الثلاثاء 22 يوليو 2025
36°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
التجربة الصينية على طبق من ذهب
play icon
كل الآراء

التجربة الصينية على طبق من ذهب

Time
الأحد 20 يوليو 2025
د. ريم أحمد الهزيم
كلوروفيل

يزور البلاد حالياً وفد صيني حكومي رفيع المستوى، وذلك لبحث سبل التعاون في تنفيذ عدد من المشاريع لتطوير، وحماية البيئة، والتوسع في برامج التشجير، ومكافحة زحف الرمال، والمساعدة في تطوير وتأهيل النظم البيئية.

ومما لا شك فيه ان الصين حققت تطوراً اقتصادياً وسياسياً، وعلمياً وتكنولوجياً ملحوظا في العقود الأخيرة، فقد قفزت بلمح البصر، وخلال فترة وجيزة من دولة نامية فقيرة إلى قوة عظمى في مجالات متعددة، وإن كنت اود أن أقول في جميع المجالات، ولكن كي لا أبالغ.

وشمل هذا التطور النمو الاقتصادي السريع، والتقدم المتطور في التكنولوجيا، وارتفاع مستوى المعيشة، وتحسين البنية التحتية، وتوسيع التجارة الدولية.

وكانت الزراعة على رأس القائمة، فقد أخذت نصيب الأسد بالتطور، وذلك نظراً للزيادة السكانية الهائلة والمتسارعة، وتعدد نمط الاستهلاك العالمي، فقد تعتبر الزراعة في الصين قطاعاً حيوياً يمثل جزءاً كبيراً من اقتصادها، ويوظف ملايين العمال، وهي أكبر منتج ومصدر زراعي في العالم، إذ تنتج كميات كبيرة من المحاصيل الرئيسية، مثل الرز والقمح والذرة، وتصدر إلى دول عديدة حول العالم، وليس بالضرورة الدول المنتجة هي نفسها المصدرة، لكنها حريصة على سد حاجات السكان وتأمين غذائها، فقد لجأت منذ الاف السنين الى الزراعة البعلية وزراعة مصاطب الجبال، وحالياً تشهد تطورات ضخمة، سبقت غيرها من الدول على جميع الأصعدة، رغم التحديات الكثيرة التي تواجهها، وكما ذكرنا انفا الزيادة السكانية الهائلة، وما يصاحبها من استهلاك عالي وتغير المناخ.

ولا تزال الصين مهتمة، وتواصل جهودها لتطوير الزراعة، من خلال تبني تقنيات جديدة، مثل الزراعة العضوية، وشبه الحضرية، والزراعة الذكية والمائية والهوائية، وكذلك ابتكارات أنظمة الري الحديثة والمتطورة.

من كل ما سبق تعد الصين لاعباً رئيسياً في التجارة الزراعية العالمية، وتؤثر بشكل كبير على الأسواق الدولية بإنتاجها واستهلاكها الضخم، وتحكمها الأساسي في الكثير من سلاسل الامداد العالمية منذ بذر البذرة الى حصاد المحصول، وصولا الى أسواق الجملة، والتجزئة عبر البر والجو والبحر، لجميع انحاء العالم.

ومما لا شك فيه أن الصين تتقدم نحو نهضة جديدة، وباتت ترسم مكانتها على الساحة العالمية بسبب تطور الاقتصاد الزراعي، في السنوات السابقة، والذي بزغ بسرعة البرق، وهو ما يدعو إلى التفاؤل، والاخذ بمفاتيح الجودة المتميزة للتجربة الصينية المتمثل بالعلم والتكنولوجيا الحديثة. فحجم الصين وحده كفيل بالتحول في الإصلاح والانفتاح، فهي صاعدة إلى القمة بلا هوادة، وفي الزراعة تحديداً طبقت نظرية تحول القوة، فهي تنفق مبالغ طائلة على التقنيات المتطورة، والذكاء الاصطناعي، والـ"روبوتات"، وعلى الطائرات اسرع من الصوت، والكثير من التقنيات الحديثة، وكذلك استخدم المزارعين أحدث تطبيقات الهواتف الذكية لضبط أوقات تطبيق الأسمدة، عن بعد، والكميات والاعداد الأخرى للآلات المثبتة على أراضيهم، وبذلك حققت النظم الذكية توفر العمالة، والوقت، وساعدت في الحفاظ على المياه والاسمدة وزيادة العائد. نتمنى أقصى استفادة من الوفد الصيني، وذلك بتبادل التكنولوجيا والتدريب، وتكثيف الجولات التفقدية الميدانية، وجميع الأنشطة الأخرى، فهي فرصة ما بعدها فرصة، وأمر بالغ الأهمية لان أن هذه الزيارة تحمل فوائد جوهرية، تساعد على النمو والازدهار، وهو بالفعل ما نحتاجه في الفترة الحالية. ارجو ألا تخرج الكويت خالية الوفاض من هذه الزيارة، فقد جاءتنا التجربة الصينية لتأهيل المناطق، البرية والبحرية، والزراعة الذكية لتحقيق الاستدامة، ومكافحة التصحر، وتغير المناخ على طبق من ذهب... والى مستقبل أخضر مستدام إن شاء الله.

دكتوراه في فلسفة النبات

آخر الأخبار