نتنياهو يسعى لإطالة الإبادة... و"حماس" تراجع الخرائط
غزة، عواصم - وكالات: ارتكب الاحتلال الإسرائيلي مجزرة مروعة ضد المجوعين شمال غرب قطاع غزة أدت إلى استشهاد نحو 73 فلسطينيا، إثر استهداف جيش الاحتلال منتظري المساعدات الإنسانية في محيط منطقة السودانية بقصف مدفعي وإطلاق نار من الآليات، وأفادت مصادر طبية بارتفاع حصيلة الشهداء جراء القصف المدفعي وإطلاق النار من الآليات الإسرائيلية على منتظري المساعدات في محيط منطقة السودانية شمال غرب القطاع إلى 73، وقالت مصادر طبية وشهود عيان إن قصفا مدفعيا وإطلاق نار من الآليات الإسرائيلية استهدف حشوداً من منتظري المساعدات في محيط منطقة السودانية شمال غرب القطاع، ما أسفر عن وقوع العشرات بين قتيل وجريح، مضيفة أنه جرى نقل العديد من الضحايا والمصابين عبر العربات ووسائل نقل بدائية.
وقالت المصادر إن نحو 50 شهيدا جراء المجزرة الإسرائيلية وصلوا مستشفى الشفاء، فيما وصل 18 جثمانا إلى عيادة الشيخ رضوان وجثمانان إلى مستشفى القدس في تل الهوى بمدينة غزة، وأفادت مصادر طبية من المستشفيات إن مشفى السرايا الميداني في وسط مدينة غزة استقبل شهيدين اثنين فيما استقبل مستشفى المعمداني شهيدا واحدا جراء ذات المجزرة، وقال شهود عيان إن الآليات الإسرائيلية حاصرت حشود منتظري المساعدات وأطلقت النار والقذائف تجاههم، وقال مصدر طبي بمستشفى الشفاء إن المستشفى أطلق نداء عاجلا من أجل التبرع بالدم نظرا للحاجة الماسة بسبب النقص الحاد في مخزون بنك الدم نتيجة الظروف الراهنة، من أجل إنقاذ أرواح المصابين الذين يصلون تباعا، وأفادت مصادر طبية بأن الوضع بمستشفيات مدينة غزة "كارثي" نتيجة توافد عشرات الإصابات في وقت متزامن، ما أثقل كاهل المنظومة الطبية التي تعاني من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات، وحالة "شبه انهيار" نتيجة حرب الإبادة المستمرة منذ 22 شهرا.
من جانبه، وفي استغاثة هي الأقوى، حذر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة من أن القطاع يتجه نحو كارثة إنسانية غير مسبوقة مع تواصل الإبادة بالقتل والتجويع الجماعي ضد نحو 2.4 مليون إنسان بينهم 1.1 مليون طفل، قائلا "إننا على أعتاب مرحلة الموت الجماعي بسبب إغلاق الاحتلال لاسرائيلي لجميع المعابر منذ نحو 140 يوما ومنع إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية وحليب الأطفال والوقود وتشديد الحصار بشكل كامل ونفاد الغذاء والدواء واستمرار سياسة التجويع، مضيفا أن العالم يتفرج على ذبح غزة وقتلها بالتجويع والإبادة دون أن يحرك ساكنا، مشددا على "أننا أمام أكبر مجزرة جماعية في التاريخ الحديث".
بدورها، أعلنت وزارة الصحة في القطاع ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى نحو 200 ألف شهيد وجريح منذ السابع من أكتوبر 2023، قائلة إن عدد الشهداء بلغ 58 ألفاً و895 شهيداً، في حين تشير التقديرات إلى أنه لا يزال هناك آلاف المفقودين تحت الأنقاض في مناطق متفرقة بالقطاع، كما أكدت الوزارة في بيان لها أن 130 شخصاً استشهدوا بنيران جيش الاحتلال يوم أمس فقط، وأصيب نحو 495 آخرين، بينما قالت مصادر طبية في عدد من مستشفيات غزة، إن نحو 62 شخصاً استشهدوا بينهم 58 من منتظري المساعدات بنيران جيش الاحتلال خلال ساعات الصباح الأولى، ووفق مصادر طبية فإن حالات الإغماء انتشرت بكثافة في عموم مناطق غزة بسبب الجوع.
وبينما أكدت الأمم المتحدة أن المدنيين يتضورون جوعا ويحتاجون إلى تدفق المساعدات على نحو عاجل، وأفاد مصدر طبي في مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح بأن الطفلة رزان أبو زاهر "4 أعوام" توفيت نتيجة مضاعفات سوء التغذية والجوع ، وأفادت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا" بأن سلطات الإحتلال تجوع مليون طفل في غزة، كثّف جيش الاحتلال مذابحه وأعلن توسيع عملياته العسكرية لتشمل مدينة دير البلح وسط القطاع، داعيا السكان بمن فيهم النازحون من مناطق أخرى في منشورات انهالت عليهم من السماء إلى الإخلاء الفوري والتوجه جنوبا نحو منطقة المواصي.
في غضون ذلك، أكد وزير حرب الاحتلال الإسرائيلي الأسبق زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني المعارض أفيغدور ليبرمان أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو يريد إطالة أمد الحرب على قطاع غزة حتى إجراء انتخابات، بينما قال مصدر عسكري إسرائيلي رفيع المستوى إن الجيش أوصى المستوى السياسي بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وكشف مصدر فلسطيني مطلع أن حركة "حماس" تدرس خرائط انتشار للجيش تسلمتها من الوسطاء.