ضحايا "هايبر" قضوا اختناقاً وتفحموا بالحمامات
بغداد، عواصم - وكالات: لقي نحو 61 عراقيا وأصيب العشرات في كارثة حريق مروعة نشب في بناية تجارية مكوّنة من خمسة طوابق وسط محافظة واسط جنوب شرق بغداد، حيث التهمت النيران مجمع مول الهايبر ماركت التجاري في مدينة الكوت والذي لم يمض على افتتاحه سوى سبعة أيام، ونعت وزارة الداخلية العراقية ضحايا الحريق المروّع، وأفادت بأن الحريق المؤلم أودى بحياة 61 مواطناً بريئاً، غالبيتهم قضوا اختناقاً داخل الحمامات نتيجة تصاعد كثيف للدخان، بينهم 14 جثة متفحمة غير معلومة، مشيرة إلى أنه رغم جسامة الموقف، تمكنت فرق الدفاع المدني من إنقاذ نحو 45 شخصاً كانوا عالقين داخل المبنى، لافتة إلى أن وزير الداخلية وجه بتشكيل لجنة تحقيق عليا برئاسة المستشار الفني للوزير وعضوية مدير الأدلة الجنائية، وعدد من كبار المحققين والفنيين المختصين، للوقوف على الأسباب التي أدت إلى اندلاع الحريق وتحديد مواضع الخلل والمسؤولية بدقة وشفافية، مؤكدة أنها لن تتهاون في محاسبة أي جهة يثبت تقصيرها أو مسؤوليتها، التزاماً بالحق والعدالة، وحرصاً على سلامة المواطنين، مشيرة إلى أن نتائج التحقيقات الفنية الشاملة ستعلن فور اكتمالها، التزاماً بمبدأ الشفافية الكاملة أمام الرأي العام.
من جانبه، وصف المرجع الأعلى في العراق علي السيستاني حادثة الحريق بـ "المفجعة"، وقال مكتبه في بيان "تلقينا بمزيد من الأسى والأسف نبأ حادث الحريق المفجع في أحد مراكز التسوق الذي أودى بحياة العشرات من روّاده وتسبب في إصابة أعداد كبيرة أخرى"، بينما وجّه رئيس الحكومة محمد شياع السوداني وزير الداخلية بالتواجد الميداني في موقع حادث الحريق المؤسف والتحقيق الفوري في الأسباب والظروف المحيطة، داعيا إلى تحقيق فني دقيق لكشف أوجه التقصير واتخاذ كل ما يلزم من إجراءات صارمة لمنع تكرار مثل هذه الحوادث، موجها بارسال فريق طبي بكامل الإمكانيات لدعم جهود إسعاف المصابين وعلاجهم، كما أعلنت السلطات العراقية الحداد لمدة ثلاثة أيام، وأكد الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد والسوداني ضرورة التقصي، وعبر الجانبان خلال استقبال السوداني للرئيس العراقي عن تضامنهما مع أسر ضحايا حادث الحريق المؤسف، مع التأكيد على توفير المساعدة الكاملة لهم والتقصي عن أسباب الحادث الأليم واتخاذ الإجراءات اللازمة بشأنه.
وأفاد المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء بأن السزداني ورشيد بحثا الأوضاع العامة في العراق وأهمية تعزيز التعاون بين جميع السلطات وحل المسائل المشتركة بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان العراق وفقاً للصيغ الدستورية والقانونية النافذة بشأن تسليم الإيرادات النفطية وغير النفطية للحكومة الاتحادية، وحل ملف رواتب موظفي الإقليم، فضلاً عن بحث الاستعدادات للانتخابات التشريعية في موعدها المقرر، وتناول اللقاء تطورات الأوضاع في المنطقة، حيث جرت إدانة قصف الكيان الصهيوني لمواقع في العاصمة السورية دمشق، بوصفه انتهاكاً خطيراً لسيادة سورية، مع التأكيد على دعم الجهود الإقليمية والدولية لمنع اتساع الصراع وتجنيب المنطقة تداعيات الحرب، والعمل على إيقاف العدوان على قطاع غزة ولبنان، وإيصال المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني المحاصر في القطاع.
بدورهم، ذكر شهود عيان أن النيران التهمت أقسام المول المكون من ستة طوابق وتصاعدت النيران والدخان بشكل كثيف مما تسبب بمحاصرة المتبضعين ولجوء أعداد كبيرة منهم إلى الاحتماء بسطح المول هربا من النيران والدخان وانتظار إنقاذهم، موضحين أن عشرات سيارات إطفاء الحرائق هرعت إلى مكان الحريق لإطفاء النيران مدعومة بعدد كبير من فرق الدفاع المدني والقوات الأمنية والأهالي لكن النيران انتشرت بشكل واسع والتهمت جميع طوابق وأقسام المول التجاري، مرجحين ارتفاع اعداد الضحايا، مؤكدين إصابة العشرات بحالات الاختناق والحروق في الحريق الذي يعد الأكبر في محافظة واسط.
في غضون ذلك، أعلنت الأجهزة الامنية في اقليم كردستان تعرض الاقليم لهجومين بطائرتين مسيرتين استهدفت احداهما حقل نفط نرويجيا في منطقة زاخو والاخرى سقطت في أربيل دون وقوع خسائر بشرية، وذكرت المديرية العامة لمكافحة الارهاب في كردستان أنه تم تنفيذ هجوم جديد عبر طائرة مسيرة مفخخة استهدف حقل النفط التابع لشركة "دي.إن.أو" في منطقة طاوكي ضمن حدود زاخو، مضيفة في بيان لاحق سقوط طائرة مفخخة مسيّرة قرب قرية سوريجة التابعة لناحية شمامك، بعد سقوط طائرة مسيرة مفخخة في الساعات الاولى من صباح أمس قرب اربيل، وبذلك تكون خمسة حقول نفطية في كردستان تعرضت لهجمات بمسيرات ضمن الهجمات التي تستهدف الاقليم منذ ال14 من يوليو الحالي.
وبينما دانت الخارجية الاميركية الهجمات، وقالت المتحدثة تامي بروسي إنها تعرض استقرار العراق ومستقبله الاقتصادي للخطر، محذرة من أنها تستهدف شركات دولية تعمل مع العراق للاستثمار في مستقبله، دعت حكومة كردستان، الحكومة الاتحادية في بغداد، لوضع حد للهجمات المتكررة على منشآت النفط في الإقليم ومحاسبة المسؤولين عنها، قائلة إنها ألحقت أضرارا جسيمة بالبنية التحتية الاقتصادية وقطاع الطاقة، مؤكدة أن الهجمات تهدف إلى ضرب اقتصاد الإقليم، مضيفة أن منشآت النفط تعرضت لنحو 11 هجمة.