وعموم المنطقة والأطراف كافة".

وبينما حضر المراسم نحو 80 شخصية سياسية وثقافية وأكاديمية من تركيا وأوروبا وأميركا كما تمت دعوة جميع الأطراف السياسية في إقليم كردستان، تتم عملية إلقاء السلاح على مراحل حيث قامت مجموعة من أعضاء الحزب بإلقاء أسلحتهم "رمزيا" في البداية على أن تكتمل عملية نزع السلاح بشكل كامل خلال أشهر مع توقعات بانتهائها بحلول سبتمبر المقبل، وتشرف على العملية لجنة تضم ممثلين عن الاستخبارات والجيش التركيين وبالتنسيق مع حكومتي بغداد وأربيل كما شارك في المراسم أعضاء من اللجنة التنفيذية والمركزية للحزب وأحزاب كوردية ويسارية أخرى.

بدوره، أشاد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، قائلا لأعضاء حزبه العدالة والتنمية الحاكم في أنقرة "بإذن الله دخلت آفة الإرهاب التي استمرت 47 عاما في عملية النهاية"، مضيفا "اليوم يوم جديد، لقد أصبحت أبواب تركيا العظيمة والقوية مفتوحة على مصراعيها"، معترفا بأخطاء الدولة وأعمالها "غير القانونية" في الماضي مثل التهجير الإجباري وعمليات حرق القرى وحظر اللغة الكردية، غير أنه نقل المسؤولية إلى البرلمان، معلنا تشكيل لجنة مع حزبه العدالة والتنمية وحليفه القومي حزب الحركة القومية (إم.إتش.بي) وحزب المساواة وديمقراطية الشعوب (دي.إي.إم) الموالي للأكراد لتحديد الخطوات التالية في عملية السلام ولا يزال نطاق اللجنة وصلاحيتها غير واضحين.

في غضون ذلك، أعلن مجلس الاتحاد الأوروبي تعيين رالف شرودر رئيسا جديداً لبعثة الاتحاد الأوروبي الاستشارية في العراق "يونامي"، مشيراً الى أن الرئيس الجديد سيتولى مهامه رسمياً في 16 أغسطس المقبل، وذكرت بعثة الاتحاد الأوروبي بالعراق إن شرودر ضابط ألماني رفيع المستوى يتمتع بخبرة تمتد إلى 30 عاماً في قطاع الأمن، ويتخصص في مكافحة الإرهاب، وشغل سابقاً مناصب دولية مختلفة، من بينها مهام في أفغانستان والعراق، حيث ترأس فريق أمن السفارة، بالإضافة إلى مشاركته في بعثات دولية مثل بعثة الأمم المتحدة في السودان وبعثة الأمم المتحدة في الصومال، ويشغل منذ نوفمبر الماضي منصب نائب رئيس الاتحاد الأوروبي الاستشارية في العراق.