الاثنين 21 يوليو 2025
43°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
HAS104
play icon
مقاتلون بدو من محافظات مختلفة يتجمعون في ساحة الأمويين بدمشق للتوجه للسويداء لنجدة العشائر البدوية (أب)
الدولية   /   أبرز الأخبار

سورية وإسرائيل تتفقان على وقف اقتتال السويداء... برعاية تركيا!

Time
السبت 19 يوليو 2025
واشنطن للدروز والبدو: ألقوا السلاح... وقوى الأمن عاودت انتشارها... والشرع: لسنا ميداناً للتقسيم أو التحريض

دمشق، عواصم - وكالات: فيما أعلن المبعوث الأميركي الخاص إلى سورية توم باراك فجر أمس، اتفاق الرئيس السوري أحمد الشرع ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على وقف إطلاق النار في السويداء، وأعلنت الرئاسة السورية وقفاً فورياً لإطلاق النار، في الوقت الذي بدأت فيه قوات الأمن الداخلي بالانتشار في المحافظة لحفظ الأمن وحماية المدنيين، أكد الرئيس السوري أحمد الشرع أن حكومته تلقت دعوات دولية لإعادة الأمن في السويداء، مشدداً على أن المدينة لا تزال جزءاً أصيلاً من الدولة السورية، محذرا في خطاب أمس، من أن التدخل الإسرائيلي دفع البلاد إلى مرحلة خطيرة تهدد استقرارها نتيجة القصف السافر للجنوب ولمؤسسات الحكومة في دمشق، قائلا إن الأحداث الأخيرة التي شهدتها السويداء شكّلت انعطافاً خطيراً، لافتاً إلى أن الاشتباكات العنيفة كادت تخرج عن السيطرة لولا تدخل الدولة السورية لتهدئة الأوضاع، كما نوّه بتدخل الوساطات الأميركية والعربية بهدف الوصول إلى تهدئة، مثمناً دور الولايات المتحدة وتأكيدها الوقوف إلى جانب سورية ووحدتها ومواقف الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين، قائلاً إن الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين اتخذوا مواقف قوية في رفضهم القصف الإسرائيلي والانتهاكات المتكررة للسيادة السورية.

وبينما قال باراك على منصة "إكس" إن وقف إطلاق النار المتفق عليه تبنّته تركيا والأردن وجيرانهما، داعياً الدروز والبدو إلى إلقاء السلاح وباقي الأقليات إلى العمل على بناء هوية سورية جديدة وموحّدة، مناشداً جميع السوريين أن يحترم بعضهم بعضاً، وأن يعيشوا بسلام وازدهار مع جيرانهم، قالت الرئاسة الروحية لطائفة الدروز الموحّدين إنها تمد يدها للتعامل مع كل إنسان شريف لإنهاء الاشتباكات ووقف إطلاق النار والاحتكام لصوت العقل والحكمة والإنسانية، لا للسلاح والفوضى، كما نقل "تلفزيون سورية" عن مصادر قولها إن الاتفاق ينص على دخول الأمن العام لكامل مناطق السويداء، وكذلك دخول مؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية إلى المدينة، وحل جميع الفصائل، وتسليم الفصائل للسلاح الثقيل ودمج العناصر، وقال مصدر بوزارة الداخلية لقناة "الإخبارية السورية" إن الأمن الداخلي منع دخول أي أرتال مسلّحة باتجاه مدينة السويداء عبر طريقي دمشق ودرعا.

HAS116
play icon
جنود سوريون ينتشرون لوقف الاقتتال

من جانبه، شدد الشرع في خطابه على أن الدولة السورية وحدها القادرة على الحفاظ على هيبتها وسيادتها في الأراضي السورية كافة، قائلا إنه مع خروج القوات الحكومية من بعض المناطق في السويداء، بدأت مجموعات مسلحة بشن هجمات انتقامية ضد البدو وعائلاتهم، مضيفا أن الهجمات الانتقامية التي ترافقت مع انتهاكات لحقوق الانسان دفعت باقي العشائر إلى التوافد لفك الحصار عن البدو داخل السويداء، شاكراً العشائر على مواقفها التي وصفها بالبطولية، داعياً إياها إلى الوقف التام لإطلاق النار.

