"الهروب من جحيم هنهونيا"... ليس مجرد "زرفة"

في حقيقة لا يمكن لأحد أن ينكرها بأن صناعة السينما السعودية تقوم خلال السنوات الأخيرة على أكتاف وبسواعد شبابها في مختلف مجالات العمل الفني، وعندما نقرأ أو نسمع بأن فيلما سعوديا كسر حاجز شباك التذاكر سواء هنا أو هناك وحقق ايرادات لم تحققها أفلام عربية يقودها نجوم سينما عرب لا تستغرب أو تستفسر، فالقادم من الأيام يشير إلى قدوم "غول" مقبل بقوة وسيكتسح الفن السابع في الشرق الأوسط وتذكروا هذه السطور جيدا، هذا الغول ومن دون مبالغة يتمثل في السينما السعودية التي اجتاحت المنطقة خلال السنوات الأخيرة وغالبية نجومها ليسوا رواد الصف الأول بل مجاميع من الشباب السعوديين الموهوبين في التمثيل والاخراج والكتابة والموسيقى أتيحت أمامهم الفرص المستحقة بدعم مادي من القطاعين الحكومي والخاص حتى يعرفوا عن أنفسهم ويكشفوا عن قدراتهم والامكانيات التي يستطيعون إبهار المتلقي بها،وأثبتوا واقعيا بأنهم "قدها وقدود" وأن المسؤولية وإن كانت ثقيلة الا أنهم "أهلا لها" ،وهذا الكلام لا ينطبق فقط على فيلم "الزرفة" التي استقبلته سينما غراند الحمرا في عرض خاص قوبل بعاصفة من التصفيق الحار واجواء حماسية تشير إلى أن الوجهات المقبلة للفيلم السعودي لن تقتصر على منطقة الخليج، بل ستمضي قدما نحو القاهرة والمغرب ومن ثم أوروبا وصولا إلى هوليوود من دون مبالغة.

"عرض خاص"

وكانت سينما غراند في برج الحمراء اكتظت أول من أمس الخميس بالعشرات من المدعوين سواء الفنانون أو الاعلاميون لحضور العرض الخاص بالفيلم السعودي السينمائي "الزرفة:الهروب من جحيم هنهونيا"، وقبل الولوج إلى التفاصيل نشير إلى أن "الزرفة" مفردة تختلف باختلاف لهجة كل بلد وبما أن الفيلم سعودي فهي باللهجة السعودية الدارجة تعني السرقة السريعة التي تتم في أقصر وقت وحصيلتها غير جديرة بالمخاطرة وحتى عقوبتها لا تقارن بالعقوبات التي تنطبق على مرتكبي الجرائم جريمة الخطيرة والكبيرة بمفهومها العام والمتعارف عليه في القانون والمجتمع بل إن بعض مرتكبي "الزرفة" وفي حالات عديدة موثقة تم اكتشاف مرتكبيها في ذات اللحظة وارتكاب الفعل وتم صرف النظر وعدم تقديم اللص الى رجال الشرطة لأن غالبية السرقات تكون وضيعة ولا تستحق أن يزج بفاعلها وراء القضبان، لكن يبدو أن الرياح سارت في عكس ما كان يشتهي ثلاثي أبطال الفيلم"حمد ومعن وسند" الذي تعرفوا على بعضهم من خلال الغيمز الالكتروني وتوطدت علاقتهم حتى وسوس لهم الشيطان بالقيام بـ "الزرفة" التي قادتهم الى السجن حيث كانت ردة الفعل"العقوبة" أكبر بمراحل من الفعل الرئيسي"السرقة" ولم يدر في خلدهم بأن الذهاب الى الجحيم أقل وطأة من التورط في مشكلة مع عبداللطيف هنهونيا فعندما ألقي القبض عليهم وزج بهم في السجن لسنوات، قرر الثلاثي "معن" محمد شايف و"سند" حامد الشراريtو"حمد" الفنان أحمد الكعبي التخطيط للهروب من محبسهم بمساعدة،سجناء آخرين تصرفاتهم تدل على أنهم غريبو الأطوار. وسط مفارقات وأكشن من المطاردات والهروب الى المجهول فيتحول الهروب الى كابوس.

"فريق العمل"

يشارك في بطولة الفيلم الى جانب أحمد الكعبي ومحمد شايف، وحامد الشراري، نخبة من الممثلين، بينهم بشار الجزاف من الكويت، إبراهيم خير الله، وأضوى بدر، وفهد المطيري، وزياد العمري، وخالد عبد العزيز، مع ظهور خاص للنجم العالمي روبرت نبر. في يقف وراء كتابة سيناريو الفيلم إبراهيم خير الله ومحمد القرعاوي، بإنتاج مشترك بين "أفلام الشميسي" و"تلفاز 11" و"Big Time Fund"واخرجه عبدالله ماجد.