أميركا وإسرائيل والحركة تتبادل الاتهامات بشأن فشل محادثات الدوحة... وقطر ومصر تتمسكان بمواصلة الوساطة
غزة، واشنطن، عواصم - وكالات: فيما تبادلت أميركا وإسرائيل وحركة "حماس" الاتهامات بشأن فشل محادثات غزة التي تجري في الدوحة بعد انسحاب الوفدين الأميركي والإسرائيلي منها، وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب استعادة بقية الأسرى المحتجزين في غزة بالمهمة الصعبة، معبّراً في الوقت نفسه عن أسفه لانسحاب الولايات المتحدة من المفاوضات غير المباشرة بين حركة "حماس" ودولة الاحتلال الإسرائيلي، قائلا إن "عائلات الأسرى الإسرائيليين طلبت مني المساهمة في إعادة أبنائها، ومن ضمنهم الأموات، وفعلنا ذلك"، مضيفا "تحدثت مع نتنياهو بشأن إرسال مساعدات، لغزة لكنني لن أخوض في التفاصيل".
وغداة انسحاب وفدي الولايات المتحدة وإسرائيل من مفاوضات الدوحة، قال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عبر منصة "إكس" إن إسرائيل تدرس مع الولايات المتحدة بدائل لإعادة المحتجزين في قطاع غزة وإنهاء حكم "حماس"، بينما زعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن "حماس" لا تريد التوصل لاتفاق، مشدداً على أن ذلك سيؤدي إلى استمرار القتال والقضاء على الحركة، متهما "حماس" بعدم الاهتمام بإبرام أي صفقة، لذلك يرى أنه لا بد من القضاء عليها، قائلا "أعتقد أن حماس ستتم ملاحقتها، لقد انسحبنا من مفاوضات غزة، وهذا أمر مؤسف"، مضيفا "لقد ساهمنا في إطلاق عدد كبير من الرهائن في غزة وعملية إطلاق من تبقى منهم لدى حماس ستكون أصعب"، ووصف إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالاعتراف بدولة فلسطين بالقول إن ماكرون لا ثقل له وكلماته لا وزن لها.
من جانبه، أعلن المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف أن واشنطن بدأت بدراسة ما وصفها بـ"خيارات بديلة" لإعادة الأسرى الإسرائيليين من غزة، زاعما أن رد "حماس" على مقترح وقف إطلاق النار لا يعكس رغبة حقيقية في التوصل إلى اتفاق، بينما نقلت شبكة "سي إن إن" عن المتحدثة باسم الخارجية الأميركية تامي بروس قولها "كان لدينا وقف إطلاق نار مكننا من إدخال مساعدات"، متهمة حركة "حماس" بخرقه، لافتة إلى أن أمام دونالد ترامب وستيف ويتكوف العديد من الأدوات والخيارات والشركاء، قائلة "نعمل مع قطر ومصر فهم أذكياء ومهرة وأتوقع أن نحقق بعض النجاح".
في المقابل، اتهم عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" باسم نعيم، المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، بمخالفة السياق الذي جرت فيه جولة المفاوضات الأخيرة، بعدما أشار إلى تعثر المفاوضات غير المباشرة بين الحركة وإسرائيل للتوصل إلى هدنة في غزة، قائلا إن تصريحات المبعوث الأميركي ويتكوف السلبية، تخالف السياق الذي جرت فيه جولة المفاوضات الأخيرة تماما، وهو يعلم ذلك تماما، ولكنها تأتي في سياق خدمة الموقف الإسرائيلي.
بدورهما، أكدت قطر ومصر مواصلة جهودهما الحثيثة من أجل الوصول إلى اتفاق يضع حداً للحرب وينهي المعاناة الإنسانية في القطاع، ويضمن حماية المدنيين وتبادل المحتجزين والأسرى، مشيرتين في بيان مشترك إلى إحراز بعض التقدم في جولة المفاوضات المكثفة الأخيرة التي استمرت ثلاثة أسابيع، وفق الخارجية القطرية، معتبرتين أن تعليق المفاوضات لعقد المشاورات قبل استئناف الحوار مرة أخرى يعد أمراً طبيعياً في سياق هذه المفاوضات المعقدة، داعيتين إلى عدم الانسياق وراء تسريبات تتداولها بعض وسائل الإعلام في محاولات للتقليل من الجهود والتأثير على مسار العمل التفاوضي.