واستطرد قائلاً "لا يجوز أن تحاكم الطائفة الدرزية الكريمة بأكملها على أفعال قلة قليلة"، مشدداً على أن "الأحداث أثبتت أن أبناء السويداء يقفون إلى جانب الدولة باستثناء فئة صغيرة"، مضيفا "نتبرأ من جميع الجرائم والتجاوزات التي جرت سواء كانت من داخل السويداء أو خارجها، ونؤكد أهمية تحقيق العدل وفرض القانون"، مؤكدا أن الدولة السورية تلتزم بحماية الأقليات والطوائف كافة في البلاد، وهي ماضية في محاسبة جميع المنتهكين، معتبرا الاستقواء بالخارج واستخدام بعض الأطراف الداخلية للسويداء كأداة في صراعات دولية لا يصب في مصلحة السوريين بل يفاقم الأزمة، مشددا على أن سورية ليست ميداناً لتجارب مشاريع التقسيم أو الانفصال أو التحريض الطائفي، موضحا أن قوة الدولة تكمن في تماسك شعبها، مؤكدا ضرورة تحقيق العدالة للجميع.

بدورها، قالت الرئاسة السورية إنه في ظل الظروف الدقيقة التي تمر بها البلاد، وحرصاً على حقن دماء السوريين، والحفاظ على وحدة الأراضي السورية، وسلامة شعبها، واستجابةً للمسؤولية الوطنية والإنسانية، تُعلن رئاسة الجمهورية وقفاً شاملاً وفورياً لإطلاق النار، مهيبة بالجميع لفسح المجال أمام الدولة ومؤسساتها وقواتها لتطبيق الوقف بمسؤولية، وبما يضمن تثبيت الاستقرار ووقف سفك الدماء، داعية جميع الأطراف، دون استثناء، إلى الالتزام الكامل ووقف الأعمال القتالية فوراً في جميع المناطق وضمان حماية المدنيين وتأمين وصول المساعدات الإنسانية دون أي عوائق، محذرة من أي خرق سيُعتبر انتهاكاً صريحاً للسيادة الوطنية وسيواجه بما يلزم من إجراءات قانونية وفقاً للدستور والقوانين النافذة، مبينة أن قوات الأمن بدأت بالانتشار في عدد من المناطق لضمان تنفيذ وقف إطلاق النار والحفاظ على النظام العام وتأمين حماية المواطنين وممتلكاتهم، بما يعزز التهدئة والاستقرار.

من جهته، قال المتحدث باسم الداخلية السورية نور الدين البابا إنه بتوجيه مباشرٍ من رئاسة الجمهورية، بدأت قوى الأمن الداخلي بالانتشار في محافظة السويداء في إطار مهمةٍ وطنية هدفها الأول حماية المدنيين ووقف الفوضى، مضيفا أن الدولة بكل مؤسساتها السياسية والأمنية، ماضيةٌ في مساعيها لاستعادة الأمن والاستقرار في السويداء، متابعا أن قوى الأمن ستسخّر كل طاقاتها سعياً لوقف الاعتداءات وحالة الاقتتال وإعادة الاستقرار إلى المحافظة.

 

اشتباكات متقطعة... والهجري وعشائر الجنوب يدعوان للتهدئة

دمشق، عواصم - وكالات: فيما كشفت مصادر عن استمرار الاشتباكات بين العشائر ومسلحين في بعض النقاط داخل السويداء، عقب الإعلان عن وقف لإطلاق النار في المحافظة، بينما ساد الهدوء مختلف المناطق وسط التزام باتفاق وقف النار، وانتشار قوى الأمن السورية، أكد زعيم الطائفة الدرزية الشيخ حكمت الهجري في بيان صادر باسم الرئاسة الروحية لطائفة الموحدين الدروز، التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، قائلا إن الاتفاق يشمل نشر قوات من الأمن العام على أطراف المحافظة وخارج حدودها، في خطوة تهدف إلى تهدئة الأوضاع وضبط الأمن، داعيا المجموعات المسلحة داخل السويداء إلى تجنب أية استفزازات أو تحركات قتالية، حفاظًا على الأمن والاستقرار في المنطقة، كما دعا للاحتكام لصوت العقل لا السلاح، قائلا "نمد أيدينا لكل إنسان شريف لإنهاء الاشتباكات الحالية"، لافتاً إلى أن الدروز لم يكونوا يوما دعاة تفرقة وفتنة، على حد تعبيره.

في المقابل، أصدرت عشائر الجنوب السوري بيانا أكدت فيه التزامها الكامل بوقف جميع الأعمال العسكرية، وذلك في إطار الجهود المبذولة لتهدئة الأوضاع واستعادة الاستقرار، ودعت العشائر إلى الإفراج الفوري عن جميع المحتجزين من أبناء العشائر، معتبرة ذلك خطوة أساسية لبناء الثقة بين جميع الأطراف، وأكد البيان على ضرورة تأمين العودة الآمنة لجميع النازحين إلى مناطقهم من دون أية شروط مسبقة، مشددا على أهمية فتح قنوات الحوار والتنسيق بين الأطراف المختلفة لتفادي تكرار الأحداث المؤسفة مستقبلاً.

آخر الأخبار