إيران: مستعدون لمواجهة إسرائيل وسنواصل تخصيب اليورانيوم

طهران، عواصم - وكالات: أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أمس، استعداد بلاده لمواجهة أي عمل عسكري إسرائيلي، قائلاً "سندافع عن أنفسنا بالقوة، واستهداف تل أبيب مرة أخرى ليس مستبعداً"، مشددا على أن إيران لن تتخلى عن تخصيب اليورانيوم وبرنامجها النووي، قائلا إن المعرفة النووية باتت "في عقول علمائنا"، مضيفا أن التزام بلاده بعدم امتلاك السلاح النووي موقف سياسي وديني وستراتيجي يستند إلى فتوى المرشد الأعلى، لا إلى ضغوط غربية، قائلاً "نقبل عدم امتلاك السلاح النووي، لكننا لن نقبل التهديدات أو الإملاءات". واتهم بزشكيان إسرائيل بمحاولة إثارة الفوضى وتقويض النظام في الداخل الإيراني، مؤكداً فشلها في تحقيق أهدافها، معتبرا محاولة اغتياله "جزءاً من مساعي تل أبيب لاغتيال القادة السياسيين والعسكريين"، وبشأن الهجوم الذي استهدف قاعدة العديد الجوية الأميركية في قطر، نفى بزشكيان مسؤولية طهران عنه، مؤكداً أن "قطر دولة شقيقة لنا، ولا يمكننا مهاجمتها".

في غضون ذلك، أكدت إيران إنها أجرت محادثات "صريحة وجدية" مع الترويكا الأوروبية بشأن برنامجها النووي في مدينة إسطنبول التركية، وقال مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون القانونية والدولية كاظم غريب آبادي في منشور عبر منصة "إكس" إن المحادثات تناولت آخر التطورات المتعلقة بإلغاء العقوبات والموضوع النووي الإيراني حيث تم الاتفاق على ان تستمر المحادثات بين الجانبين، مضيفا أن الوفد الإيراني أوضح خلال الاجتماع مواقفه المبدئية منها ما يتعلق بآلية "سناب باك" أو "آلية الزناد"، بينما ذكرت وكالة "أناضول" التركية للأنباء أن الأطراف اتفقت على مواصلة الاتصالات بالتوازي مع المفاوضات غير المباشرة الجارية بين الولايات المتحدة وإيران، قائلة إن المحادثات التي عقدت خلف أبواب موصدة بعيدا عن عدسات وسائل الإعلام واستمرت نحو ثلاث ساعات ونصف، مثّل إيران فيها مساعدا وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية والشؤون الدولية مجيد تخت روانجي وكاظم غريب. من جانبه، أعرب وزير الخارجية الاميركي ماركو روبيو في لقاء مع نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الباكستاني اسحاق دار عن تقدير واشنطن لاستعداد اسلام اباد المستمر لاداء دور بالتوسط في المحادثات الاميركية مع ايران، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية إن روبيو اعرب خلال اللقاء الذي عقد في مبنى الوزارة بالعاصمة الاميركية عن تقديره لاستعداد باكستان المستمر للقيام بدور بناء في التوسط في المحادثات مع إيران والتزامها بالحفاظ على الاستقرار الإقليمي، مضيفة أن الجانبين ناقشا آفاق تعميق التعاون الثنائي في مكافحة الإرهاب بما في ذلك مكافحة تنظيم "داعش - ولاية خراسان"، كما بحثا "الحوار الأميركي الباكستاني المقبل لمكافحة الإرهاب في إسلام آباد في أغسطس المقبل، وأكدا أهمية توسيع التجارة الثنائية ذات المنفعة المتبادلة واستكشاف آفاق تعزيز التعاون في قطاعي المعادن والتعدين الحيويين. بدوره، أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي أن إيران أشارت إلى استعدادها لاستئناف بعض المحادثات على المستوى الفني حول برنامجها النووي، قائلا إنه من الضروري إعادة العلاقات الطبيعية مع إيران، مضيفا أن بنود معاهدة منع الانتشار النووي تؤكد ضرورة الخضوع للتفتيش، وحض مدير الوكالة الذرية، إيران، على أن تكون شفافة بشأن منشآتها النووية وأنشطتها، بينما قال ديبلوماسيون غربيون إن الدول الأوروبية الكبرى مستعدة لتقديم عرض لتمديد الموعد النهائي الوشيك لإعادة فرض العقوبات الدولية على إيران وإعادة تفعيل آلية الزناد، مشترطين موافقة طهران على استئناف المحادثات مع واشنطن والتعاون الكامل مع مفتشي الأمم المتحدة النوويين، وفقا لصحيفة "فايننشال تايمز".

على صعيد آخر، أعلن "الحرس الثوري" الايراني مقتل ستة أشخاص وإصابة 22 آخرين جراء هجوم إرهابي على مبنى للقضاء، قائلا في بيان إن ستة أشخاص قتلوا وأصيب 22 آخرون معظمهم من المدنيين بينهم امرأة وطفل في هجوم إرهابي على مبنى القضاء بمدينة زاهدان بمحافظة سيستان وبلوشستان، بينما أعلن مركز المعلومات القضائية في ايران في بيان مقتل ثلاثة إرهابيين في الهجوم كانوا يرتدون أحزمة ناسفة، مشيرا إلى أن أشخاصا مسلحين مجهولين هاجموا مبنى للقضاء في محافظة سيستان بلوشستان جنوب شرق البلاد صباحا، وأفادت وكالة "مهر" الإيرانية بسقوط خمسة قتلى، فيما قالت وكالة "فارس" للأنباء إن ثلاثة من المهاجمين لقوا حتفهم.

وبينما أفاد موقع "حال‌ وَش" الذي يغطي أخبار محافظة سيستان وبلوشستان بأن عددا من المسلحين هاجموا صباحا، مبنى محكمة محافظة سيستان وبلوشستان الواقع في شارع آزادي بمدينة زاهدان الإيرانية، قال شهود عيان إن المهاجمين اقتحموا المبنى واندفعوا مباشرة نحو مكاتب القضاة، ما أسفر عن مقتل وجرح عدد من موظفي المحكمة وعناصر أمنية، ووفقاً للتقارير الأولية، فقد توجه المهاجمون نحو مكاتب وغرف متعددة تعود للقضاة، وفتحوا النار بداخلها.