السبت 02 أغسطس 2025
42°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
إيران وإسرائيل تتحضران لمواجهة ثانية... والمنطقة على خط النار!
play icon
الدولية   /   أبرز الأخبار

إيران وإسرائيل تتحضران لمواجهة ثانية... والمنطقة على خط النار!

Time
الخميس 24 يوليو 2025
تل أبيب تجدد تهديداتها وتعزز دفاعاتها وتتجهّز لجولة جديدة... وطهران تُرمِّم قوتها وتسعى إلى معادلة ردع مختلفة
التصعيد دخل مرحلة "ردع متبادل" هش قابل للانفجار وغياب اتفاق واضح يجعل العودة للحرب خياراً قوياً

طهران، عواصم - وكالات: رغم الهدوء الظاهري الذي أعقب وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران في أواخر يونيو الماضي، فإن رائحة البارود لا تزال تملأ الأجواء الإقليمية وسط مؤشرات مقلقة على أن المواجهة الكبرى لم تُغلق صفحتها، بل أُجّلت إلى إشعار آخر، فالتصعيد، وإن تراجع ميدانياً يتنامى في الأروقة السياسية والعسكرية ويكشف عن صراع تتغير أدواته لكنه لم يفقد زخمه ولا خطورته، وفي تل أبيب يصرّ قادة المؤسسة الأمنية والعسكرية على أن الحرب الأخيرة لم تكن إلا فصلاً من حملة مستمرة ضد طهران، ويؤكد رئيس الأركان إيال زامير أن "المعركة لم تنتهِ بعد"، أما في طهران، فالصوت المرتفع لا يقلّ نبرة، وفي أول مقابلة له بعد الحرب قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إن بلاده لن تتراجع عن برنامجها النووي، مهدداً بأن "الرد سيكون موجعاً إن عادت إسرائيل للمواجهة".

ووفقا لتحليل نشرته شبكة "الخليج أون لاين" على موقعها الاليكتروني، فإنه قبل أن ينقضي شهر واحد على وقف إطلاق النار، عاد التلميح الإسرائيلي للعودة للحرب إلى الإعلام، وكان أبرز التصريحات الإسرائيلية على لسان رئيس الأركان إيال زامير، الذي قال إن الحملة ضد إيران لم تنتهِ، وما حدث فصل مهم وانتهى فقط، مضيفا"ننتقل إلى فصل جديد قائم على إنجازات الحملة الحالية. لقد أعقنا المشروع النووي الإيراني والصاروخي لسنوات، ويجب أن نبقى على الأرض"، بينما أعلن وزير حرب الاحتلال يسرائيل كاتس أن هناك احتمالاً لتجدد المعركة مع إيران، مشيراً إلى أن إيران بدأت بالفعل تأهيل نفسها لبناء قوة عالمية جديدة، مشددا خلال تقييم شامل للوضع مع عدد من كبار مسؤوليه العسكريين من ضمنهم رئيس الأركان، على ضرورة إعداد خطة فعالة للمستقبل لضمان عدم استئناف إيران برنامجها النووي، وفي خطوة لافتة أخرى، أعلنت وزارة الحرب الإسرائيلية تسريع إنتاج صواريخ "حيتس – آرو"، المصممة لاعتراض الصواريخ الباليستية، في ما وصف بأنه استعداد ستراتيجي للجولة القادمة، ولم يقتصر الأمر على التصريحات الإسرائيلية، فالرئيس الأميركي قال أكثر من مرة إن بلاده لن تتردّد في إعادة ضرب المنشآت النووية الإيرانية إذا لزم الأمر.

وفي المقابل، يبدو أن طهران تدرك ما هو قادم، فقد أكد الرئيس الإيراني في مقابلة مع قناة الجزيرة القطرية أن بلاده جاهزة لأي ضربة إسرائيلية جديدة وأنها سترد بضربات مؤلمة في العمق الإسرائيلي، قائلا إن طهران لا تريد الحرب، لكنها لن تتردد في الدفاع عن نفسها، مشددا على أن مشروع بلاده النووي سلمي بالكامل، ضمن إطار القانون الدولي، نافياً السعي لامتلاك قنبلة نووية، وبحسب تقديرات عسكرية، فإن إيران لا تزال تحتفظ بقدراتها الصاروخية الأساسية، رغم ما تعرضت له من ضربات، وتُواصل العمل على تطوير قدراتها الدفاعية والهجومية على حد سواء. ولعل أحد أبرز الإشكالات في الهدنة الحالية أنها لم تُعقد ضمن إطار دولي واضح، ولم تتضمن أي آلية للرقابة أو الالتزام المتبادل، وهو ما يجعلها وقفاً مؤقتاً للأعمال العدائية أكثر منها اتفاق سلام، فلا توجد لجنة مراقبة ولا قنوات اتصال ديبلوماسية ثابتة بين الجانبين ولا التزام بخفض التصعيد التدريجي أو تجميد الأنشطة النووية أو العسكرية، ما يجعل الهدنة عرضة للانهيار عند أول احتكاك أو خطأ تقديري.

