السبت 02 أغسطس 2025
41°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
أبناء الكويتيات بحاجة إلى الرحمة أكثر
play icon
الافتتاحية

أبناء الكويتيات بحاجة إلى الرحمة أكثر

Time
السبت 26 يوليو 2025
أحمد الجارالله

لأن الكويت بلد الإنسانية، وقد أثبتت ذلك على مدار عقود، ورغم أن تنقية الهوية الوطنية لم تترك الذين سُحبت جنسياتهم من دون حلول، ولأن النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، الشيخ فهد اليوسف، يعمل بتوجيهات القيادة السياسية، بألا يظلم أياً كان، نضع أمام معاليه شكاوى أمهات كويتيات.

معالي النائب الأول، تردنا الكثير عما يقال إنها مظالم لأبناء الكويتيات الذين يعانون من انعدام الفرص أمامهم جراء منعهم من ممارسة أي نشاط، أو مهنة لأنهم بلا جنسية، رغم أنهم ولدوا في الكويت، ومن أم كويتية، وعاشوا وتعلموا في مدارسها، وإذا كان الأب قد توفاه الله، أو طلق زوجته، أو أجبرته الظروف على ترك البلاد، لأي سبب كان، فإن أولاده، الذين يعيشون مع أمهم الكويتية، بلا هوية، ربما بلا رعاية، ولا عمل.

معالي النائب الأول، لا ذنب للأولاد، الذين ولدوا في هذه الظروف، وصحيح أن القانون يمنع تجنيس أبناء المواطنة، بينما تمنح غالبية دول العالم هذا الحق للمرأة، لأنه يعني الاستقرار الاجتماعي، وينعش المنافسة الشريفة، فإن من المهم أن يعيل هؤلاء أنفسهم، وأسرهم، بعمل شريف، وأن يكونوا عوناً لوطن لا يعرفون غيره، والأمهات يردن إتاحة الفرص لأبنائهم.

الكثير من هذه الفئة لديهم شهادات عالية، وبعضهم مهنية تعتبر في الكويت مهمة، وتسعى الدولة إلى استقطاب الأجانب إليها، بينما لديها هؤلاء، الذين يعرفون المجتمع، وينفقون كل دخلهم في البلاد، وأيضاً هم قيمة مضافة.

في الآونة الأخيرة سُحبت الامتيازات الممنوحة لهم، جراء سقوط هويتهم، وكانت هناك تداعيات كثيرة جراء ذلك، ما فاقم أزمتهم المعيشية، لا سيما من لديهم أسر ينفقون عليها، والتزامات وقروض، وأبناء يدرسون في الخارج.

حسناً فعلت الحكومة، بإعادة الامتيازات لمن سحبت جنسياتهم، والسماح لهم بالسفر بجوازاتهم الكويتية، والمطلوب معاملة هؤلاء بالمثل، حتى لو بجوازات محددة المدة، كي يرتبوا أوضاعهم، خصوصاً في ما يتعلق بجنسياتهم، وكذلك السماح لهم ببيع عقاراتهم، أو أعمالهم التجارية، فيما بقي أبناء الكويتيات يعانون، أو السماح لهم بتحويل أملاكم إلى والدتهم الكويتية.

معالي النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، حين أمر رجل العهد بالعمل على إنصاف الناس، فإن سموه انطلق من واقع الثقافة الاجتماعية الكويتية، القائمة على إغاثة الملهوف، فكيف إذا كان هناك ممن ولد على هذه الأرض، ومن أم كويتية، الذي هو في النهاية السند لهذه المرأة العجوز، يعيش في أزمة؟

معروفة الكويت عالمياً أنها دولة رحيمة، إنسانية على كل المستويات، ورغم مسألة محاسبة المزورين الذين عملوا على تخريب الهوية الوطنية، مؤيدة من الجميع، فهي تتعامل معهم بإنسانية، وهذا يعني أن أبناء الكويتيات كذلك لهم الحق في إيجاد الحلول، وهي لا شك موجودة، لإنصافهم.

فالمعهود في الكويت أن صوت الشكوى يسمع، والدولة تعمل بكل طاقتها على تصحيح الأمور، كي لا يكون هناك أي إجحاف، ولقد وجهت القيادة السياسية، وعلى رأسها صاحب السمو الأمير، حفظه الله، الحكومة كافة بالعمل على إحقاق الحق.

معالي الشيخ فهد اليوسف، إن ما تواجهه الأمهات الكويتيات في هذا الشأن، بحاجة إلى عين الرأفة، ويشهد العالم كله للدولة الكويتية بالرأفة بكل من يحتاج إلى المساعدة، خصوصاً المواطنات اللواتي اجتهدن كي يربين أولادهن على الوفاء للكويت، حتى لو لم تكن لديهن جنسية، فالهوية الوطنية انتماء، ووفاء، قبل أي شيء آخر.

آخر الأخبار