عائلات بدوية تغادر السويداء بحافلات متجهة إلى درعا (أب)
300 من عشائر البدو غادروا والعائلات تواصل النزوح من المدينة بوساطة حكومية... ومساعدات إسرائيلية للدروز
دمشق، عواصم - وكالات: فيما أكد قائد الأمن الداخلي في السويداء أحمد الدالاتي فرض طوق أمني في محيط السويداء لتأمينها وإيقاف الأعمال القتالية فيها، مشيرا إلى البدء في إخراج عائلات عشائر البدو بصورة مؤقتة لتثبيت التهدئة، غادر نحو 300 سوري من عشائر البدو محافظة السويداء لتأمينهم في مراكز إيواء بمحافظة درعا المجاورة، لحين هدوء الأوضاع وتأمين عودتهم، وقالت محافظة درعا عبر قناتها في "تلغرام" إن نحو 300 شخص من العشائر الراغبين بالخروج من محافظة السويداء غادروا المحافظة، حيث يتم تأمينهم في مراكز إيواء بمحافظة درعا إلى حين هدوء الأوضاع في السويداء، وتأمين عودة كريمة لهم، ونشرت صورا لحافلات إضافة إلى سيارات خاصة تحمل مواطنين مغادرين، بينهم أطفال، مع تواجد لعناصر من الهلال الأحمر، فيما أفادت وكالة الأنباء السورية "سانا" بدخول حافلات حكومية إلى مدينة السويداء (مركز المحافظة) لإجلاء نحو 1500 شخص من عشائر البدو، وبثت عبر "تلغرام" مقطعا مصورا يظهر رتلا من الحافلات متوقفا أثناء الليل على ما يبدو أنه مدخل للمدينة بانتظار السماح بدخوله، وأفادت بإجلاء العائلات وسط انتشار ميداني واسع لقوى الأمن الداخلي التي عملت على تأمين المنطقة وضمان سلامة المدنيين، تنفيذا لاتفاق وقف النار وإنهاء التصعيد، فيما يتم نقل الذين يتم إجلاؤهم إلى ريف السويداء وبعدها لمحافظة درعا بإشراف الهلال الأحمر السوري، على أن يعودوا إلى مناطق سكنهم في السويداء بعد ضبط الأمن ووقف القتال وضمن تهدئة الأوضاع.
بدوي فر من منزله في شهبا جنوب السويداء يجلس خارج ملجأ يؤوي العائلات النازحة بدرعا
واستقبل قائد الأمن الداخلي بالسويداء أحمد الدالاتي ونظيره بدرعا شاهر عمران عائلات البدو الذين كانوا محتجزين في السويداء، وقال الدالاتي إنه بعد جهود حثيثة بذلتها وزارة الداخلية، جرى التوصل إلى اتفاق لإخراج جميع المدنيين الراغبين في مغادرة السويداء بسبب الظروف الراهنة، إلى حين تأمينهم وضمان عودتهم الآمنة إلى ديارهم، مضيفا "نؤكد التزامنا الكامل بتأمين خروج جميع الراغبين بمغادرة السويداء، وسنوفّر إمكانية الدخول إليها للراغبين بذلك، ضمن جهودنا لترسيخ الاستقرار وإعادة الأمان إلى المحافظة"، مشددا على ضرورة الالتزام بوقف إطلاق النار من جميع الأطراف، وفتح المجال لقيام مؤسسات الدولة بدورها في إعادة الأمن والاستقرار إلى المحافظة.
