الخميس 17 يوليو 2025
39°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
إذا تحدثنا عن الوطن تحدثنا عن قلب ينبض في داخلنا
play icon
كل الآراء

إذا تحدثنا عن الوطن تحدثنا عن قلب ينبض في داخلنا

Time
الثلاثاء 15 يوليو 2025
View
20
حسن علي كرم

اذا تحدثنا عن الوطن، تحدثنا عن قلب ينبض داخلنا، فالوطن بلا انسان كالقلب بلا جسد، هل رأيت جسداً خالياً مجرد وعاء خارجي.

تخيل نفسك، لا سمح الله، لاجئ في بلاد بعيدة، لا تعرف عنها شيئاً، ولا يعرفك احد، كيف ترى نفسك، ربما تكون عندهم لا شيء لا انسان، ربما يحسبوك لصاً او مجنوناً، او اي كائن اخر لكن لا ينتمي الى البشر؟

وهنا يجردونك عن ادميتك، فقسوة الغربة كقسوة جرح بلا علاج، بلا انسان يقف الى جانبك يسألك عما بك عما يؤلمك، هل انت تشكو من جوع، ام جرح ام الم داخلي؟ او ماذا سيكون جوابك إلى انسان غريب، لا تعرفه، لكنه رق قلبه اليك وإلى حالك الميئوسة التي تبدو عليها.

تهرب من وطنك في قارب مطاطئ، لا تدري إذا كان نهاية عمرك، واعلان موتك المياه الزرقاء، والامواج الطاحنة التي تصفع جانبي القارب، عبر محيط لا يرحم ولا يبالي إن كنت انت انسان من روح وقلب وعقل، او سمكة القتك الامواج لكي تصارع من اجل عمر اضافي، مكتوب لك، او من اجل حياة افضل، او اشقى، وعيش تغسله الدموع، دموعك انت لا دموع سيدك الجديد.

في السنين القليلة الماضة وتحديداً في العقدين الاخيرين، عصفت بنا نحن سكان منطقة الشرق الاوسط البائسة، ازمات كثيرة، لاسباب مصطنعة، لا ندري كيف ولماذا حلت علينا؟

ازمات في سورية واليمن والعراق وايران وافغانستان، لماذا نحن وليس غيرنا، ولماذا كذبوا علينا بوباء وهمي سموه "كورونا"، وقالوا هذا نهاية العالم يا للكذبة الكبرى؟

نهاية العالم، ثم يأتون ليقولون لا تصدقوا "كورونا" كذبة اصطنعناها، اذن هل هناك بشر شياطين ام شياطين يحركون البشر؟

الانسان رغم شجاعته يبقى جباناً يخشى الموت، بل يهرب منه اذا كان ثمة مكان للنجاة،حفرة صدام حسين، لم تدل قطعاً على الشجاعة، ولا مخبأ لجوئه بطولة.

لقد دل على جبنه وغبائه، وجهله باعدائه، كان يظن ان اعداءه الذين يطاردونه، اذا "صادوه" لن يكونوا قساة، وسيعاملونه على انه القائد الشجاع، الذي يحتاجون اليه، انها احلام، بل احلام انسان جاهل ومغرور، وهكذا بقي، وهو يقف في قفص المجرمين مثل اي مجرم قاتل، او لص، او تاجر مخدرات.

قصة صدام، قصة تحمل الكثير من العبر والدروس لكل لاجئ وهارب من الوطن، بل الحياة، هكذا كل البشر يعانون معاناة الحيوانات، و يَرَوْن انفسهم إناساً مواطنين شرفاء، يستحقون التكريم، وهو في حقيقته حيوان لكن في صورة انسان.

لكن ازاء الوطن ترى إنساناً اخر، لا يرى بالموت من اجل الوطن الا فرضا مفروض عليه، وهنا في الكويت عشنا تجربة قاسية، لكن واجهناها بشجاعة ابطال، واهراق الدماء على وطن، هو بالنسبة لنا ليس ارضاً فقط، بل حياة وبقاء.

في زحمة الاحداث لكي نربط الامور، اليوم في موجات الحروب التي تعيشها المنطقة، علينا الا نطمئن انفسنا اننا نعيش في سلام، فلا سلام وسط بشر مجنون، وبطولات فارغة التي ينشرها الخنازير.

اعود واقول إن الكويت، في هذه الاجواء المحمومة، لن تكون امنة، فلنقرأ الارض، ولنقرأ ما يخطط الابالسة.

ان الكويت امام اختبار ينبغي ان نجتازه بنجاح، فالوطن ليس مطعما نتناول فيه غذاؤنا ثم نرحل، ولا بنكاً تضخم فيه رصيدك، فملاك الارصدة المليارية لا يبكون على الوطن إذا ضاع، ولعلنا نتذكر مقولة الامام علي (عليه السلام) التي بقيت خالدة: "الغنى وطن والفقر غربة".

صحافي كويتي

[email protected]

آخر الأخبار