النيران تشتعل في دبابة سورية على مشارف مدينة السويداء بعد تعرضها لقصف إسرائيلي (أب)
خاض حرب شوارع لتطهيرها من المسلحين... و"الداخلية" تعلن"منعاً للتجوال" وتحذر عناصرها من "أي تجاوز"
دمشق، عواصم - وكالات: فيما أعلنت وزارة الداخلية السورية فرض حظر التجول بشوارع مدينة السويداء اعتبارا من صباح أمس وحتى إشعار آخر، أعلن وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة أمس، عن وقف تام لإطلاق النار داخل مدينة السويداء، قائلا في تغريدة على منصة «إكس»: «إلى الوحدات العاملة داخل مدينة السويداء كافة، نعلن عن وقف تام لإطلاق النار بعد الاتفاق مع وجهاء وأعيان المدينة، على أن يتم الرد فقط على مصادر النيران والتعامل مع أي استهداف من قبل المجموعات الخارجة عن القانون»، مضيفا «أصدرنا تعليمات صارمة للقوات الموجودة داخل مدينة السويداء بضرورة تأمين الأهالي والحفاظ على السلم المجتمعي، وحماية الممتلكات العامة والخاصة من ضعاف النفوس»، متابعا «وجهنا ببدء انتشار قوات الشرطة العسكرية داخل مدينة السويداء لضبط السلوك العسكري ومحاسبة المتجاوزين»، وبالتوازي، سحبت قوات الجيش العربي السوري الآليات الثقيلة من السويداء تمهيدا لتسليم أحياء المدينة لقوى الأمن الداخلي.
وجاء ذلك، بعد أن أعلنت وزارة الدفاع أن قوات الجيش العربي السوري بدأت دخول مدينة السويداء، وسط اشتباكات عنيفة مع مجموعات مسلحة، وقالت إدارة الإعلام والاتصال في الوزارة «نوصي أهلنا في مدينة السويداء بالتزام المنازل والإبلاغ عن أي تحركات للمجموعات الخارجة عن القانون، والتي قد تلجأ لاستخدام الأحياء المدنية منطلقاً لعملياتها»، مؤكدة أن الجيش يواصل ملاحقة المجموعات الخارجة عن القانون بمحيط مدينة السويداء، ومستمر في عملياته بهدف بسط الاستقرار والأمن، مفيدة بأن المجموعات الخارجة عن القانون تحاول الهروب من المواجهة عبر الانسحاب إلى وسط مدينة السويداء، بينما أفاد «تلفزيون سورية» بأن أرتالاً تابعة للجيش وقوى الأمن الداخلي تجمّعت في منطقة ريمة حازمعلى أطراف مدينة السويداء من الجهة الشمالية الغربية وبدأت التقدّم نحو مركز المدينة، وأشارت مصادر محلية إلى اندلاع اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري وقوى الأمن الداخلي من جهة، ومجموعات خارجة عن القانون رافضة لدخول مؤسسات الدولة إلى السويداء من جهة أخرى، موضحة أن الاشتباكات اندلعت على أطراف المدينة وامتدت إلى داخل مركزها.
من جانبها، حذّرت وزارة الداخلية السورية عناصرها من ارتكاب أي تجاوزات أو تعديات على الممتلكات العامة أو الخاصة في مدينة السويداء، قائلة في بيان على صفحتها بموقع «فيسبوك» إنه «في إطار مهمة حفظ الأمن وفرض الاستقرار عقب دخول القوات الحكومية إلى مدينة السويداء، تحذّر وزارة الداخلية من ارتكاب أي تجاوزات أو تعديات على الممتلكات العامة أو الخاصة، تحت أي ذريعة كانت»، مؤكدة أنها ستتخذ الإجراءات القانونية الصارمة بحق أي عنصر يثبت تورّطه في مثل هذه الأفعال أثناء تنفيذ المهمة، دون تهاون أو استثناء، مشددة على أن دخول القوات الحكومية يهدف حصراً إلى ضبط الأوضاع وحماية الأهالي وبسط الأمان في المدينة ضمن التزام صارم بالقانون واحترام حقوق المواطنين.
بدوره، أعلن قائد الأمن الداخلي في السويداء أحمد الدالاتي فرض حظر تجول في شوارع المدينة اعتباراً من الساعة الثامنة صباحاً وحتى إشعار آخر، حرصاً على سلامة أهالي المدينة، مهيبا بأهالي السويداء الالتزام بالبقاء في منازلهم، وقال إنه حرصاً على تعزيز الأمن والاستقرار وبعد الأحداث الدامية التي شهدتها المدينة، باشرت قوات وزارتي الداخلية والدفاع بالدخول إلى مركز المدينة لحماية المدنيين واستعادة الأمن، مؤكدا ضرورة منع العصابات الخارجة عن القانون من استخدام المباني السكنية كمواضع لمواجهة قوات الدولة، محملا المرجعيات الدينية وقادة الفصائل المسلحة المسؤولية الوطنية والإنسانية، ودعاهم إلى التعاون الكامل لتأمين مركز المدينة وضمان استقرار كامل المحافظة.
