أول خبيرة كويتية معتمدة في الرياضة أكدت في لقاء مع "السياسة" أنها تمثل"أسلوب حياة"
- تقوّي العضلات دون ضغط على المفاصل
- تساعد في حالات الانفصال العضلي والخشونة
- تعيد استقامة الجسم وتحفّز على فقدان الوزن
ايناس عوض
في ظل تزايد الوعي المجتمعي بأهمية الرياضة والصحة الجسدية والنفسية، يسطع نجم شخصيات نسائية رائدة كانت لها بصمة واضحة في نشر ثقافة اللياقة البدنية، ومن بين هذه النماذج الملهمة، خديجة حرمي، أول خبيرة كويتية معتمدة في رياضة البيلاتيس، وصاحبة استوديو "جولز" المتخصص والمعتمد دوليا. في هذا الحوار الخاص، نستعرض رحلتها الشخصية والمهنية، ونقف على أهمية هذه الرياضة وأثرها المتنامي في المجتمع الكويتي.
من هي خديجة حرمي؟ وكيف بدأت رحلتكِ في عالم البيلاتس؟
أنا خديجة كامل حرمي، أم لولد وثلاث بنات، وزوجة. بدأت رحلتي مع الرياضة منذ عام 2000 بعد أن أدركت أن عملي في القطاع الخاص لا يمثل شغفي الحقيقي. بدأت في التخصص بتدريب الرياضات المختلفة مثل الإيروبيكس، الأثقال، TRX، والسبيننغ، لكنني لاحظت أنني أفتقر للمعرفة الكافية للتعامل مع الحالات الخاصة لمن أدربهن كآلام الركبة والظهر، وبعد ذلك تعرضت شخصيًا لمشكلة صحية خلال فترة حملي الثاني والثالث جعلتني أعاني من ألم حاد في الحوض، لدرجة انني لم أكن أستطيع المشي أو الحركة من دون كرسي متحرك ولم أجد حلاً في الكويت، فسافرت إلى لندن لتشخيص حالتي حيث نصحني الأطباء بممارسة البيلاتس، لكي أعالج الضعف في العضلات الذي كان يسبب لي الآلام، وكانت تلك المرة الأولى التي أسمع فيها عن رياضة البيلاتس، من هنا بدأت رحلتي الحقيقية، وقررت أن أدرس هذا التخصص بعمق لأعالج نفسي أولاً وتطورت خبراتي في الرياضة وصقلت بالمعرفة والممارسة، واليوم، أنا مؤسسة ومالكة استوديو "جولز" في الكويت، أول مركز معتمد من شركة "ميرثيو" الكندية المعروفة عالمياً في رياضة البيلاتس.
ما الذي دفعكِ لاختيار رياضة البيلاتس تحديدًا؟
ما جذبني إلى البيلاتس أنها رياضة هادئة لكنها فعّالة للغاية، حيث تظهر نتائجها خلال أربع جلسات فقط، وهي مناسبة لكل الفئات العمرية من النساء، فسواء كانت المرأة كبيرة في السن او شابة تعاني من آلام بمناطق مختلفة في جسدها، أو مبتدئة تبحث عن تغيير ملموس وسريع في قوامها وصحتها فان البيلاتس هي الخيار المثالي لها، فضلا عن أن رياضة البيلاتس تتميز بكونها رياضة عميقة تتضمن دراسة لعلم التشريح وتكنيكات حركية مدروسة بدقة شبيهة بالعلاج الطبيعي.
ما أبرز التحديات التي واجهتكِ؟
أهم تحدٍ كان غياب مراكز تدريب معتمدة للرياضة في الكويت، لذا كنت مضطرة للسفر إلى دبي، لندن، اسكتلندا، وأستراليا، لحضور الدورات والتدريب العملي. كما أن الشهادات الخاصة بالبلاتس تتطلب تجديدا سنويا ومتابعة مكثفة، ما يعني التزامًا دائمًا بالسفر والدراسة، وهذا كان صعبًا خاصة عندما كان أطفالي صغارًا.
كيف كان شعوركِ عند حصولك على الاعتماد الرسمي؟
شعور لا يوصف كنت أول امرأة كويتية تحصل على اعتماد دولي في البيلاتس على جميع المعدات الخاصة بها، وأنا فخورة جدًا بهذا الإنجاز، و أشعر أنني أملك رسالة، وأطمح لنقل هذا العلم الفريد والفعال لكل نساء الكويت.
ما هي رياضة البيلاتس؟ وكيف تختلف عن اليوغا أو غيرها؟
البيلاتس رياضة تركّز على تقوية العضلات العميقة، وتحسين القوام، وخفض التوتر تختلف عن اليوغا في أنها ليست روحية، بل تعتمد على التركيز والتنفس والوعي الجسدي، مع تمارين موجهة بدقة لتحسين الليونة والقوة.
ماذا عن الفروقات الواضحة بين رياضة البيلاتس واليوغا؟
رغم التشابه الظاهري بين رياضتي البيلاتس واليوغا من حيث الحركات الهادئة والتركيز على التنفس، إلا أن لكل منهما طابعًا مميزًا فالهدف الأساسي من البيلاتس هو التركيز على تقوية العضلات الأساسية (اللب–core)، وتحسين القوام، وزيادة الثبات الجسدي والمرونة، مع التركيز على إعادة تأهيل الجسم من إصابات أو حالات صحية، بينما اليوغا تدمج بين التمارين الجسدية والتنفس والتأمل، وتركز على التوازن بين الجسد والعقل والروح.