وبشأن السيناريوهات المتوقعة للمرحلة المقبلة، قال المحلل السياسي حسين البنا إن ما جرى في يونيو الماضي ليس نهاية للصراع بل مرحلة انتقالية ضمن حرب طويلة الأمد، مضيفا لـ"الخليج أونلاين" أن وقف إطلاق النار الأخير لا يعكس تسوية سياسية أو تفاهمات حقيقية، بل هو استراحة فرضتها اعتبارات داخلية وخارجية على الطرفين، لا سيما إسرائيل التي وجدت نفسها أمام فجوة ستراتيجية في الجبهة الداخلية، وإيران التي احتاجت لإعادة ترتيب صفوفها بعد الضربات، مؤكدا أن تل أبيب لن تتخلى عن هدفها المركزي، وهو منع إيران من بلوغ العتبة النووية، وهي مستعدة لذلك عبر أدوات متعددة، من الضربات الجوية إلى الاغتيالات، مروراً بالحرب السيبرانية، لكنها تدرك أيضاً أن هامش المناورة بدأ يضيق، في ظل قدرة إيران على الرد المباشر والمؤلم كما شهدنا خلال أيام الحرب الأخيرة.

واعتبر أن سيناريو العودة إلى المواجهة العسكرية مرجّح، لكنه سيخضع لحسابات أكثر تعقيداً هذه المرة، أبرزها الموقف الأميركي ومدى جهوزية الجبهة الداخلية الإسرائيلية والأوضاع في غزة ولبنان واليمن، مشيرا إلى أن إسرائيل قد تفضل في المدى القصير العودة إلى ستراتيجية الضربات الموضعية أو الاغتيالات الأمنية والعلمية، مع الإبقاء على الضغط الديبلوماسي والاقتصادي عبر الحلفاء، أما على الجانب الإيراني فإن طهران تسعى لتكريس معادلة ردع جديدة، تعترف من خلالها إسرائيل والولايات المتحدة بأن تجاوز خطوط معينة سيقابله رد مؤلم، قائلا إن إيران لا تبحث عن الحرب، لكنها تقول إنها لن تتراجع عن مشروعها النووي، وهذه معادلة تصادمية بطبيعتها.

واختتم البنا معربا عن اعتقاده أن المنطقة تسير على "حافة هاوية"، حيث لم تُحسم الملفات الكبرى ولم تُبْنَ أرضية لسلام طويل الأمد، بل تعيش حالة توازن هشّ قائم على الرهبة وليس على الاتفاق، محذرا من أن أي خطأ في التقدير أو عملية اغتيال أو هجوم سيبراني خارج السيطرة، قد يكون الشرارة التي تعيد إشعال المنطقة في أي لحظة.

 

طهران تُجبر مدمّرة أميركية على التراجع عن مياهها الإقليمية

طهران، عواصم - وكالات: كشفت وكالة "تسنيم" الإيرانية أن مروحية تابعة للقوات الإيرانية أصدرت تحذيراً للمدمرة الأميركية "دي دي جي فيتزجيرالد" بعدما اقتربت من المياه الإقليمية الإيرانية في بحر عُمان، وذكرت الوكالة إن المدمرة الأميركية ردّت بتهديد المروحية الإيرانية، لكن تدخل الدفاع الجوي الإيراني وإصداره تحذيراً حاسماً أجبر السفينة الأميركية على التراجع والابتعاد عن المياه الإيرانية، بحسب الرواية الرسمية. وجاءت الحادثة في سياق تصاعد التوترات الإقليمية لا سيما بين طهران وواشنطن، على خلفية الخلاف حول الملف النووي الإيراني والنفوذ الإقليمي، ويزداد هذا التوتر حدّة منذ الهجوم الصاروخي الإيراني الذي استهدف قاعدة "العديد" الجوية في قطر، التي تُعد من أكبر القواعد الأميركية في الشرق الأوسط، والذي جاء ردا على قصف الولايات المتحدة الأميركية منشآت إيران النووية في ختام الحرب بين إيران وإسرائيل في يونيو الماضي.

آخر الأخبار