الولايات المتحدة: توترات سورية "زادت مؤخراً" لكنها في طريقها إلى التسوية

دمشق، باريس، عواصم - وكالات: أكد المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف أن التوترات في سورية زادت مؤخرا، لكنه شدد في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" بعد ساعات من إعلانه عن اتفاقيات جديدة ستبرم في المنطقة، على أن تلك التوترات في طريقها للتسوية بالفعل، كما جاءت تصريحات المبعوث الأميركي بعيد اللقاء الذي جمع في باريس وفدين من سورية وإسرائيل بوساطة أميركية، إذ أوضح مصدر ديبلوماسي سوري أن الاجتماع تطرّق إلى إمكانية تفعيل اتفاقية فضّ الاشتباك واحتواء التصعيد بين البلدين، دون أن يسفر عن اتفاقات نهائية، بل كان عبارة عن مشاورات أولية تهدف إلى خفض التوتر وإعادة فتح قنوات التواصل، مشيرا إلى أن لقاءات أخرى ستعقد مستقبلاً، وفق ما نقله التلفزيون السوري الرسمي.

وبحسب المصدر الديبلوماسي، فقد شدّد الوفد السوري خلال اللقاء على أن وحدة وسلامة وسيادة الأراضي السورية مبدأ غير قابل للتفاوض، وأن السويداء وأهلها جزء أصيل من الدولة السورية، لا يمكن المساس بمكانتهم أو عزلهم تحت أي ذريعة، وتمّ الاتفاق في ختام اللقاء على عقد لقاءات جديدة خلال الفترة المقبلة، بهدف مواصلة النقاشات وتقييم الخطوات التي من شأنها تثبيت الاستقرار واحتواء التوتر في الجنوب، بينما نقلت قناة "الإخبارية السورية" الرسمية عن المصدر الديبلوماسي إن دمشق حملت تل أبيب خلال الاجتماع مسؤولية التصعيد في محافظة السويداء، وكشفت القناة "13" العبرية الخاصة أن اللقاء جرى بمشاركة وزير الشؤون الستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر ووزير الخارجية السوري أسعد الشيباني وحضور المبعوث الأميركي إلى سورية توماس باراك.

في غضون ذلك، أعلن الدفاع المدني السوري إجلاء 366 شخصا كانوا عالقين في منازلهم في مدينة السويداء بسبب التوترات الأمنية في المحافظة، قائلا إن غالبية الأشخاص الذين تم إجلاؤهم أطفال ونساء، مشيرا إلى أن عملية الإجلاء تمت من الممر الإنساني في بصرى الشام ليل أول من امس، مضيفا أنه جرى نقلهم إلى مراكز الإيواء المؤقت في ريف درعا، لافتا إلى أنه جرى تأمين خروج عائلات راغبة بالخروج من محافظة السويداء واستقبلتهم فرق الدفاع المدني من معبر بصرى الشام الإنساني إلى الجهة التي تختارها أو إلى مراكز الإيواء المؤقتة في ريف درعا، كاشفا أن إجمالي الاشخاص الذين جرى إجلاؤهم من السويداء حتى ليل أول من امس بلغ ثلاثة آلاف و227 شخصا، إضافة إلى 20 جريحا و34 جثمانا. على صعيد آخر، تسلّم الرئيس السوري أحمد الشرع النسخة النهائية من النظام الانتخابي المؤقت الخاص بمجلس الشعب، حيث وجه المسؤولين بمواصلة التقدّم في هذا المسار، بما يضمن إجراء مشاركة شاملة تعبر عن إرادة الشعب السوري، وفق منشور للرئاسة السورية على منصة "إكس"، وقال رئيس اللجنة محمد طه الأحمد إن العمل جار لإعداد مسودة نظام انتخابي مؤقت يضمن التمثيل دون إقصاء، ويوازن بين الكفاءة والتمثيل المجتمعي، مضيفا أن التشكيلة المقترحة لمجلس الشعب ستضم 70 بالمئة من الكفاءات، و30 بالمئة من الوجهاء والأعيان، مشيرا إلى أن الانتخابات ستُجرى في جميع المحافظات السورية "قدر الإمكان".