في رثاء العم عدنان يوسف المير

لعله خير

قد تكون مقالتي هذه متأخرة، في رثاء هذه الشخصية العظيمة التي رحلت عنا منذ سبعة اشهر، ورغم انني عاصرته منذ عشرين عاما، لمدة ست سنوات من عمري، ورغم انني كنت منقطعا عن الكتابة في الفترة الماضية بشكل عام، إلا أنني اجد نفسي ملزما أن اكتب من أجل المغفور له، باذن الله تعالى، رجل كان له بصمة، واثر كبير في حياتي، لن انساه مهما حييت، كسائر من دعمهم من شباب الكويت، بل والعالم في مختلف المجالات.

إذ انني وجدت نفسي، بلا شعور وبلا تفكير، اكتب هذه المقالة، رثاء وعرفاناً وحباً لهذا الرجل الكويتي الأصيل، الذي اثرى وطنه وعالمه، علما وعملا، وعطاء بلا حدود.

هذه الشخصية العظيمة افعالها تشهد لها، ولا تحتاج الى من يتحدث عنها، فهو شخص عصامي، نادر الوجود، ويعتبر قدوة لكل من له طموح ويسعى للنجاح.

شخصيا عاصرته خلال فترة عملي معه، في بدايات حياتي المهنية، كان عنده، رحمه الله، فضول وشغف لاكتشاف من يعمل معه، لكي يجد مكانه كداعم له، وما اكتشفته لاحقا، بمحض الصدفة، أن حب العطاء هذا لم يكن معي فقط، بل مع كثير من الشباب الذين دعمهم ورعاهم في حياته، ابتسامة عينيه المليئة بالحيوية، والطاقة الايجابية، كانتا بريق امل لكل من تعرف عليه عن كثب.

عطاؤه لم يكن مقتصراً على دعم العمالة الوطنية، داخل الكويت، بل كان ممتدا الى مجالات علمية ودولية، فقد كان من مؤسسي النادي العلمي، وكان رئيسا لمنظمة "ملست" العالمية المتخصصة في استثمار طاقات الشباب في العلوم والتكلنوجيا، وكل ذلك واكثر ليس مستغرباً عليه، رحمه الله تعالى واسكنه فسيح جناته.

وفي مجال الاعمال اسس شركة للمعدات البترولية الدقيقة، وساهم عن طريقها في تطوير القطاع النفطي في دولة الكويت، وفي اعمار العراق.

وسيرة هذا الرجل المعطاء، الذي تفانى في نهضة الكويت، وخدمتها وتنمية البشر، وتأهيل الشباب لا تسعها مقالة متواضعة كهذه.

رحمك الله يا ابا يوسف، قد كنت انسانا لن يتكرر، بتميزه وروحه، وهمته في تاريخ الكويت التي تزخر برجالاتها المخلصين أمثالك.

من يعرفك لن ينساك، ولن ينسى تفانيك في اداء رسالتك في الحياة... كنت وستبقى قدوة صالحة، ومثالا يحتذى به لكل اجيال المستقبل، وفخرا للكويت وشبابها.

اللهم تغمده بواسع رحمتك، واغفر له وارحمه، واسكنه فسيح جناتك.

كاتب كويتي