البطالة المقنّعة أسبابها وحلولها

صراحة قلم

نعاني من وجود بطالة مقنعة، أثرت على أداء القطاع العام، فرغم وجود هذا الكم الكبير من الموظفين، لكن لاتزال بعض الجهات الحكومية بطيئة في إنجاز أعمالها، بسبب طول الدورة المستندية، وترهل وتضخم هيكلها الإداري.

في غالبية دول العالم توجد بطالة حقيقية، تتمثل في كثرة الشباب العاطلين عن العمل بسبب قلة الأعمال، أما نحن في الكويت فالحكومة، مشكورة، تحاول القضاء على البطالة بتوفير العمل للشباب الكويتي في القطاع العام، فنتج عن ذلك بطالة مقنعة، تستهلك ميزانية الدولة، وبدلا من الإسراع في انجاز وتيرة العمل بطأتها.

ومن صور البطالة المقنعة، تعيين شباب جامعيين في أعمال بعيدة كل البعد عن تخصصهم الدراسي، وتكليف عدد كبير من الموظفين لعمل لا يتطلب إنجازه إلا موظفان أو ثلاثة، وتكديسهم في غرفة صغيرة لا تكفي إلا مكتبين فقط.

وللقضاء على البطالة بجميع صورها، ينبغي خلق فرص وظيفية، من خلال إنشاء مشاريع تنموية جديدة، وجلب شركات عالمية لإقامة مصانعها داخل البلاد، وتفعيل دور القطاع الخاص بشكل صحيح، يضمن الأمن الوظيفي للشباب الكويتي.

وكذلك إنشاء مدن إسكانية، لأنها تتطلب وجود منشآت ومرافق عامة مثل المدارس، والمراكز الصحية، ومراكز الخدمة التي تحتوي على خدمات بعض الوزارات والهيئات الحكومية، وغيرها من منشآت تتطلبها المدن الإسكانية، فوجود هذه المنشآت يوفر فرص عمل جديدة.

كما أن جلب الشركات العالمية لإنشاء مصانع لها في البلاد، يوفر فرص عمل للشباب الكويتي، ويكسبهم خبرة في مجال هذه الصناعات، ويساعد في تقوية اقتصاد البلاد، وأيضا تفعيل دور القطاع الخاص بشكل صحيح يحقق الأمن الوظيفي للشباب الكويتي يشجعهم لتوجه إليه.

فالوضع الحالي لا يشجع انخراطه في هذا القطاع، لأن الخصخصة عندنا مفهومها خاطئ، فهي للأسف تعني تطويع المال العام لخدمة القطاع الخاص.

ما تؤديه الحكومة حاليا، عمل مشكورة عليه، كونها توفر العمل للشباب الكويتي في القطاع العام كي يعين نفسه، ويكوّن أسرة، وعدم تركه يعاني من البطالة.

لكن يجب عليها للاستفادة الحقيقية من الشباب الكويتي خلق فرص عمل جديدة من خلال إنشاء مشاريع جديدة.

al_sahafi1@