صدر للشاعر والناقد محمد الفارس كتاب جديد، عبارة عن دراسة وتحقيق أدبي موسع لديوان الشاعر المغربي عبد الواحد نجم، والديوان يتألف من 111 قصيدة عمودية كلاسيكية.
وفي السياق أوضح الفارس أن هذا العمل جاء انطلاقا من إيمانه العميق بـأهمية التوثيق والتحقيق في حفظ الإرث الشعري العربي، قائلا: "عملت على دراسة نقدية معمقة لأسلوب الشاعر عبد الواحد نجم، متتبعا سماته الأسلوبية والفنية عبر ثلاثة أبواب رئيسية، بينما خُصص الفصل الرابع لنصوص الديوان كاملة. كما أوليت اهتمامًا خاصا ببعض الإشكاليات الشعرية التي برزت في عدد من القصائد من حيث البناء العروضي أو الدلالة التعبيرية". وأضاف الفارس أن التحقيق الشعري ليس مجرد جهد أكاديمي تقني، بل هو عمل ثقافي وأخلاقي يحترم النص ويضعه في سياقه التاريخي والجمالي الصحيح، مؤكدًا أن مثل هذه الأعمال تساهم في تعزيز حضور الشعر العربي في الذاكرة الثقافية وتمنح الأجيال الجديدة مادة أدبية موثوقة يمكن الرجوع إليها والاستفادة منها.
وفي سياق الحديث عن تجربته الأدبية، أشار الفارس إلى أنه سبق أن أصدر مجموعة قصصية بعنوان "تماضر لا تفهم شيئا"، والتي لاقت تفاعلا جيدا في الأوساط الثقافية. وعبر عن قناعته بأهمية تنوع التجربة الإبداعية، قائلا: "أؤمن أن الكاتب لا ينبغي أن يقيد نفسه بجنس أدبي واحد، بل عليه أن يعبر عن رؤاه وأفكاره وينفتح على مختلف الأجناس الأدبية، من شعر إلى رواية وقصة قصيرة، بحسب ما تقتضيه الفكرة والمرحلة". وعن إمكانية دخوله عالم الرواية مستقبلاً، صرّح الفارس "الفكرة واردة جدًا، وأنا لا أستبعد أبدًا أن تكون الرواية هي محطتي التالية. لكل نص لحظته الخاصة التي تفرض نفسها على الكاتب، وقد أكون قريبًا من تلك اللحظة." وختم الفارس حديثه داعيًا إلى المزيد من الاهتمام بالتحقيقات الأدبية الجادة، التي تمثل اليوم حاجة ماسة في المشهد الثقافي العربي.