السبت 02 أغسطس 2025
43°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
'شات جي بي تي' أصبحت صديقة زوجي!
play icon
كل الآراء

"شات جي بي تي" أصبحت صديقة زوجي!

Time
الأربعاء 23 يوليو 2025
ياسمين الرفاعي

كلّما سافرت، أو جلست مع أناس، لا يجمعني بهم شيء سوى اللحظة، أجد نفسي أطرح السؤال نفسه، دون تخطيط: كيف تستخدم الذكاء الاصطناعي في يومك؟

لا أبحث عن إجابة تقنية، بل عن تلك اللحظة التي تكشف كيف تغيّرت الحياة فعلاً. خارج مكاتب الابتكار. بعيداً عن المؤتمرات. داخل البيوت، بين الأزواج، في صوت أم تحاول أن تفّهم درساً لأولادها، أو في رسالة بسيطة كُتبت بمساعدة أداة لا تُفكّر ولا تشعر، لكنها ساعدت.

في إحدى المرات، قالت لي سيدة ضاحكة:"شات جي بي تي صارت صديقة زوجي، كان يطلب مني أفكاراً واقتراحات، والآن يسألها. لا تتعب، لا تعترض، وتجيبه دائما".

ضحكنا، لكن خلف هذه المزحة، كان هناك شيء حقيقي. عن دور جديد بدأت تؤديه هذه الأدوات في علاقاتنا دون أن ننتبه.

في مكان آخر، أخبرتني صديقة أن والدتها، التي بالكاد تستخدم الهاتف، أصبحت تعتمد على الذكاء الاصطناعي لإعداد قائمة التسوّق، وكتابة رسائل الأعياد، والبحث عن وصفات منزلية.

كان من الصعب تخيّلها تفعل ذلك، لكنها فعلت، على طريقتها، بثقة، وهناك من قال لي: "أرتاح عندما أكتب له. لا يحكم عليَّ".

في عالم يركض، بات بعضهم يفضّل صوتاً هادئاً، حتى لو لم يكن إنسانياً.

لكن أكثر ما أثّر فيَّ، كان حديث أم قالت لي: "لم أعد أعرف كيف أشرح الرياضيات لابني. أسأل الذكاء الاصطناعي أن يشرحها لي خطوة... خطوة، وبالعربية".

ليست خبيرة. فقط أم، تحاول أن تبقى قريبة.

هذه القصص لا تأتي من رواد التقنية، بل من أناس عاديين، من معلّمين، ومتقاعدين، وأصحاب متاجر صغيرة، من نساء ورجال يعيشون هذا التحوّل بطريقتهم، ببساطة وبهدوء.

مستقبل الذكاء الاصطناعي لا يُصنع فقط في وادي السيليكون،

بل في المطبخ، وفي دفتر الواجبات، وفي كل مرة نختصر فيها طريقاً كان يتطلّب جهداً أكبر.

وأنت، كيف دخل الذكاء الاصطناعي إلى يومك؟

مهندسة وكاتبة

آخر الأخبار