الأحد 20 يوليو 2025
44°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
تَوَقّفْ عن اِلْتِمَاس قبول الآخرين
play icon
كل الآراء

تَوَقّفْ عن اِلْتِمَاس قبول الآخرين

Time
الخميس 17 يوليو 2025
د.خالد الجنفاوي
حوارات

يلتمس الانسان الشيء عندما يطلبه، وربما عندما يترجّى بشدّة الفوز به، أو يترقّب الحصول عليه، ويطلب أحدهم عفو شخص آخر يعزّه ويحترمه،

ويلتمس مودّته، ولا غبار على هذا النوع من السلوك الإيجابي، إذا حدث في سياق العلاقات الاعتيادية بين الأهل والجيران وبين الأصدقاء والأحبّة.

لكن يحدث أحياناً أن يفرِط الانسان في التماسه لقبول الآخر ويبدأ يعاني مما يطلق عليه "متلازمة إرضاء الآخرين"، حين يلتمس قبول كل الناس له، فقط كي يشعر بالرضا والقبول تجاه نفسه، وهو سلوك سلبي يكشف عن ضعف الشخصية، ويدلّ على غياب الثقة بالنفس.

ويشير كذلك إلى عدم تقدير الانسان لنفسه وعدم احترامه لها. ومن بعض أسباب إصرار البعض على التماس قبول ورضى، وتأييد ومصادقة، كل من يحتكون بهم في حياتهم الخاصة والعامة، وكيفية التخلّص من هذه العادة السلبية، نذكر ما يلي:

-أسباب اِلْتِمَاس قبول الآخرين: يصاب الفرد بمرض إرضاء الآخرين عندما يبدأ يربط قبوله لنفسه ورضاه عنها بقبول جميع الناس عنه، وبسبب ضعف ثقته بنفسه، وربما بسبب عدم شغل الفراغ بنشاطات مفيدة للنفس وللعقل وللجسم.

والعجز الإرادي عن توجيه الطاقات الذهنية والبدنية الى ما يفيد وينفع الانسان، وربما تتسبّب التربية الأسرية السلبية في ترسيخ الجوع المصطنع إلى محبّة، وقبول ورضا كل الناس، حتى يتحوّل هذا التصرّف السلبي إلى حالة، نفسية وفكرية، شبه دائمة في عقول بعض الأفراد ويمنعهم من عيش حياتهم بشكل كامل، ومجزٍ ذاتياً.

-الشفاء من متلازمة إرضاء الآخرين: يدرك العاقل أنّه وفقاً لطبيعته البشرية الأساسية، محتّم عليه عيش حياته وحيداً، فغربة الفرد منذ ولادته إلى وفاته هي أمر كوني واضح لذوي العقول النيّرة.

وبناء على هذا الفهم العميق لمصير الانسان في الحياة الدنيا، فلا يجب أن يفرِط أحدهم في التماس قبول كل الناس، وكلما زادت ثقة المرء بنفسه، قلّ اعتماده واتكاله العاطفي على الآخرين، وبدأ يعيش حياة شخصية حرّة ومتكاملة، باطناً وظاهراً، وبتدريب النفس على الإقدام والجرأة والمبادرة في عيش الحياة الدنيوية الوحيدة المتاحة للفرد بشكل أصيل وحرٌّ تمامًا.

كاتب كويتي

DrAljenfawi@

آخر الأخبار