حوارات
لا يتوانى، ولا يتكاسل، او يتأخّر او يماطل، ولا يتردّد المرء العاقل، لا سيما نافذ البصيرة، وبخاصّة من لديه مهارة التعلّم السريع من تجارب الحياة، في إعداد العدّة للأحداث الحياتية المفاجئة، التي يمكن أن تحدث له في حياته، وما يمكن أن يتعرّض له في عالم اليوم المضطرب.
ومن بعض مبادئ ووسائل إعداد العدّة للأحداث الحياتية المفاجئة، نذكر ما يلي:
-الخطة البديلة: يضع العاقل خطّة رئيسية لحياته، ويسير على نهجها قدر استطاعاته، ووفق طبيعة ظروفه الشخصية، لكنه يعدّ العدّة دائماً وأبداً، ويأخذ بعين الاعتبار الطبيعة المتقلّبة والمفاجئة للحياة الدنيا، فيضع خطة حياتية بديلة يستعملها عندما تتعطّل أو تفشل خطّته الرئيسية، وبهدف عدم تضييع وقته وجهده في تحقيق أولوياته وأهدافه الحياتية.
-تطوير العقل وطرق التفكير: الأكثر إستعداداً للأحداث الحياتية المفاجئة، هو من لا يكلّ ولا يملّ عن تطوير عقله بالقراءة والإطّلاع، والتأمّل العميق في مسيرة حياته، ومن يسعى بشكل مستمر الى تطوير طرق تفكيره عن طريق محاكاة طرق التفكير الناجحة، أو تعويد عقله على ممارسة المرونة الفكرية حين يكون في أمسّ الحاجة الى ذلك.
-الثقة المعتدلة والمنطقية بالآخرين: يستعد المرء العاقل للأحداث الحياتية المفاجئة التي يمكن أن تحدث له في أي لحظة عن طريق ممارسة الاعتدال في منح ثقته الشخصية للآخرين، فلا يُفرِط ولا يبالغ، ولا يتصرّف بشكل ساذج، عندما يرتبط الأمر بمنحه ثقته الشخصية لانسان آخر، معرّضاً في أي وقت لارتكاب الأخطاء البشريّة المفاجئة، أو ممكن أن ينكث العهود والمواثيق الأخلاقية، إذا دخل في قلبه الطمع أو الغيرة النرجسية. - الاكتفاء الذّاتيّ: أفضل الوسائل وأكثرها نجاحاً في الاستعداد للأحداث الحياتية المفاجئة، هي امتلاك الفرد لمهارة الاكتفاء الذّاتي في مسكنه، وغذائه، وشربه، ودوائه، وحمايته لنفسه ولأسرته، وحفاظه على أمنه وطمأنينته في أي وقت، وأي مكان وأي ظرف، يمكن أن يتعرّض له، دون الحاجة إلى الاعتماد المفرط على الآخرين، والكلمات الدّالة في هذا السياق هي التكيّف، ووسع الحيلة.
كاتب كويتي
@DrAljenfawi