فلاح روسي هزم نابليون قبل أن تبدأ الحرب

لا دخل لي بموكبك فأرضي أولى باهتمامي

الناس كانوا يخرجون لمشاهدة موكبه وجحافل جيشه

الأوروبيات يخرجن من غرف نومهن شوقاً لمروري

حين قال الإمبراطور: من هنا تبدأ الهزيمة

كم جسداً ممتلئاً بالمال وداخله محدود من الألم

الثراء الصامت راحة بالحين لا يراه الناس

حين يتمسك المرء بحقه يهزم أعتى القوى، فهو بذلك يمنع المعتدي من أن يفرض عليه الاستسلام ويعطيه ما يريد، وعلى هذا الأساس كانت دائماً مقاومة المحتل سمة الشعوب الحرة، وفي الأسطر القليلة التالية قصة قصيرة عما يفعله المرء لمواجهة قوة امبراطورية عظمى، كفرنسا في عهد نابليون بونابرت، وكيف هزمه مواطن روسي فلاح، وجعله يتأكد من خسارته تلك الحرب.

إذ بعدما أكمل نابليون بونابرت سيطرته على أوروبا، قرر غزو روسيا، وحين كان يمر في المدن الأوروبية وقراها قاصدا وجهته، كان الناس يخرجون من بيوتهم لمشاهدة موكبه وجحافل جيشه.

عند دخوله أطراف الأراضي الروسية شاهد فلاحاً منحنياً، وبيده منجله يحصد أرضه بنشاط، لا يعرف الملل والكلل، ولم يعر موكب نابليون انتباها.

فقال الزعيم الفرنسي لحراسه وقادته: ألا ترون أن هذا الفلاح الروسي الحقير لم ينظر إلى موكبي، بينما بنات أوروبا يخرجن من غرف نومهن شوقاً لمروري أمام منازلهن؟

وعندها أوقف موكبه، وأمر بإحضار الفلاح، فأتوا به مكتوفاً.

فقال له نابليون: لماذا لم توقف الحصاد، وتنظر إلى موكبي؟

أجاب الفلاح: وما دخلي بموكبك، فأرضي أولى باهتمامي.

رد الامبراطور: ألا تعرف من أنا؟

أجاب الفلاح: لا يهمني أن أعرف من أنت، بل أنت غازي حقير، وأحقر من أن تحتل بلدي.

فقال نابليون: يجب أن تحمل اسمي معك دائما، لكي تتذكرني في كل وقت. وقال لجنوده: اوشموا اسمي على ساعده، عندها أحمى احد الجنود سيخاً من الحديد، وكتب نابليون على ساعد الفلاح، ليكون وشما لا يستطيع نزعه.

فما كان من الفلاح الروسي إلا أن رفع منجله، وضرب يده فبترها، ورمى بها وسط ذهول جنود نابليون وضباطه: قائلاً: خذ اسمك معك، فعار عليَّ أن أحمل اسم غازي، حقير مثلك.

نظر نابليون إلى من حوله، وقال كلمته المشهورة: "من هنا تبدأ الهزيمة". وبالفعل هزمته روسيا.

ماذا ستقول الأحزاب والجماعات التي ساعدت المحتل على دخول بلادها من موقف هذا الفلاح الذي قطع يده، فعندما تواطأت مع الغزاة بدأت الهزيمة.

أغلى شيء في الدنيا

في هذه الدنيا، لا شيء أغلى من نعمة لا تشترى، ولا تعوض، نعمة الصحة وراحة البال.

فكم من جسد ممتلئ بالمال، لكن داخله محدود من الألم، كم قلباً يعيش في القصور، لكنه لا يعرف طعم الراحة، لان الصحة هي الكنز الحقيقي، وراحة البال هي الثراء الصامت، الذي لا يراه الناس، لكن يشعر به القلب، وتزهر به الحياة، وما الستر إلا لباس الرحمة الذي يغطينا من عيون الخلق، ويحمينا من كسر لا يروى.

اللهم ارزقنا الستر الذي لا ينكشف، والصحة التي لا تضعف وراحة البال التي لا تزول، اللهم لا تجعلنا نذوق ألماً في أجسادنا ولا قلقاً في أرواحنا، ولا حزناً يطفئ نور قلوبنا، اللهم إن كنوز الدنيا لا تغني عن عافية، ولا مال يغني عن سكينة، فاجعل لنا نصيباً من كل خير تنزله، واصرف عنا كل شر تقدره.

نكشات

عندما يتراكم عليك الأذى، وتصل إلى نقطة لا تتحملها احذر الاستسلام.

* * *

حتى اليوم من سحبت جنسياتهن وفق "الثامنة"، يذهبن إلى التأمينات الاجتماعية لأخذ رواتبهن، بناء على قرار الدولة، فيما "التأمينات" تقول لهن ما عندنا تعليمات... يا وزيرة المالية أنقذيهن.

* * *

فرجت عندما أحسست أنها لن تفرج، هذه هي حال الدنيا، إرهاصات الكسب فيها، هو الصبر، وقصة النبي أيوب فيها عبرة، وهو يناجي ربه: "لقد مسني الضر".

تذكر أن أول من أقسم أنه من الناصحين لك هو إبليس، لعنه الله.

* * *

أخيراً هل بدأت الحكومة بالاتفاق مع الصين على زرع الصحراء، وتحويلها واحة خضراء، كما فعلت دول الخليج؟ بالعالم كل شيء ممكن، المهم أن يكون هناك من يقرر.

* * *

ما الذي يمنع أن تتحول كل المدارس للقطاع الخاص، على الأقل سيرى الطلبة حمامات نظيفة، ومدارس أنظف، ويرون سلوكا آخر غير السائد.