حصة مبارك الحساوي رفيقة الدرب وعماد المجد

ما من حديث عن الفقيد الدكتور بدر جاسم اليعقوب، رحمه الله، إلا ويقترن باسم رفيقة دربه، ورفيقة عطائه، السيدة حصة بنت مبارك الحساوي "أم جاسم" حفظها الله، التي لم تكن زوجة فقط، بل شريكة في بناء مشروع حياة متكامل، اتسم بالحب والعطاء، والمسؤولية الاجتماعية.

في لحظة يغلفها الحزن ويثقلها الفقد، رحل عن دنيانا أحد رموز العطاء والوطنية، المرحوم بدر جاسم اليعقوب، الذي ودّع الحياة بعد أن طبع اسمه في ذاكرة الكويت، والقلوب، بما قدمه من عمل، وبما تركه من مآثر، قلَّ أن يجود الزمان بمثلها.

لقد كان الفقيد رجلاً من طينة خاصة، نبت من تراب الكويت، وتشرب قيمها الأصيلة من الكرم، والنجدة، والعمل الدؤوب، وقد ارتبط أكثر بكل عمل جاد ومواقف مشرفة.

لقد كانت الأم الفاضلة، والمحسنة، حصة مبارك الحساوي هي القلب النابض لكل ما آمن به بدر اليعقوب، وقفت إلى جانبه في أصعب التحديات، وشاركته الرؤية ذاتها: أن الخير لا يُمنح، بل يُزرع في النفوس، ويُروى بالفعل، كانت عيناً ساهرة على تفاصيل العمل الخيري، وعقلاً حكيماً في التخطيط لكل مشروع إنساني، بدأه الفقيد من نشر العلم وموسوعته القانونية إلى الأعمال الإنسانية.

ولا يزال اسمها حاضراً في كل مبادرةٍ تبناها الراحل، فلا يمكن فصل مسيرة بدر اليعقوب عن حصة الحساوي، فكلاهما شكّلا معاً لوحة إنسانية لا تنسى، عنوانها: الوفاء والإحسان.

وفي كل أزمة تمر بها البلاد، كان من أول المبادرين إلى تقديم الدعم خصوصا، بعد التحرير عندما كان وزيراً للإعلام، وأثبت أن الوطنية لا تُقاس بالمناصب، بل بمقدار ما يُمنح للوطن من دون مقابل.

كما يبقى الأمل معقوداً على استمرار هذا النهج عبر أفراد أسرته، وعلى رأسهم الأم الفاضلة حصة بنت مبارك الحساوي، التي عوّدت الجميع على أن الوفاء لذكرى الراحل، يعني مواصلة الطريق الذي رسمه طريق الخير، والحب، وخدمة الناس.

عزاؤنا الحار إلى أم جاسم حصة الحساوي وأبنائها الكرام جاسم، مبارك، عبدالعزيز. نسأل الله تعالى أن يغفر للفقيد ويرحمه بواسع رحمته، وأن يلهمهم الصبر والسلوان، ويجعل مثواه الجنة.

abdullahsahoud@