ورحب الدالاتي بموقف الرئاسة الروحية لطائفة الموحدين الدروز، ممثَّلة بالشيخ حكمت الهجري، مثنيا على الموقف الوطني المسؤول، داعيا سائر المرجعيات الدينية والفعاليات الاجتماعية إلى موقف وطني موحَّد، يدعم إجراءات وزارة الداخلية في بسط سلطة الدولة وتحقيق الأمن في عموم المحافظة، مناشدا قادة الفصائل والمجموعات المسلحة الخارجة عن القانون وقف أي أعمال تعيق دخول قوات وزارتي الداخلية والدفاع والتعاون الكامل من خلال تسليم أسلحتهم للجهات المختصة حفاظًا على السلم الأهلي وصونًا لأمن المواطنين واستقرار البلاد.
وجاء ذلك بعد إعلان الرئاسة الروحية لطائفة الموحدين الدروزترحيبها بدخول قوات وزارتي الداخلية والدفاع لبسط السيطرة على المراكز الأمنية والعسكرية وتأمين المحافظة، داعية الفصائل المسلحة كافة في السويداء للتعاون مع قوات وزارة الداخلية وعدم مقاومة دخولها وتسليم سلاحها لوزارة الداخلية، معتبرة استعادة الأمن والاستقرار في المحافظة يقتضي بسط الدولة لسلطتها من خلال المؤسسات الرسمية خاصة المؤسسة الأمنية والعسكرية، داعية لفتح حوار مع الحكومة السورية لعلاج تداعيات الأحداث وتفعيل مؤسسات الدولة بالتعاون مع أبناء المحافظة من الكوادر والطاقات بمختلف المجالات.
في غضون ذلك، واصل طيران الاحتلال الإسرائيلي غاراته على مدينة السويداء، حيث شن ثلاث غارات جوية استهدفت محيط بلدتي المزرعة وكناكر في ريف محافظة السويداء، وذكرت وكالة الأنباء السورية «سانا» أن الغارتين الأوليين استهدفتا محيط بلدة المزرعة فيما استهدفت الغارة الثالثة محيط بلدة كناكر، بينما زعم وزير حرب الاحتلال الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن الهجوم رسالة تحذير للنظام السوري بأن دولة الاحتلال لن تسمح بالمساس بالدروز، في حين زعم متحدث جيش الاحتلال أن الدبابات التي تم استهدافها تشكل تهديدا لإسرائيل.
متطوعو الهلال الأحمر ينقلون مصابا لمستشفى إزرع جنوب سورية
وهاب يعلن تشكيل "جيش التوحيد" وجنبلاط يحذر من الوقوع في فخ إسرائيل
دمشق، عواصم - وكالات: توسعت انعكاسات الأزمة التي تواجهها مدينة السويداء السورية لتمتد إلى خارج حدود سورية، حيث أعلن رئيس حزب "التوحيد العربي" والوزير اللبناني الأسبق وئام وهاب تشكيل مسلح جديد تحت اسم "جيش التوحيد"، داعيا الدروز إلى المقاومة بالسلاح، قائلا عبر منصة "إكس" إنه "بعد التشاور مع أهلنا وشبابنا، أعلن انطلاق جيش التوحيد. ندعو الجميع للانضمام والبدء بتنظيم مقاومة مستقلة... يا أهلنا في كل مكان في لبنان والجليل وسورية ودول العالم إنزلوا الى الساحات للتضامن، مشايخ تقتل نساء تسبى أطفال يموتون كله بإشراف المجرم الجولاني وجيشه".
من جانبه، أفاد موقع "واي نت" الإسرائيلي بأن الدروز في الجليل أحرقوا الإطارات وأغلقوا مفرق الناعمة احتجاجا على الاشتباكات في السويداء، وقالت شرطة الاحتلال الإسرائيلية إنه تم إغلاق شارع 6 قرب مفرق إلياكيم بالاتجاهين، بعد إشعال إطارات خلال تظاهرات غير قانونية في الشمال، مؤكدة إتاحة حرية التعبير ضمن القانون، لكنها لن تسمح بالإخلال بالنظام العام أو تعريض السلامة للخطر. بدوره، أكد رئيس منظمة "جذور" في السويداء خالد سلوم الثقة مفقودة بشكل تام في قوات الأمن العام في محافظة السويداء، مؤكدا أن القوات تمارس انتهاكات عديدة من بينها السرقة، قائلا إن "عناصر منفلتة لن أسميها جيش أو أمن عام، عصابات.. الذين هاجموا السويداء معهم فصائل تقوم بسرقة المحال التجارية وإحراقها وتكسيرها"، مشددا على أن الوضع سيء جدا وأن عدد الضحايا كبير ولا يمكن إحصائه لأن الانتهاكات كثيرة.
في المقابل، وبينما أجرى نتنياهو مشاورات هاتفية مع كاتس ورئيس أركان الاحتلال إيال زامير، وزعم نتنياهو وكاتس في بيان مشترك الالتزام بمنع إلحاق الأذى بالدروز، حذر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق والزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط مما أسماه الوقوع في فخ إسرائيلي، مشددا على أنه يجب التوصل إلى حل سياسي برعاية الدولة السورية في السويداء، مؤكدا أن إسرائيل لا تحمي أحدا، قائلا "لا يتوهم أحد في السويداء بأن إسرائيل ستحميهم".