الاثنين 21 يوليو 2025
43°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
وزير الداخلية يدعو اللبنانيين  للعمل في الكويت
play icon
كل الآراء

وزير الداخلية يدعو اللبنانيين للعمل في الكويت

Time
السبت 19 يوليو 2025
حسن علي كرم

في اوائل السبعينات من القرن الماضي كنت ابني منزلي، الذي اسكنه حالياً، كانت هناك مظلة، ولا تزال بسقفها من القرميد الاحمر. كانت ظاهرة القرميد ظاهرة حديثة في البيوت، رغم أن مساحة السقف لم تكن كبيرة، إلا أن تركيب القرميد عملية دقيقة ومتعبة.

المهم دارت الايام، وهبت عاصفة مجنونة ما ادى إلى تحريك بعض قطع القرميد من مكانها.

من جانبي تجاهلت عملية الاصلاح، وجلب عامل متخصص لاعادة ما افسدته العاصفة المجنونة، لكن في احد الايام من تلك الايام السبعينية عدت الى المنزل، وتفاجأتُ بقطع القرميد التي تحركت من مكانها عادت الى مكانها مجدداً، وكأن شيئاً لم يكن! سألت البيت فنفوا علمهم باصلاح القرميد المكسور، دارت الايام، وفي احدى مامسيات تلك السنين الجميلة، وانا اقف مع صديقي خارج دكانه في شارع تونس، فاذا بيد مجهولة امسكت بذراعي من الخلف، وسلم علي بلطف سلام صديق لصديق، فأدرتُ وجهي، إذ هو معلم القرميد المكسور، ولم ينتظر مني أن اسأل، فقال انه كان يمر في شارعنا، فلاحظ القرميد المكسور وجاء بسلم وصعد واعاد القرميد الى مكانه، وكان عليَّ لا أن اشكره فقط، بل اقبل رأسه وجبينه على جميل صنعه.

ثم بادرتُ الى جيبي لاخرج محفظتي واسأله قيمة العمل، فامسك بيدي، وقال لا شيء، بل هذا واجب عليَّ.

هذا الموقف الاخلاقي عشته قبل نصف قرن من عامل لبناني، لم يأت للكويت للقيام باعمال خيرية او انسانية، أنما جاء لكسب لقمة عيشه له ولاسرته، إن كانوا مقيمين هنا في الكويت او هناك في لبنان.

الآن اسأل: كم من العمالة المقيمة من جنسيات، عربية واسيوية، باخلاق هذا العامل اللبناني؟

انا لا اقول ماكو، لكن إن كان موجوداً لا نراه.

اقول هذه تجربتي مع العمالة الاجنبية في السنين الاخيرة، لا سيما ما بعد حرب تحرير الكويت، وزوال الغمة.

للاسف اصبحت الثقة معدومة، بل عملة مفقودة، وهناك الكثير من الامثلة المريرة التي اذا انشغلت بها لاصابتك امراض الاعصاب والقولون والضغط، وغيرها.

تجربتنا مع العمالة اللبنانية تجعلنا نثق بها، حتى وإن كانوا من العمالة المستجدة، فهي عمالة ينطبق عليها قول الرسول (صلى الله عليه و اله السلم): "إن الله يحب اذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه".

اغلبية العمالة الحالية، لا سيما في قطاعات البناء والتسويق، للاسف لا يعملون بضمير، ولا يخافون الله، ولا حتى من ارباب العمل، هؤلاء إن كانوا عمالة شركات المقاولات، حكومية او عمالة قطاع خاص.

النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، الشيخ فهد اليوسف الصباح في زيارته الى لبنان دعا اللبنانيين إلى العمل في الكويت، فقد لاحظ الوزير بحكم منصبه، أن الجالية اللبنانية الاقل في المشكلات، متمنياً زيادة العدد.

سالت احد الاخوة العارفين: لماذا لا تتعاقد وزارة التربية مع مدرسين ومدرسات لبنانيين؟

قال لسببين، اولاً: الراتب الذي يعطى للمدرس في دول خليجية اعلى مرتين من الراتب في الكويت، هذا مع توفير السكن والتعليم للابناء، بينما هنا لا تتوافر غالبية تلك الامتيازات؟

قلتُ لصديقي اللبناني: لو كان الامر كذلك، فثمة حلول ينبغي أن تلجأ اليها وزارة التربية الكويتية، فالمعلم اللبناني من الكوادر التعليمية المتميزة، لا سيما في المواد العلمية واللغات الاجنبية.

زيارة النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، الشيخ فهد اليوسف الصباح الاخيرة إلى لبنان لم تكن للفسحة وترطيب الاجواء، انما زيارة عمل ومعرفة طلبات الدولة الشقيقة في ظل الاوضاع التي يعيشها اللبنانيون، لا سيما سكان الحدود.

كما أن هناك ملاحظة، هي اناقة اللبنانيين لم تمنع احد المغردين ليدعو 50 الف لبناني الاقامة في الكويت.

نحن واللبنانيون إن كانت لا تجمعنا الحدود، لكن جمعتنا الاوجاع المشتركة واوجاع الدولة الصغيرة وجوار غير امن ولعل الأسوأ من كل هذا معاناة الحدود.

صحافي كويتي

[email protected]

آخر الأخبار