البحرين وأميركا تعززان شراكتهما وتوقعان اتفاقيات بـ17 مليار دولار

المنامة، عواصم - وكالات: فيما عاد العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى إلى المنامة بعد زيارة خاصة إلى فرنسا أعقبتها زيارة عمل إلى إيطاليا، أجرى خلالها محادثات رسمية مع رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، تناولت العلاقات الثنائية والمستجدات الإقليمية والدولية، وعلى رأسها التطورات في قطاع غزة، عززت البحرين والولايات المتحدة الأميركية شراكتهما الستراتيجية ووقعتا اتفاقيات بـ17 مليار دولار خلال زيارة بدأها ولي العهد البحريني الأمير سلمان بن حمد إلى واشنطن ليل أول من أمس، ويلتقي خلالها الرئيس الأميركي دونالد ترامب وعدداً من كبار المسؤولين بالإدارة الأميركية، لبحث تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطوير التعاون الثنائي وتنميته بما يحقق الأهداف والمصالح المشتركة.

وبحسب ما أفادت به وكالة الأنباء البحرينية "بنا"، ناقش الملك حمد وميلوني خلال لقائهما في روما تعزيز التعاون الثنائي بين البحرين وإيطاليا في مختلف المجالات، لا سيما الاقتصادي، وتطرقت المحادثات إلى عدد من الملفات، في ضوء الزيارة المرتقبة لولي العهد البحريني الأمير سلمان بن حمد إلى العاصمة الإيطالية في سبتمبر المقبل، التي من المنتظر أن تشهد توقيع عدد من الاتفاقيات الثنائية، كما تطرقت المحادثات إلى تطورات الشرق الأوسط، وعلى رأسها الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، حيث أكد الطرفان أهمية الجهود المشتركة الرامية إلى وقف إطلاق النار وتحقيق التهدئة، وهنأت ميلوني الملك البحريني بانتخاب المملكة عضواً غير دائم في مجلس الأمن الدولي، للفترة 2026-2027، مشيدة بالدور المتنامي الذي تؤديه المنامة في دعم الأمن والاستقرار على الساحتين الإقليمية والدولية، وجاءت زيارة الملك الملك حمد بن عيسى إلى إيطاليا عقب زيارة خاصة قام بها إلى فرنسا، لم تُعلن تفاصيلها الرسمية، قبل أن يختتم جولته بالعودة إلى البحرين ليل أول من أمس.

في غضون ذلك، أبرمت شركات بحرينية وأميركية سلسلة اتفاقيات بنحو 17 مليار دولار في مجالات الطيران والتكنولوجيا والصناعة والاستثمار، في إطار تعزيز العلاقات الاقتصادية والتعاون في القطاعات الرئيسية بين البلدين، وجاءت مراسم التوقيع على الاتفاقيات على هامش زيارة يجريها ولي العهد البحريني الأمير سلمان بن حمد إلى واشنطن، يلتقي خلالها الرئيس الأميركي دونالد ترامب وعدداً من كبار المسؤولين بالإدارة الأميركية، لبحث تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطوير التعاون الثنائي وتنميته بما يحقق الأهداف والمصالح المشتركة، وذكرت وكالة الأنباء البحرينية "بنا" أنه ضمن هذه الاتفاقيات، ستوفر شركة "سيسكو سيستمز" حلولاً تقنية لشبكة المعلومات والاتصالات الحكومية بالبحرين، وأفادت الوكالة بالاعلان عن خطط لإنشاء كابل ألياف ضوئية بحري بطول 800 كيلومتر يربط البحرين والسعودية والكويت والعراق بالشبكات العالمية، وسيجري تطوير مشروع الكابل الجديد المملوك بالكامل والمدار من قبل شركة البحرين للاتصالات السلكية واللاسلكية (بيون) بالشراكة مع "سبكوم" الشركة العالمية المتخصصة في أنظمة الكابلات البحرية التي تتولى حالياً تنفيذ نظام كابل الخليج، ومن المخطط أن يسهم المشروع في تعزيز قدرة البحرين على التعامل مع حركة وسيادة البيانات، فضلاً عن الاتصال العالمي ودعم المرونة الرقمية والأمن السيبراني.

وبينما أعلنت مؤسسات مالية بحرينية ومؤسسات بالقطاع الخاص خططاً لاستثمار 10.7 مليارات دولار في الولايات المتحدة، ووقع صندوق الثروة السيادي "شركة ممتلكات البحرين القابضة" اتفاقيات مع عدد من الشركات الأميركية لاستثمار ملياري دولار لخلق فرص عمل في الصناعات التحويلية المرتبطة بالألمنيوم، أكد الأمير سلمان بن حمد أن التعاونات والشراكات الستراتيجية تشكل ركيزةً أساسية في تعزيز العلاقات البحرينية الأميركية الممتدة لنحو 130 عاماً، والأخذ بها نحو مستويات أكثر تكاملاً في ظل الحرص والاهتمام المتبادل لمواصلة تطويرها وتنميتها.

وخلال اجتماعه في واشنطن مع الممثل التجاري للولايات المتحدة الأميركية جيميسون جرير، أشار الأمير سلمان بن حمد إلى أهمية توسيع نطاق العمل المشترك على الأصعدة كافة والبناء على ما تحقق من شراكة ستراتيجية متميّزة والدفع بها نحو فضاءات أكثر تقدماً وازدهاراً، بما يحقق الأهداف والمصالح المشتركة، لافتا إلى المستويات المتقدمة التي وصل إليها العمل والتنسيق المشترك بين البلدين في مختلف المجالات، لا سيما المجالات التجارية والاستثمارية والاقتصادية بما يسهم في خلق مزيدٍ من الفرص الاستثمارية والشراكات التجارية الواعدة، مشددا على أهمية مواصلة العمل على تطوير العلاقات الثنائية بين البحرين والولايات المتحدة، مؤكداً أهمية استثمار الفرص التي تتيحها الاتفاقيات المشتركة بين البلدين.

من جانبها، أعلنت شركة "طيران الخليج"، الناقل الوطني لمملكة البحرين، توسّعاً رئيسياً في شبكة خطوطها في قارة أميركا الشمالية من خلال إطلاق رحلاتها المباشرة إلى مطار "جون إف. كندي" في نيويورك، وذكرت وكالة "بنا" أن الخدمة تشكل إضافة ستراتيجية لربط البحرين بمركز تجاري وثقافي رئيسي على مستوى العالم، مشيرة إلى أنه اعتباراً من مطلع أكتوبر القادم ستُسيّر "طيران الخليج" ثلاث رحلات أسبوعية إلى مطار "جون إف. كندي" بنيويورك على متن طائراتها من طراز "بوينغ 787-9 دريملاينر".