السبت 19 يوليو 2025
43°C
تم نسخ الرابط بنجاح
"رح هات نعولك"
"ذكريات...ذكريات...كل شي حلو بذكريات... آه يا الأيام، عايشين أوهام"، قالها الشاب "اللي مطنش الدنيا، مشغل السماعة على أعلى صوت، ويطالع السقف بنظرة رومانسية، چنه يوقف شريط الذكرى على لقطة من زمان فات بذيله سبع لفات".
على الطرف الآخر، سحب الشايب تنهيدة طويلة، وهو يمسك دلة القهوة وسأل: "وش تفكر فيه يا ولدي"؟
رد أبو الشباب بحماسة: "ماكو شي يا عمي، عطنا شي من ريحة الماضي... نبي نعيش الجو معاك".
رفع الشايب حاجبه وابتسم ابتسامة كلها وجع، وقال: "والله يا بُوك، ذكرى تعيسة وتأخذ غيرها، كلها كوم، وسالفة "هات نعولك" كوم بروحها".
ضحك الخبير وقال: "وأخيرا حتفتح صندوق الذكريات؟ قول...قول خل الدنيا تطير فيني".
تنهد الشايب وقال: "تدري شنو يعني "رح جب نعولك"؟ يعني نهاية حلم قبل لا يبدأ".
(مسح عيونه بطرف شماغه)
كانوا يقولون لي: "روح جيب نعولك نبي نروح البر، أعض طرف ثوبي من الفرح، وركض للبيت ألبسهم، ومن أطلع...ما أشوف إلا غبرة سيارتهم طايرة بالهوا شاشي".
قال الرجل: "يمكن تأخرت عليهم"؟
قهقه الشايب بمرارة: "أنا ما كنت اتأخر...هم اللي مستعجلين يبون الفكه مني، ويوم كبرت، فهمت إن "هات نعولك" معناها: اقضب أرضك...من صجك تبي تروح معانا؟
ومن يومها صارت رمز لخيبات صغيرة، صنعت حذر كبير، وعقب ما كبرت فهمت أن بعض الدعوات مقصودة عشان يتخلصون منك بأدب".
المتمولس (بصوت واطي ما يسمعه الشايب وهو يهز رأسه):
تدرون شنو المشكلة؟ بعض الذكريات ما تسوّى حتى نعال".
وفي هذه اللحظة رفع على مسامعنا الشيخ زغلول اذان الظهر.
كاتب كويتي