الأربعاء 16 يوليو 2025
39°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
لماذا المجموع التراكمي ليس خبراتيا
play icon
كل الآراء

لماذا المجموع التراكمي ليس خبراتيا

Time
الاثنين 14 يوليو 2025
View
10
د. حمود الحطاب
شفافيات

قد يظن بعض المتابعين، من التربويين بالذات، أننا قد اطلنا في موضوع التراكمية في نهائي امتحانات الثانوية العامة؛ لكن التفاصيل تكشف غير ذلك للمتخصصين الاعمق من بينهم.

وهنا من حقنا ان نتكلم عن إن المجموع التراكمي الذي يرفع درجات الطالب اليوم، إنما هو تراكم ارقام فقط في الاكثر، لكن المحصلة، التربوية والخبراتية، هي كحاطب بليل؛ وهي إلى العشوائية الخبراتية اكثر قرباً.

وذلك للاسباب السلبية المرتبطة بنوعية المنهج المنتقى للتعليم اولا، وثانيا لطبيعة الاهداف المنتقاة للتعليم في المراحل التعليمية الثلاث، وامور أخرى كثيرة.

فالمنهج الذي ارتضته الوزارة طول عمرها هو اكثر المناهج سوءا في اكساب المتعلم الخبرات، وليس هذا حكماً شخصياً على هذا المنهج، الذي يسمى في علوم المناهج "منهج الوحدات الدراسية المنفصلة"، وكم من وزارة تربية تشكلت، وكم وزير تربية جلس على كرسي التعليم، ثم مضى، ولو تسأله: ما اسم المنهج الذي انت قاعد على كرسيه تتقاضى مرتبك عليه، لجهل الكثير من القيادات التربوية، اسم وطبيعة هذا المنهج. ليس هذا تجن على أحد، ولا قسوة على أحد، فكم وزير تربية مر على الوزارة، وهو لا يحمل مؤهلا تخصصيا تربويا، وكم من وزارة تربية تشكلت، كانت الترقيات القيادية فيها بالاقدمية وليست بالتخصصيات، ولا حتى بالخبرات؟

وهذا سبب معقول جدا لنقد الوزارة بالشكل هذا؛ ولنعد الى تسمية هذا المنهج المعمر في معظم وزارات التربية في عالمنا العربي، ومنها منهج دولتنا الكويت.

وقلنا يا سادة إن هذا المنهج الذي نحن عليه يسمى في عالم المناهج، وفي كتب المناهج التخصصية التي تدرس لطلبة العلوم التربوية في الجامعات، ومعاهد اعداد المعلمين، "منهج الوحدات الدراسية المنفصلة"، وتقييمه في عالم المناهج أنه أكثرها سوءاً، كما أنه الارخص في اثمانه؛ وهو كذلك الاسهل في البناء كمنهج، والاسهل في طرق تدريسه.

وليست هذه سوى ميزات في ضعفه ورداءته؛ وهو في تقييمه ايضا في عالم المناهج المنهج الاكثر فشلاً، وضعفاً في بناء قدرات المتعلمين، وتنوع قدراتهم ايضا.

والاسباب التي تعزى لهذا الفشل علميا أنه يعتمد، في تعليمه للمتعلمين في كل المراحل، على قدرة الحفظ والاظهار؛ يركز فقط على بناء قدرة الحفظ، وهي قدرة واحدة؛ كما أنها قدرة محدودة، ويمكن أن تنسى موضوعاتها، ولاسباب متعددة، وبسبب عدم تعدد حتى طرق الحفظ فيها، فهي تعتمد في الاكثر على التكرار من اجل الحفظ.

ويهمل هذا المنهج قدرات العقل المتعددة، ومنها القدرة في الفهم، وتنمية هذه القدرة اساسية في العمل التربوي. كما أن الحديث عن خبرات بناة المناهج وكفاياتهم التخصصية ،حديث آخر السلبية فيه بحجم الجبال.

ولعلي إلى هنا اكون قد سلطت الضوء على بعض ما اريد قوله في النهاية، في مسألة التراكمية الخبراتية، وليست العددية، وهي مطلب التعليم المفقود... وللحديث تكملات إن شاء الله.

كاتب كويتي

آخر الأخبار