طهران تواصل تقييم خسائر "فوردو"... وتلوّح بالرد على "آلية الزناد"... وتحذر كبار قادتها من استخدام "واتساب"
طهران، عواصم - وكالات: أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي أنه لم يتم بعد تحديد موعد أو توقيت أو مكان لاستئناف المحادثات النووية مع الولايات المتحدة، وقال بقائي أمس "لن ندخل في محادثات مالم نكن متأكدين من أن المفاوضات ستكون فعالة "، مضيفا أن إيران مازالت تقوم بتقييم حجم الضرر في منشاة "فوردو" النووية بعد الهجوم الأميركي الشهر الماضي، مؤكدا أن روسيا والصين مازالتا شريكتين ستراتيجيتين لبلاده وهما مستعدتان للقيام بدور في القضية النووية الإيرانية، مشيرا أن عقد لقاءات مع المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا مازال قيد البحث، موضحا أن إيران على تواصل دائم مع الدول الثلاث.
ورداً على إعلان ألمانيا نيتها تقديم طلب لرئاسة مجلس الأمن الدولي بتفعيل "آلية الزناد" ضد إيران، اعتبر بقائي التهديد باستخدام آلية الزناد "سناب باك" مجرد خطوة سياسية تهدف إلى التصعيد ضد بلاده، مشيرا إلى أنها ستواجه برد مناسب من جانب طهران، قائلا إن آلية "سناب باك" ليس لها أي أساس قانوني أو سياسي، مشيرا إلى أن استهداف منشآت إيران النووية جعل اللجوء لآليات الاتفاق النووي غير منطقي، مستدركا بأن إيران لا تزال تعتبر نفسها طرفاً في الاتفاق النووي، وقد خفّضت من التزاماتها رداً على الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها الولايات المتحدة والأطراف الأخرى لبنود الاتفاق، وهو حق منصوص عليه صراحة في نص الاتفاق.
وتابع بالقول إن الأطراف الأوروبية التي تحاول باستمرار استخدام الآلية كأداة ضغط، هي نفسها من انتهك التزاماتها الجوهرية والأساسية في الاتفاق النووي، ولم تنجح في تنفيذ التعهدات التي التزمت بها بموجب الاتفاق، وبالتالي فهي لا تحظى بأي شرعية قانونية أو أخلاقية للجوء إلى هذه الآلية، مضيفا أن ألمانيا خرقت التزاماتها في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، مشيرا إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تتعامل مع إيران بمعيار مزدوج، قائلا إن إيران تعتبر الديبلوماسية أداة ستراتيجية، مضيفاً أنه يجب ألا تكون الديبلوماسية مجالاً للخداع أو التظاهر، مؤكدا أن طهران دائماً تنضم إلى المفاوضات بحسن نية، وكانت جادة تماماً خلال مسار المفاوضات، مجددا أنه لم يتم تحديد موعد ولا مكان لمحادثات نووية مع الولايات المتحدة.
من جانبه، أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي أكبر أحمديان أن أمن الخليج يقتضي مشاركة فاعلة من دول المنطقة، معربا في محادثات هاتفية مع نظيره الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد عن تقديره لموقف الإمارات في إدانة العدوان الصهيوني على إيران، مؤكداً أن أمن الخليج يتطلب تعاوناً إقليمياً شاملا، قائلا إن أمن الخليج وأمن جميع دوله المترابط، يقتضي مشاركة فاعلة من دول المنطقة، وإذا تعرض أمن أي من الدول لتهديد خارجي، فإن ذلك سيؤدي لزعزعة أمن المنطقة بأسرها، بينما أكد الشيخ طحنون بن زايد أن تحقيق الأمن في المنطقة يجب أن يتم من خلال تعاون جميع دولها، وأن المساس بأمن أي دولة يُخلّ بأمن باقي الدول ويخلّف آثاراً سلبية واسعة النطاق.
