تتعمّق العلاقات الكويتية -المغربية يوماً بعد آخر، مدفوعة بإرادة سياسية راسخة من قيادتي البلدين، ورؤية مشتركة لتعزيز التعاون في مجالات الاقتصاد والاستثمار والتنمية والتبادل القضائي.
وتأتي هذه العلاقات امتداداً لتاريخ طويل من التفاهم والتقارب الأخوي، مدعوماً بمشاريع تنموية، وزيارات رسمية، واتفاقات ثنائية تُؤسس لمرحلة جديدة من التكامل والتنسيق الستراتيجي.
تعد دولة الكويت من أبرز المستثمرين العرب في المملكة المغربية، فقد تجاوز حجم الاستثمارات الكويتية 1.5 مليار دولار حتى عام 2025، تشمل مشاريع متنوعة في مجالات الطاقة، الطرق، الري، ومحطات معالجة المياه، بدعم أساسي من صندوق الكويت للتنمية الاقتصادية العربية، ما يعكس متانة العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين، وحرص الكويت على مواصلة الاستثمار في مشاريع تنموية تسهم في دعم الاقتصاد المغربي وتحقيق التنمية المستدامة فيه.
وفي جانب التعاون القانوني والمؤسسي، شهد شهر فبراير 2025 لقاءً موسعاً بين المجلس الأعلى للسلطة القضائية في المغرب، ووفد رفيع من وزارة العدل الكويتية برئاسة الوزير ناصر السميط، بحضور السفير المغربي لدى الكويت، علي بن عيسى.
وقد ناقش الجانبان سُبل تعزيز التعاون القضائي، وتبادل الخبرات وتدريب الكوادر، تمهيداً لتوقيع مذكرة تفاهم رسمية تعزز التنسيق في هذا المجال الحيوي.
كما شهدت العلاقات الكويتية–المغربية خلال السنوات الأخيرة عدداً من الزيارات الرسمية رفيعة المستوى، عكست عمق التقارب والتنسيق المشترك بين البلدين، وكذلك فعاليات كان آخرها تنظيم سفارة المملكة المغربية بالكويت احتفالاً وطنياً في يوليو 2024 بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لتولي الملك محمد السادس العرش، بحضور رسمي لافت من الحكومة الكويتية، وعدد من السفراء والديبلوماسيين العرب والأجانب. وقد تخلل الحفل إشادة متبادلة بمتانة العلاقات، وتأكيد الجانبين استمرارية العمل المشترك لتوسيع مجالات التعاون، بما يعكس الثقة المتبادلة والطموح المشترك.
تشير البيانات الرسمية حتى عام 2025 إلى تصاعد ملموس في حجم التعاون بين الكويت والمغرب، لا سيّما في المجالات الاقتصادية والتنموية والقضائية.
وعلى الصعيد السياسي، تواصل الكويت تأكيدها الصريح على دعم وحدة المملكة المغربية الترابية، في مواقف متطابقة تعكس الانسجام الكامل في الرؤى والمصالح الستراتيجية.
كما يُنتظر أن تُعقد خلال الفترة المقبلة اللجنة العليا المشتركة الكويتية–المغربية لتفعيل عدد من الاتفاقيات الثنائية، وتوسيع التعاون ليشمل مجالات جديدة مثل النقل، التكنولوجيا، والتعليم العالي.
تؤكد المعطيات السياسية والاقتصادية أن العلاقات الكويتية -المغربية تسير بخطى ثابتة نحو شراكة ستراتيجية أوسع، قوامها الثقة والاحترام المتبادل، والمصالح المشتركة.
العلاقات بين دولة الكويت والمملكة المغربية ليست وليدة اللحظة، بل هي علاقة تاريخية متجذرة في الأصالة، تجددت في العقود الأخيرة بفضل حكمة القيادتين ورغبة البلدين في بناء مستقبل مشترك.
ومع دعم اقتصادي فاعل، وزيارات سياسية مؤثرة، واتفاقات مؤسسية راسخة، تبدو هذه العلاقة نموذجاً يحتذى به في العمل العربي المشترك.
كاتب مصري