الغُرُور نهايته الذُّلّ

حوارات

الغرور هو انخداع الانسان بنفسه، وإفراطه بالاعجاب بها، وتكبّره وخيلائه، ونهاية الغرور المفرط تعرّض المغرور للذلّ وللمهانة.

ومن أسباب سقوط بعض الأفراد في مستنقع الغرور، وكيف ينتهي بهم الأمر بالذلّ وبالهوان على الناس، نذكر ما يلي:

-الأسباب: يغتر الانسان عندما يبدأ يتخيّل أنه فوق الجميع، وأفضل منهم في عقله، أو جسمه، أو ماله، أو مكانته.

ولا يدرك هذا النوع من المضطربين فكرياً ونفسياً وأخلاقياً أنّ الدنيا دول، وأنها لا تدوم لأحد، وأنّ من يتعظّم على الزمان سيهينه الزمان، ولو بعد حين.

ويغتر أحدهم بسبب عدم استحقاقه الأخلاقي لما هو عليه من حال حسنة، فيبدأ يظنّ أنّ ما يتمتّع به من قوّة، أو مال، أو مكانة أتت إليه بسبب استثنائيته، واختلافه الفريد عن الآخرين، وأنّ الناس لن يصلوا إلى ما تحقّق له في حياته من رفاهية، أو مال، أو قوّة بسبب أنهم، وفقاً لوجهة نظره المعوجّة، أقلّ منه شأناً في عقولهم، وأخلاقهم، وحظوظهم الدنيويّة، وبعد الوصول إلى هذه المرحلة من خداع الذّات، يبدأ المغرور في ارتكاب أخطاء حياتية كارثية في حقّ نفسه.

ومن هذه الأخطاء ظنّه أنّ الناس سيتجاوزون عن تكبّره ويخضعون له، بينما يصعب على من يوغر المرء صدورهم، بسبب غروره، واعجابه المفرط بذاته، نسيان كيف جعلهم يشعرون تجاه أنفسهم، عندما اختار بإرادته ممارسة التعامل العنجهي معهم.

ومن يتعاظم على الزمان والناس، سيأتي عليه يوم يندم على ما نطق به لسانه، ومن تصرّفات حمقاء.

-المغرور نهايته الذُّلُّ: يذلّ المرء عندما يتعرّض للازدراء، وللاهانة على ألسن وأيادي الناس، ومن أكثر الأشخاص تعرّضاً للذلّ هو المغرور، لأنّه لم يبقِ له أصدقاء، وبات مكروهاً من الجميع، ولأنّه بالكاد يجد في حياته صديقاً صدوقاً، ولذلك، فسيكون مصيره العزلة والنبذ من العقلاء والاسوياء نفسياً. فكيف بك أن تستمر في علاقتك مع شخص يرى نفسه دائماً أنه أفضل منك، ويتعامل معك بجفاء ملاحظ، وينظر إليك نظرة دونيّة؟

كاتب كويتي

DrAljenfawi@