بدوره، شدد مدير عام مكتب تطوير التكنولوجيا في وزارة الاتصالات الإيرانية حسين ميثمي على أن كبار المسؤولين في الدولة والجيش يجب ألا يستخدموا تطبيق "واتساب" إطلاقاً، مشيرا إلى أنه لا مانع للعامة من استخدامه موجهاً رسالة للشعب بعدم تبادل معلومات عائلية أو حساسة من خلاله، وفي يونيو الماضي، حذر النظام الإيراني المواطنين بأنهم يجب عليهم أن يتوقفوا عن استخدام "واتساب" و"تيليغرام" وتطبيقات تحديد الموقع الأخرى، قائلا إنها إحدى الطرق الرئيسية التي تتبعها إسرائيل لتحديد هوية الأفراد واستهدافهم، وكشفت تقارير أمنية في أعقاب الاغتيالات الأخيرة التي نفذها النظام الإسرائيلي، بما في ذلك اغتيال علماء، أن الاحتلال الإسرائيلي يستخدم تتبع الهواتف المحمولة لاستهداف أشخاص في إيران، معتبرة استخدام هذه التطبيقات خطير، داعية الإيرانيين لإغلاق هواتفهم المحمولة قبل تغيير أماكنهم والامتناع عن اصطحاب هواتفهم المحمولة إلى الأماكن الحساسة، ناصحة الجمهور، وخاصة موظفي المؤسسات الحساسة، باستخدام خطوط اتصالات آمنة وتجنب استخدام برامج غير آمنة.
من جهته، كشف نائب رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني محمود نبويان أن طهران اكتشفت وجود شرائح تجسس مشبوهة بأحذية مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية أثناء تفتيشهم المواقع النووية الإيرانية، موضحا أن وزارة الاستخبارات الإيرانية ولدى حصولها على وثائق إسرائيلية سرية، حيث أحضرت نحو عشرة ملايين وثيقة من دولة الاحتلال، اكتشفت أنالتقارير التي تقدمها إيران للوكالة كشريك في معاهدة حظر الانتشار النووي، يقوم رئيس الوكالة الذرية ماريان غروسي بتقديمها إلى إسرائيل"، مضيفاً مخاطبا غروسي بالقول "عندما نقول تجسس، فإننا نقول ذلك بأدلة"، قائلا إنه "عندما كنا نقدم تقارير سرية للوكالة، قبل مناقشتها في الوكالة، كانت المعلومات تنشر في الصحف، في حين أن نشر هذه المعلومات محظور ويجب محاسبة الوكالة"، مبيناً أن الصحف الإسرائيلية والأميركية تنشر معلومات إيران النووية.
إلى ذلك، أظهرت بيانات شركة التحليلات النفطية "فورتكسا" ارتفاع واردات الصين من النفط الخام الإيراني خلال يونيو الماضي إلى أعلى مستوى لها منذ الأرقام القياسية المسجلة في مارس الماضي بسبب تسريع عمليات الشحن، حيث سعى البائعون إلى تجنب التورط في الصراع بين إيران وإسرائيل، وقالت الشركة إن واردات الصين من النفط الإيراني ارتفعت بشكل حاد إلى نحو 1.7 مليون برميل يوميا خلال يونيو مقارنة بـ1.1 مليون برميل خلال مايو، ورجحت كبيرة محللي السوق في فورتكسا إيما لي عدم تسبب العقوبات الأميركية المستمرة على ناقلات النفط في وقف تدفقات النفط الإيراني.
عراقجي: نتنياهو يحاول التأثير على سير المحادثات مع أميركا
طهران، عواصم - وكالات: أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فشل في تحقيق أهداف حربه على إيران، قائلا على منصة "إكس" إن نتنياهو يحاول بغطرسة أن يملي على واشنطن ما يجب فعله بالمحادثات مع طهران ويحلم بمحو نحو 40 عاما من إنجازاتنا النووية السلمية.
في غضون ذلك، أصيب نحو سبعة إيرانيين في انفجار في مبنى سكني على مشارف مدينة قم الإيرانية أمس، ونقلت شبكة أخبار الطلبة الإيرانية "إيسنا" عن مسؤول في خدمات الطوارئ المحلية أن خمس سيارات إسعاف توجهت للمنطقة، بينما قالت إدارة الإطفاء في قم إن سبب الحادث انفجار أنبوب غاز، جاء بعد أيام على إعلان السلطات الإيرانية وقوع انفجار غاز قوي في أحد الطوابق السكنية داخل برج "بامجال" الواقع في منطقة "جيتكر" غرب العاصمة طهران، أسفر عن إصابة سبعة أشخاص بجروح متفاوتة، وتسبب في أضرار مادية جسيمة، وقال المتحدث باسم منظمة الإطفاء في طهران إن الانفجار أدى إلى تدمير الشقة التي وقع فيها الحادث وإلحاق أضرار في المنزل المجاور، مضيفا أن الحادث نجم عن تسرب غاز داخلي، دون حدوث حريق واسع النطاق، وطوقت فرق الدفاع المدني مكان الحادث وباشرت السلطات التحقيقات.