• مرتان سنوياً لحماية شبه تامة من الفيروس
• "الصحة العالمية" توصي بإتاحتها فوراً في الصيدليات والعيادات
دعت منظمة الصحة العالمية إلى تسريع توفير حقنة طبية مبتكرة تُعدّ تحولاً في الوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية (HIV)، موصية بإتاحتها فوراً في الصيدليات والعيادات، وعبر الاستشارات الرقمية.
الدواء الجديد، المعروف باسم ليناكابافير (Lenacapavir)، لا يحتاج سوى حقنتين سنويًّا لتوفير حماية شبه كاملة ضد الفيروس، ما يجعله بديلاً فعالاً وطويل الأمد للحبوب اليومية وغيرها من العلاجات قصيرة المفعول.
وفي إرشاداتها الجديدة الصادرة مؤخرًا، أكدت المنظمة أن ليناكابافير هو علاج مضاد للفيروسات القهقرية (Antiretroviral)، يتميز بفعالية عالية وسهولة الاستخدام، ويمثّل خيارًا واعدًا للمجموعات الأكثر عرضة للخطر.
وقال الدكتور تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، المدير العام للمنظمة:"برغم غياب لقاح فعال حتى اليوم، فإن هذا الدواء يوفر حماية شبه تامة ضد الإصابة بفيروس نقص المناعة، ونؤمن بقدرته على تغيير مسار مكافحة المرض".
وأضاف خلال المؤتمر الثالث عشر للجمعية الدولية للإيدز في العاصمة الرواندية كيغالي: أن المنظمة "تلتزم بالعمل مع الحكومات والشركاء لضمان وصول هذا الابتكار إلى الفئات الأكثر حاجة، بسرعة وأمان".
دعم دولي وتوصيات تنفيذية
الحقنة، التي وافقت عليها السلطات الصحية الأميركية في يونيو الماضي، ما زالت محدودة التوفر خارج إطار التجارب السريرية، ما دفع منظمة الصحة العالمية إلى حث الدول والجهات المانحة على دمجها فورًا ضمن البرامج الوطنية للوقاية من الإيدز.
كما أوصت المنظمة باستخدام اختبارات الكشف السريعة في المنازل، لتسهيل تلقي الحقنة، بدلًا من الاعتماد على إجراءات معقدة ومكلفة تعيق الوصول إلى العلاج.
الإيدز بالأرقام: معضلة مستمرة
رغم التقدم الطبي، يواجه العالم تحديات كبرى في مكافحة الفيروس:
40.8 مليون شخص مصاب بالإيدز حتى نهاية عام 2024
65 % من الإصابات في إفريقيا
630 ألف وفاة بسبب مضاعفات الفيروس خلال العام نفسه
1.3 مليون إصابة جديدة، بينهم 120 ألف طفل
في المقابل، ارتفع عدد من يتلقون العلاج إلى 31.6 مليون شخص حول العالم.
تمويل يتراجع ومجتمعات تنتظر
يأتي هذا التطور في وقت يشهد تراجعًا عالميًا في تمويل برامج مكافحة الإيدز، بما في ذلك خطة الرئيس الأميركي الطارئة للإغاثة من الإيدز (PEPFAR) التي لطالما دعمت جهود مكافحة المرض في إفريقيا.
وقالت الدكتورة ميج دوهرتي، مديرة إدارة البرامج العالمية للإيدز في المنظمة : نمتلك الأدوات والمعرفة... ما نحتاجه هو إرادة سياسية وتنفيذ جريء قائم على الإنصاف، تقوده المجتمعات نفسها.