وشددت الدولتان على أن التسريبات لا تعكس الواقع وتصدر عن جهات غير مطلعة على سير المفاوضات، ودعتا وسائل الإعلام الدولية إلى التحلي بالمسئولية وأخلاقيات مهنة الصحافة، وتسليط الضوء على ما يجري في القطاع من معاناة غير مسبوقة، لا أن تكون سبباً في تقويض الجهود التي تسعى لإنهاء الحرب على القطاع، وأكدت الدولتان التزامهما باستكمال الجهود وصولاً إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار في القطاع.
من جهتها، نقلت قناة "القاهرة الإخبارية" عن مصدر مصري أن الوسيطين المصري والقطري اتفقا على استكمال التفاوض بعد التشاور خلال الأيام القادمة للانتهاء من نقاط الاختلاف بين الطرفين، مفيدا بوجود اتصالات مكثفة بين الوسيطين المصري والقطري للتشاور بخصوص آخر مستجدات المفاوضات بين إسرائيل و"حماس"، مشيرين إلى استمرار تكثيف جهود الوسطاء لاستكمال عملية إدخال المساعدات لقطاع غزة خلال الأيام المقبلة.
ميدانيا، قالت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي إن الحكومة الإسرائيلية سمحت بإسقاط المساعدات جوًا على قطاع غزة، وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فإنه يُسمح للدول الأجنبية، بما في ذلك الدول العربية، بإسقاط المساعدات جوًا على القطاع، وزعمت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن تل أبيب لجأت إلى ذلك بعد رفض الأمم المتحدة إدخال المساعدات إلى القطاع المتكدسة في المعابر عبر نقاط التوزيع الأميركية، وقال مصدر أمني إسرائيلي إن الخطوة اتخذت بموافقة المستوى السياسي، مشيرًا إلى أن الأردن والإمارات هما أول دولتين ستفعلان ذلك، في حين كشف مسؤول إسرائيلي رفيع أن محادثات جرت أواخر الأسبوع الماضي مع ثلاث دول في المنطقة، لبحث إمكانية تنفيذ عمليات إنزال جوي للمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، موضحا أن إحدى هذه الدول تعتزم فعليا المضي قدما في تنفيذ عمليات الإنزال، مشيرا إلى أن النقاشات بدأت قبل نحو ثلاثة أسابيع.
عودة وفدي أميركا وإسرائيل "مناورة إعلامية"
غزة، عواصم - وكالات: فيما وصفت مصادر عودة وفدي أميركا وإسرائيل من الدوحة بأنها "مناورة إعلامية"، مؤكدة أن المحادثات بش أن التوصل لصفقة لإنهاء الحرب وغعادة الأسرى مستمرة، وصفت حركة "حماس" تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومبعوثه للشرق الأوسط ستيف ويتكوف التي زعمت رفض الحركة التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار بأنها "تتعارض مع تقييم الوسطاء ولا تنسجم مع مجريات المسار التفاوضي الذي كان يشهد تقدما فعليا"، وأعرب القيادي في الحركة عزت الرشق عن استغراب "حماس" تصريحات ترامب وويتكوف، قائلا إنها جاءت في وقت كانت فيه الأطراف الوسيطة خاصة قطر ومصر "تعبّر عن ارتياحها وتقديرها لموقفنا الجاد والبنّاء".
وأكد أن التصريحات الأميركية تغضّ النظر عن المعرقل الحقيقي لكل الاتفاقات والمتمثل في حكومة نتنياهو التي تضع العراقيل وتراوغ وتتهرّب، مشددا على أن حركته تعاملت منذ بداية المسار التفاوضي بكل مسؤولية وطنية ومرونة عالية، وحرصت على اتفاق شامل يوقف العدوان، ويضع حدًا لمعاناة أهلنا في قطاع غزة، مضيفا أن رد الحركة الأخير على مقترح وقف إطلاق النار الذي تم تقديمه للوسطاء تم بعد مشاورات وطنية موسّعة مع الفصائل والوسطاء والدول الصديقة.