الأربعاء 16 يوليو 2025
39°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
دور الرياضة في تنقية الهوية الوطنية
play icon
كل الآراء

دور الرياضة في تنقية الهوية الوطنية

Time
الأحد 13 يوليو 2025
View
30
الشيخ م.فهد داود الصباح

في 11 ديسمبر عام 2017 نشرت مقالة بعنوان "حتى لا تتكرر أزمة الايقاف الرياضي"، وكنت قد طرحت فيها مسألة الاستثمار في الاندية، وافساح المجال امامها كي تعمل على تطوير ذاتها من خلال "وضع ستراتيجية صحيحة للعمل الرياضي، تقوم على مبدأ توظيف القطاع الخاص لخدمة المجتمع الكويتي، والحد من الظواهر السلبية فيه من خلال التوجيه الصحيح للشباب إلى الرياضة دون استغلالهم في مشاريع الصراع السياسي بين الاطراف المتنازعة على القرار الرياضي".

لم يكن الهدف من ذلك مجرد الاستثمار المالي للاندية، إنما الاساس تحويل الشباب مصدراً للفخر الوطني، دون الدخول في مسألة الميزانيات، بل "جعل هذا القطاع انتاجياً على المستويات كافة، وأن يقوم على مبدأ جذب الشباب الى الرياضة، تعزيز روح المنافسة بين الشباب في هذا المجال، وتحول المنافسات عملية بناء ذاتية للفرد".

ومما كتبت حينها "نحن اليوم نعاني من أزمة انكفاء الشباب عن النشاطات العامة، بسبب غياب الستراتيجية الواضحة لاستغلال قدراتهم".

واضيف اليوم إن "تعزيز الهوية الوطنية يكون من خلال تنشيط القيم والمبادئ المشتركة، وتوحيد فئات المجتمع المختلفة، وإبراز ثقافة وهوية الوطن"، ففي النهاية الشباب هم المستقبل، وحين نعمل على تشجيعهم في شتى المجالات، ومنها الرياضية، نبعدهم عن الكثير من السلبيات، خصوصا حين نعمل على إبراز الانتماء الوطني الصحيح بينهم.

ففي اقليم تزيد فيها العصبية الطائفية والقبلية، لا بد من وجود وعي حقيقي بضرورة تعزيز الهوية الوطنية، وتوجيه الشباب الى الطرق الصحيحة لاستغلال قدراتهم، وليس التنفيس عبر العصبيات الطائفية والقبلية.

ويومها كتبت "من هنا لن تكون اعادة النظر في الستراتيجية الرياضية مجرد اعادة توزيع مراكز القوى بين المتصارعين عليها، إنما التكامل في هذا المجال، عبر التنافس الايجابي".

ثمة من يرى في تنقية الهوية الوطنية انها مجرد اجراء اداري، بينما هي عملية متكاملة، تشمل كل المجالات الحياتية واعادة تنشيط القطاعات كافة، وهي عملية مستمرة، للمواطن دوره الكبير فيها، من خلال اعلاء الروح الاجتماعية الواحدة، للقضاء اولا على "العصبيات والتطرف".

ما احاول قوله: ان الزمن يسير بسرعة، والافكار تتطور، وعلينا النظر إلى ما يمكن ان يساعد على ترسيخ الروح الوطنية عند شبابنا، واظهار طاقاتهم الايجابية عبر جعل الانشطة الرياضية عمل وطني مشرف، وكذلك هي مشاركة اجتماعية، تجمع، رغم المنافسات، إذا كانت هناك رؤية متطور حيال تعزيز الهوية الوطنية من خلال العمل الرياضي.

إن كل هذا من الممكن أن يتحقق إذا كانت هناك رؤية لمعنى الاحتراف، وأن يتضمن اذن عمل الشاب المواطن خانة "محترف رياضي"، فهذا سيبعد عنه السخرية، وأنه من دون عمل، وليس مجرد هاوي "كرة قدم".

آخر الأخبار