السبت 02 أغسطس 2025
43°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
ماذا يحدث في سورية؟
play icon
كل الآراء

ماذا يحدث في سورية؟

Time
الثلاثاء 22 يوليو 2025
أحمد الدواس
مختصر مفيد

يوم الأحد 13 يوليو الجاري هاجم أفراد من قبيلة بدوية مسلحة تاجر خضار درزيا على الطريق الرئيسي في السويداء وسرقوه، فاندلعت المعارك بين البدو والدروز.

ومع تصاعد الاضطرابات، نشرت الحكومة السورية قواتها عسكرية يوم الاثنين لتهدئة الصراع، لكن نظراً لانعدام الثقة العميق بالحكومة الجديدة، ظنّ كثيرون في الميليشيات الدرزية أن القوات الحكومية قادمة لمساعدة البدو، ومهاجمة الدروز، فتحركت تلك الميليشيات لصد القوات الحكومية واشتبكت معها.

بعض عناصر الجيش ارتكبت إهانة بحق الدروز، إذ انتشرت عبر الشبكات الاجتماعية مقاطع فيديو تظهر جنودا يقصون شوارب رجال من الطائفة الدرزية، وهذا غذى الفتنة على مواقع التواصل في سورية، وضجت تلك المواقع بغضب، باعتبار ما حدث امتهانا لكرامة الانسان، وظهر الشيخ مرهج شاهين ( 80 عاما) أمام منزله بينما يحلق شاربه أحد الجنود، ولم يتحمل الاهانة، فقيل انه مات بعد ذلك.

أصبحت مقاطع الفيديو المتداولة تبث الكراهية والانقسام الطائفي، بينما قال بعضهم: "ستنقلب الموازين يوما، وتذوقون مما تفعلونه، طاهي الظلم سيأكله".

كان رد إسرائيل أنها "لن تسمح بإلحاق الأذى بالدروز في سورية، ولن تقف مكتوفة الأيدي"، فمن المعروف ان عدد الدروز في إسرائيل 150 ألفاً، يخدم الكثير منهم في الجيش والشرطة الإسرائيليين، بما في ذلك أثناء حرب غزة، ووصل بعضهم إلى رتب عالية، مما يعني أن لا يمكن للقيادة السياسية الإسرائيلية تجاهل أصواتهم بسهولة.

وفي حين أن معظم الدروز في إسرائيل يعدون أنفسهم مواطنين إسرائيليين، فإن أكثر من 20 ألف شخص يعيشون في الجولان المحتل مازالوا يعتبرون أنفسهم سوريين، ولديهم روابط وثيقة مع عائلاتهم على الجانب الآخر من الحدود، وفي مواجهة دعوات من الدروز الإسرائيليين لمساعدة بني طائفتهم السوريين، ساق القادة الإسرائيليون حمايتهم سببا لمهاجمة سوريا مرارًا هذا العام.

أسفرت المعارك عن مقتل مئات الأشخاص على مدى أربعة أيام، واضطرت الحكومة الى سحب قواتها، وتكليف الدروز بحفظ الأمن، لكن بعد انسحابها تجددت الاشتباكات بين الدروز والبدو، فاضطرت عائلات بدوية الى مغادرة السويداء الى درعا مع أطفالها، وفر آلاف السكان باتجاه الحدود الأردنية هربًا من العنف.

أبدى الرئيس احمد الشرع السبب الذي دفعه لسحب القوات الحكومية، وهو خطورة الموقف على الوحدة الوطنية، وتجنب انزلاق البلاد إلى حرب واسعة جديدة، وأضاف: "كنا بين خيارين: الحرب المفتوحة مع الكيان الاسرائيلي، وزعزعة استقرار سورية والمنطقة بأسرها، وبين فسح المجال لوجهاء ومشايخ الدروز للعودة الى رشدهم، وتغليب المصلحة الوطنية للدروز".

أشاد الشرع بـ"التدخل الفعّال للوساطة الأميركية - العربية- التركية، التي أنقذت المنطقة من مصير مجهول.

تدخلت اسرائيل بالشأن السوري أيضا، وشنت غارة جوية ألحقت أضراراً بمدخل مقر وزارة الدفاع السورية في دمشق يوم الأربعاء 16 يوليو الجاري، ونشرت مجلة "ذا أتلانتيك" الأميركية "الإسرائيليون يعتقدون أنهم أكثر أماناً عندما يكون جيرانهم العرب أضعف من أن يشكلوا تهديدًا"، أي أن ضعف العرب يفيد اسرائيل.

حقيقة لا ندري هل يهدأ الوضع في السويداء، أم يتدهور؟

كاتب كويتي

[email protected]

آخر الأخبار