"في الديوانية اليوم الجو ما هو ناقص قهر، مع صوت المكيف المخنوق اللي يقول أنا استسلمت من 2020 ، جلسوا الربع يتقهوون، ويحلون على بقلاوة بايته من شهر، وكل واحد منهم ماسك تليفونه كأنه ينتظر اتصال من هيئة الامم، فجاة قال الشايب، وهو يفرك لحيته: يا الربع شفتوا الفيديو اللي طرشته لكم، عن مواطن عربي شريف يرمي زجاجات أكل في البحر عشان توصل لأهل غزة"؟
قال الخبير، وهو يحط السكر في استكانته: "وإذا البحر رجّعها له، وهو يضحكن كمان المعبر مسكر من جهة البحر الأبيض". مع تعالي ضحكات الجميع.
الشايب بكل جدية قال: "يا حبايبي للاسف في زمننا صار البحر فاتح يديه، وصار أحنّ من العرب، لان بني يعرب قافلينها عليهم من فوق وتحت"!
الشاب اخذ نفس طويل وقال: "إيه والله، يمكن توصل قبل عقد قمة الجامعة العربية الجاي".
المعاق اللي دايم ساكت انفجر وقال: "لا حول ولا قوة الا بالله، صرنا نحلم بزجاجة تمرّ، بالوقت اللي فيه الطيارات تسرح وتمرّح في سماهم، وصوت طفلهم ضايع بين ميوعة مواقفنا وقساوة ضمائرنا"!
قام الرجل على حيله، وقال: "إحنا في زمن الحكومات المشغولة بامور ثانوية، ورمي الوعود بالهواء، والشعوب من القهر قامت ترمي الرز والطحين والعدس والسردين بزجاجات بلاستك على الأمواج! الله اكبر، تخيلوا يالربع صرنا نستودع البحر أمانينا، بعد ماسكروا علينا البر والجو"؟
الشايب: "آه يا غزة، حتى البحر حاول يعينك، بينما أهل الدم والعروبة قاعدين يستنكرون ويشجبون، حسبنا الله ونعم الوكيل، في كل من باع وساوم وشارك وسكت، ومن خلال منبرنا هذا اقول: اذا ما قدرنا نساعد بأيدينا، نقدر نساعد بكلمة، بدعوة بصوت عالي، بفضح الجريمة لكسر حاجز الصمت".
المتمولس: "انا لي يومين محيرني سؤال هو: طريق النجاح رمل والا قار"؟
وفي هذه الأثناء رفع على مسامعنا الشيخ زغلول أذان الظهر.
كاتب كويتي
[email protected]