"كامكو إنفست": تراجع أسعار النفط دون 70 دولاراً نتيجة زيادة الإمدادات

ارتفاع حاد لإنتاج "أوبك" لأعلى مستوياته منذ أشهرعند 27.2 مليون برميل في يونيو 2025

أفادت شركة كامكو انفست ان أسعار النفط الخام انخفضت إلى ما دون 70 دولار امريكي للبرميل بعد يومين متتاليين من التراجعات، مدفوعة بارتفاع إنتاج الأوبك وحلفائها، إلى جانب تزايد الشكوك بشأن فاعلية العقوبات الأمريكية على صادرات النفط الروسية، وذلك عقب إعلان واشنطن عن مهلة مدتها 50 يوماً لإنهاء الحرب، وتزامن هذا التطور مع تصاعد التوترات الجيوسياسية بين روسيا وأوكرانيا، ما دفع الولايات المتحدة إلى فرض عقوبات ثانوية على الدول التي تواصل شراء النفط الروسي، وفي مقدمتها الهند والصين.

واوضحت كامكو انفست في تقريرها حول اسواق النفط ان ما يجري في الاتحاد الأوروبي نقاش لفرض سقف سعري جديد أكثر انخفاضاً على النفط الروسي. وفي المقابل، ما يزال السوق الفعلي للنفط يعاني من شح الامدادات، لا سيما في فئة نواتج التقطير، حيث بلغت معدلات تشغيل المصافي مستويات مرتفعة لتلبية الطلب الموسمي على الوقود في نصف الكرة الشمالي، وهو ما عزز أسعار العقود الفورية على الرغم من الضغوط التي شكلها ارتفاع إنتاج الأوبك وحلفائها على أسعار العقود الآجلة.

واوضح التقرير ان التطورات الجيوسياسية في المنطقة كان لها أثر ملموس على سوق النفط، إذ أدت الهجمات التي وقعت في البحر الأحمر إلى تصاعد المخاوف بشأن أمن طرق النقل البحري. إلا أن توقف التصعيد العسكري في الشرق الأوسط بعد أحداث الشهر الماضي ساهم في تراجع حاد لعلاوة مخاطر الحرب التي كانت تضغط على أسعار النفط الخام.

وعلى صعيد الطلب، لعبت العوامل الموسمية دوراً في تحديد مسار الأسعار، إذ بلغ الطلب الصيفي ذروته خلال شهر يوليو 2025، وسط توقعات بانخفاض تدريجي خلال الأشهر المقبلة. في المقابل، ما تزال الثقة في سوق النفط مدعومة بتوقعات انتعاش طلب الصين بنهاية العام، خاصة في ظل الارتفاع الحاد في إنتاج المصافي خلال الشهر الماضي.

وأشارت بعض التقارير إلى احتمال أن تقوم الصين بزيادة المخزون النفطي بنهاية العام إذا استمرت الأسعار عند مستوياتها الحالية، إلا أن حالة عدم اليقين الناتجة عن التوترات التجارية والرسوم الجمركية، خاصة مع الولايات المتحدة، حدت من مكاسب الأسعار. إذ أظهرت بيانات الناتج المحلي الإجمالي في الصين تباطؤ النمو هامشياً على أساس ربع سنوي بواقع 20 نقطة أساس، بتسجيل نمو بلغت نسبته 5.2 في المائة خلال الربع الثاني من 2025، بدعم من الأداء القوي لقطاع الإنتاج الصناعي.

وعلى صعيد الإمدادات، سجل إنتاج الأوبك من النفط زيادة حادة خلال يونيو 2025، ليصل إلى أعلى مستوياته منذ عدة أشهر عند 27.2 مليون برميل يومياً، وفقاً للبيانات الصادرة عن مصادر الأوبك الثانوية. وجاءت هذه الزيادة عقب إعلان الأوبك وحلفائها عن إنهاء خطة خفض حصص الإنتاج السابقة، مضيفةً أكثر من 1.1 مليون برميل يومياً إلى الحصص المعلنة حتى نهاية الشهر الماضي. وشهدت معظم دول الأوبك ارتفاع مستويات الإنتاج على أساس شهري، إذ سجلت السعودية أكبر زيادة شهرية خلال هذه الفترة.

وتراجعت أسعار النفط الخام بعد تسجيله لمكاسب تجاوزت أكثر من 30 في المائة في أقل من شهرين، مدفوعة بتصاعد المخاوف الجيوسياسية المرتبطة بالحرب في الشرق الأوسط الشهر الماضي. ومع إعلان وقف إطلاق النار، بدأت الأسعار في التراجع تدريجياً، واستقرت دون مستوى 70 دولارا للبرميل خلال الأسابيع الأخيرة.