السبت 02 أغسطس 2025
43°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
جمعاويات
play icon
كل الآراء

جمعاويات

Time
الخميس 24 يوليو 2025
د. حمود الحطاب
شفافيات

اظن أننا جميعا لعبنا لعبة "الحية والسلم"، لعبة الحظ، او القدر، او الحظ والواسطة؛ وربما لم ندرك كلنا، او بعضنا، أنها لعبة رمزية ليس للكفاءة دور فيها، وكذلك ليس للذكاء والفطنة، والخطة دور فيها.

ربما؛ ربما تشبه بعض الشيء حياة العديد من الناس، أما من الذين خدمهم السلم في اللعبة الحياتية فارتقوا فوق؛ فوق؛ فوق؛ودون خبرات ودون جهد؛ والسلم هنا، هو الحظ او الواسطة؛ وإما من الذين ارتقوا ايضا كيف ما كان فاسقطهم ذيل الحية، وهو هنا الحظ السيئ، او الغباء، والغفلة، فوقعوا في الإثم آخر مشوار حياتهم، فانزلهم ذيل الحية الى اسفل سافلين.

اللعبة السهلة هذه مكونة من كرتون مقوى، وبحجم كشكول حسابات دكان، وتفتح وتغلق مثل صفحات الكتاب؛ وقد رسمت في داخلها مربعات، من اولها الى آخرها، فيها حية او سلم باحجام متنوعة قصيرة وطويلة جدا، او متوسطة.

وما على اللاعبين الاثنين، او الثلاثة، والاربعة، سوى دحرجة النرد الابيض، الذي فيه ستة ارقام، من الصفر تبدأ، فيتحرك اللاعب بالزراير التي اختار لونها، فيمشي للأمام وفق حظه من الرقم الذي يحصل عليه بالصدفة، وهكذا إما يمشي قليلا وإما يصعد قليلا، مرة ينزل قليلا او يصعد إلى الاعلى دفعة واحدة، وكأن واسطة "وظهرا قويا" قد رفعه؛ او يهبط هبوطاً مريعاً، وكأنه ارتكب مصيبة انهارت به اسفل سافلين.

وقد رأيت في الحياة اناسا تعرضوا للحالتين في آن واحد، فقد ارتقوا دون كفاءات، ولا كفايات، او خبرات؛ ثم وبغباء ظنوا أنفسهم حرامية أذكياء، فوقعوا مع ذيل الحية، وفقدوا مناصبهم التي كانت دون حصر، حتى انك لتقول عن هذه المناصب: "يعني ما في هالبلد الا هالولد".

وتقول عن سقوطهم المريع، لو أن عدواً اراد ان يذلهم، ويوقعهم، بما اوقعوا انفسهم فيه، لعجز المئة من الاعداء أن يضروهم، كما اضروا انفسهم.

والحرامية أخيرا نوعان: ذئب ونعجة.

استمروا في اللعبة، واستمتعوا بالذ لعبة حظ.

ما فهمنا المقصود الرمزي منها حتى شابت منا الذوائب؛ بعد السبعين؛ والليالي تنيرها حق الحرامية الاقمار.

كاتب كويتي

آخر الأخبار