وبينما قالت قناة الإخبارية الرسمية السورية إن عائلات محتجزة بدأت الخروج من السويداء بعد جهود وساطة بذلتها الحكومة السورية، مضيفة أن المصابين جراء الاشتباكات الأخيرة بدأوا أيضاً بالخروج، أعلن قائد الأمن الداخلي أحمد الدالاتي أن عملية الإفراج عن عائلات البدو المحتجزين لدى فصائل السويداء بدأت، وذكرت وكالة الأنباء السورية "سانا" أنه نتيجة لجهود الوساطة التي تبذلها الحكومة السورية مع الأطراف في محافظة السويداء، والتي تركز على وقف التصعيد وتعزيز المصالحة، يجري الإفراج عن عائلات البدو المحتجزين في المحافظة خلال الساعات القادمة، وضمان عودتهم الآمنة إلى ديارهم، في إطار التزام الدولة بحماية جميع أبنائها والحفاظ على وحدة النسيج الوطني، وأكد الدالاتي ضرورة الالتزام بوقف إطلاق النار من جميع الأطراف وفتح المجال لقيام مؤسسات الدولة بأخذ دورها في إعادة الأمن والاستقرار إلى المحافظة.
وبينما دارت اشتباكات عنيفة في ريف السويداء بأسلحة ثقيلة ومسيرات انتحارية، حيث وصلت تعزيزات من وزارة الدفاع إلى الأطراف الشمالية الغربية من المحافظة وعلى طريق دمشق السويداء، وحصلت اشتباكات بأسلحة متنوعة في مواقع متفرقة على محور أم الزيتون شمال مدينة شهبا في ريف السويداء، حيث سجلت تحركات عسكرية مكثفة واسقطت طائرة أطلقت من قبل القوات الأمنية على المناطق داخل السويداء، حذر وزير الصحة السوري مصعب العلي من أن استمرار الوضع الحالي لفترة طويلة قد يؤدي إلى وضع كارثي، قائلا لتلفزيون "الإخبارية" السوري إن "الواقع الأمني يحد من عمل المنظمات، وعندما تغيب سلطة الدولة والقوانين عن أي مكان ستدخل بحالة فوضى".
بدورها، كشفت هيئة البث العامة الإسرائيلية أن دولة الاحتلال أرسلت مساعدات طبية عاجلة إلى السويداء بالتنسيق مع كل من واشنطن ودمشق، قائلة إن القرار اتُخذ خلال جلسة طارئة عقدت بحضور وزير صحة الاحتلال الإسرائيلي أوريئيل بوسو، مضيفة أن المساعدات التي شملت معدات طبية طارئة، نُقلت إلى داخل الأراضي السورية بعد تنسيق مسبق مع الجانب الأميركي، الذي بدوره أبلغ دمشق بالتفاصيل، مشيرة إلى أن إسرائيل تعتزم إرسال شحنات إضافية خلال الأيام المقبلة.
في غضون ذلك، هاجم المبعوث الأميركي إلى سورية توم برّاك التدخل الإسرائيلي في سورية، قائلا إنه جاء في وقت سيئ للغاية، مؤكدا أنه لا بديل أمام السوريين عن الحوار، مشددا على ضرورة وقف القتل غير المبرر، معتبرا أن الحكومة السورية نفذت ما تعهدت به، ولم ترتكب أخطاء وبذلت قصارى جهدها في أزمة السويداء، أخذا في الاعتبار أنها حكومة ناشئة، قائلا في مؤتمر صحافي في بيروت إنه لا يجب محاسبة الحكومة السورية على أحداث السويداء إلا بعد تمكينها من السيطرة على كامل حدود الدولة، مشدداً على دور دمشق في تأمين الأقليات وحمايتها، لافتا إلى أن الولايات المتحدة تتفاعل مع التطورات في السويداء "بقدر لا يصدق من القلق والألم والتعاطف والمساعدة".
من جانبهم، أعرب مسؤولون كبار في البيت الأبيض عن قلقهم المتزايد إزاء تصرفات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في المنطقة، ونقل موقع "أكسيوس" عن مصادر في البيت الأبيض أن الهجمات ضد سورية فاجأت الرئيس ترامب والبيت الأبيض، وأشارت مصادر متعددة في البيت الأبيض، بما في ذلك 6 مسؤولين أميركيين إلى "قلق متزايد" من سياسات نتنياهو الإقليمية، على الرغم من وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة في سورية، ووصف أحد المسؤولين تصرفات نتنياهو بأنه "يقصف كل شيء طوال الوقت".