كما أن البيلاتس ليست رياضة روحية مثل اليوغا التي تعتمد أحيانا أغراضاً تأملية وطقسية، وانما رياضة علمية وعلاجية تُبنى على مبادئ التشريح والميكانيكا الحيوية، البلاتس كرياضة تعتمد على تنفس خاص يتزامن مع الحركة لزيادة كفاءة العضلات ودعم العمود الفقري، أما التنفس في اليوغا فهو جزء أساسي ومستقل من الممارسة ذاتها ويهدف إلى تهدئة الذهن ورفع الطاقة الحيوي.
ما الفوائد الجسدية التي تقدمها البيلاتس؟
البيلاتس تحسن توازن الجسم، وتقوّي العضلات دون الضغط على المفاصل، وتساعد في حالات الانفصال العضلي، الخشونة، والديسك، وتعيد استقامة الجسم. كما تساعد في فقدان الوزن وتحسين القوام بطريقة آمنة وطبيعية وهي أيضا ملائمة للرياضيين وتأهيلهم بعد الإصابات الرياضية.
كيف تسهم البيلاتس في تحسين الصحة النفسية؟
لأنها تتطلب تركيزًا على التنفس والحركة البطيئة، تساعد البيلاتيس في تفريغ المشاعر السلبية والضغوط النفسية، العديد من المتدربات يخبرنني بأنهن أصبحن أقل توترًا وأكثر توازنًا بعد الالتزام بالبلاتيس.
هل يمكن أن تعالج مشكلات مثل آلام الظهر أو الرقبة؟
نعم، البيلاتس فعالة جدًا في التخفيف من آلام أسفل الظهر، الرقبة، الركبتين، الكتفين، وتعمل على تقوية العضلات المحيطة بالمفاصل مما يقلل الضغط عليها.
ما التغيرات النفسية التي لاحظتِها على المتدربات؟
الكثير منهن أصبحن أكثر هدوءًا، أقل توترًا، وأقدر على التعامل مع أطفالهن وأسرهن، بعضهن تحررن من مشاعر سلبية قديمة من خلال التنفس العميق والتركيز أثناء التمرين.
هل لاحظتِ تحسنًا في جودة النوم؟
بكل تأكيد تحسين العضلات وتنظيم التنفس من خلال البيلاتس يساعد الجسم على الاسترخاء ليلًا، ما ينعكس على نوم أعمق وأكثر راحة.
برأيك كيف تساهم البيلاتس في تعزيز ثقة المرأة بنفسها؟
من خلال تحسين القوام، ومعالجة الانحناءات، واستعادة استقامة الظهر والبطن بتمارين البيلاتس تبدأ المرأة في تقبّل جسدها وتحبه، وتتحرر من تأثيرات معايير الجمال الزائفة المنتشرة في الإعلام والتي يروج لها بعض المشاهير على السوشيال ميديا من هنا تثق المرأة بنفسها.
كيف تقيمين درجة وعي المرأة الكويتية بالرياضة اليوم؟
هناك تطور ملحوظ في مستوى ودرجة الوعي لدى النساء في الكويت بأهمية الرياضة عموماً، لكن لا يزال هناك فهم محدود ونظرة خاطئة للرياضة فالكثيرون يرون أن الرياضة أمرًا ترفيهيًا أو موسميًا، وليست جزءًا من نمط الحياة اليومي، لذلك نحتاج مزيدًا من الوعي بأن الصحة لا تُؤجل وأن الخطوة الأولى للعناية بصحتنا الجسدية والعقلية والنفسية تبدأ من الرياضة فهي أسلوب حياة وليست رفاهية أو أمر جزئي وانما هي ضرورة أساسية لتحسين جودة الحياة.
ما الفئات الأكثر إقبالًا على البيلاتس؟
لاحظت اهتمامًا متزايدًا من الفتيات الصغيرات والمراهقات، وكذلك من النساء في سن الأربعين والستين، خصوصًا من عانين من الألم وفقدن الثقة بالأطباء أيضًا الأمهات وربات البيوت بدأن بالانضمام فصول رياضة البيلاتس للتخلص من الضغوطات النفسية والمشاعر السلبية التي يعانين منها دون أن يشعرن والتي بمرور الوقت تتركز في أجزاء مختلفة في الجسم وتسبب الآلام.
هل تلقيتِ دعمًا من جهات رسمية؟
للأسف لا، لم أتلقَ أي دعم رسمي من مؤسسات داخل الكويت، وكل ما أسسته في رياضة البيلاتس حتى الآن بجهودي الفردية.
هل هناك توجه لديك لنشر ثقافة رياضة البيلاتس في المدارس؟
نعم، أعمل حاليًا مع الشركة الكندية المعتمدة لتطبيق برامج تعليمية مبكرة في الكويت لرياضة البيلاتس، خصوصا انها مفيدة جدًا وفعالة في تحسين التركيز والقدرات الذهنية والاستيعاب في مختلف المراحل العمرية للإنسان عموماً لاسيما الأعمار المبكرة.
ما رؤيتكِ لتحويل البيلاتس إلى أسلوب حياة؟
البيلاتس ليست مجرد رياضة، بل أسلوب حياة متكامل. إذا التزم الإنسان بها ثلاث مرات أسبوعيًا، تتحسن جودة حياته جسديًا ونفسيًا، وبغض النظر عن اذا ماكان من يمارسها رجل أو امرأة، غالباً ماتشعر النساء بالذات بالتاثيرات الإيجابية للبيلاتس على أدائهن عموماً سواء كن عاملات أو ربات بيوت أو حتى جدات.
هل لديكِ خطط مستقبلية للتوسع؟
نعم، أرغب في تطوير قدرات المدربات في الكويت، وفتح فروع لمركز " جولز " في الخليج، وأرحب بالشراكات والمستثمرين المهتمين بنشر ثقافة البيلاتس.