إسرائيل تواصل التجويع والإبادة وتخطط لتطويق مخيمات غزة

غزة، عواصم - وكالات: في ظل تكثيف لحرب التجويع والإبادة التي وصلت مستويات قياسية، كشفت مصادر بجيش الاحتلال الإسرائيلي أن رئيس الأركان إيال زامير ينوي تطبيق خطة تطويق واستنزاف لحركة "حماس" في غزة إذا فشلت محادثات الهدنة التي تجري حاليا في قطر، قائلة لصحيفة "يديعوت أحرونوت" إن زامير لا ينوي التدخل بريا في المخيمات المركزية أو مدينة غزة وسط القطاع وإنما يريد تطويقَها بالكامل وشنَ هجماتٍ من الجو، وقالت "يديعوت أحرونوت" إنه لهذا السبب سحب جيش الاحتلال الإسرائيلي لواءي المشاة النظامييّن المظليين والكوماندوز من القطاع إلى جبهات أخرى.

من جانبه، عبّر زامير عن اعتقاده بتزايد إمكانية التوصل إلى وقف لإطلاق النار والتوصل لاتفاق للإفراج عن الأسرى، زاعما خلال زيارة للقوات الإسرائيلية في غزة، أن قيادة الجيش مستعدة لجميع السيناريوهات، قائلا "سنعتمد أنماطاً عملياتية جديدة من شأنها تعزيز نقاط قوتنا، وتقليص مكامن الضعف، وتعميق المكاسب الميدانية"، مضيفا أنه سيتم عرض السيناريوهات على القيادة السياسية لاتخاذ القرار المناسب بشأنها، بينما نقلت القناة 13 الإسرائيلية عن مصادر مطلعة أن هناك تقدماً في قضية الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاقُ سراحهم مقابل عودة المحتجزين في غزة، بينما لا تزالُ بعضُ الخلافات فيما يخصُ انتشارَ جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال وقف النار، وزعم مسؤولٌ أميركي أن "حماس" تتأخر في الرد رغم التنازلات الإسرائيلية، على حد تعبيره، كما ذكر موقع "أكسيوس" الإخباري الأميركي أن الوسطاء في الدوحة مازالوا ينتظرون رد "حماس" على أحدث مقترح لوقف إطلاق النار، وذكر الموقع أن مسؤولي الحركة في الدوحة "يميلون لدعم المقترح"، مضيفاً أن الجناح العسكري لم يرسل رداً واضحا، كما نقلت "القناة 13" عن مصدر إسرائيلي قوله إن الوفد الإسرائيلي سيبقى في الدوحة نظراً للتقدم في عملية التفاوض، مضيفةً أن وزير الشؤون الستراتيجية سينضم للمفاوضات إذا ما تحقق اختراق.

بدوره، أعلن جيش الاحتلال أنه بدأ عملية برية في دير البلح تحت غطاء جوي، وارتكب جيش الاحتلال مجزرة بشعة لليوم الثاني على التوالي بحق المجوعين، حيث أعلن الدفاع المدني في غزة استشهاد نحو 99 فلسطينيا عندما أطلقت القوات لإسرائيلية النار باتّجاه أشخاص ينتظرون الحصول على مساعدات، غالبيتهم في شمال القطاع، حيث تزداد ظروف الجوع سوءا مع تقييد دخول المساعدات وتواصل الحرب منذ 21 شهرا، وأفاد المتحدث باسم الجهاز محمود بصل باستشهاد نحو 80 شخصا أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات تنقلها شاحنات في شمال غرب مدينة غزة، مؤكدا أنهم قضوا جراء إطلاق الاحتلال النار، وذكر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أن قافلة تابعة له تتألف من 25 شاحنة وتحمل مساعدات غذائية إلى شمال غزة، واجهت حشودا ضخمة من المدنيين الجائعين تعرّضوا لإطلاق نار بعيد عبورها المعابر مع إسرائيل واجتياز نقاط التفتيش، بينما شكك جيش الاحتلال الإسرائيلي في الحصيلة، زاعما أن جنوده أطلقوا "نيرانا تحذيرية لإزالة تهديد مباشر"، وفي جنوب القطاع، أكد بصل مقتل تسعة أشخاص قرب مركز توزيع في منطقة الشاكوش شمال غرب رفح، وأربعة قرب دوار التحلية شرق خان يونس.

من جهتها، أعلنت السلطات الصحية في قطاع غزة استشهاد 134 فلسطينيا و1155 اخرين أمس، بسبب استمرار عدوان قوات الاحتلال الاسرائيلي على القطاع، قائلة إن طواقم الاسعاف والدفاع المدني تمكنت من انتشال أربعة شهداء من مخيم جباليا شمال قطاع غزة رغم خطورة الأوضاع الأمنية وصعوبة الوصول الى الأماكن المستهدفة وقلة الامكانيات، مضيفة أن حصيلة عدوان الاحتلال الاسرائيلي منذ السابع من أكتوبر عام 2023 ارتفعت إلى 59029 شهيدا و142135 اصابة، متابعة أن مأساة شهداء لقمة العيش تتفاقم يوميا، حيث استشهد 99 وأصيب نحو 650 آخرين خلال محاولتهم الوصول إلى المساعدات الإغاثية، موضحة أن اجمالي حصيلة ضحايا المساعدات ارتفعت إلى 1021 شهيدا ونحو 6511 إصابة منذ ان شدد الاحتلال الاسرائيلي حصاره على قطاع غزة مارس الماضي.