- نقف إلى جانب الكويت في مبادراتها الخليجية ونثمّن نهجها الحكيم
- العلاقة بين باكستان والكويت أساسها الروابط الأخوية الراسخة والاحترام المتبادل والقيم المشتركة
- 193 مليون دولار صادرات باكستان إلى الكويت خلال عام... و1٫5 مليار دولار واردات كويتية
- 100 ألف شخص تعداد الجالية الباكستانية في الكويت ومعروفون بانضباطهم وإخلاصهم في العمل
- برامج مرتقبة بين جامعات الكويت وباكستان في الطب والهندسة والتكنولوجيا والبحث العلمي
فارس غالب
كشف السفير الباكستاني لدى البلاد د.ظفر إقبال عن مباحثات جارية بين بلاده والكويت لإقامة خط شحن بحري مباشر بين ميناء جوادر الباكستاني وميناء مبارك الكبير، مؤكدا أن مثل هذا المشروع من شأنه تقليص وقت الشحن وخفض الكلفة، وتعزيز مكانة الكويت كمركز لوجستي إقليمي.
ربط لوجستي
وأشار في لقاء مع "السياسة" إلى أن باكستان تعمل على تعزيز الربط اللوجستي بين البلدين، في إطار دعم الأمن الغذائي وتنويع سلاسل التوريد، موضحا أن بلاده تمتلك موارد زراعية وصناعية تجعلها شريكا ستراتيجيا للكويت.
وأكد أن صادرات باكستان إلى الكويت بلغت نحو 193 مليون دولار خلال الفترة من يوليو 2024 إلى يونيو 2025، في حين تجاوزت الواردات من الكويت 1.5 مليار دولار، وتتركز في المنتجات البترولية والكيماويات.
وأوضح إقبال أن عدد الجالية الباكستانية في الكويت يقدّر بنحو 100 ألف شخص، وهم معروفون بانضباطهم وإخلاصهم في العمل في قطاعات مثل الصحة والتعليم والبناء والخدمات، لافتا الى أن هناك إمكانيات كبيرة للتعاون الأكاديمي بين جامعات البلدين، وفيما يلي تفاصيل اللقاء:
العلاقات السياسية
كيف تقيّمون طبيعة العلاقة السياسية الحالية بين الكويت وباكستان؟ وهل هناك تواصل مباشر منتظم بين القيادتين؟
تتسم العلاقة بين باكستان والكويت بروابط أخوية راسخة، واحترام متبادل، وقيم مشتركة، وتحافظ قيادتا البلدين على تواصل وثيق وتبادل منتظم للرسائل حول القضايا ذات الاهتمام المشترك. وخلال الأشهر الماضية، جرت اتصالات عدة على مستوى رئيس الوزراء ووزير الخارجية، ما يسهم في تعزيز العلاقات الثنائية من خلال هذه اللقاءات الرفيعة المتكررة.
هل تعمل باكستان مع الكويت في قضايا الأمن المشترك، لا سيما في ضوء التحديات الإقليمية مثل الإرهاب والاتجار بالبشر؟
ـ نعم، تشترك باكستان والكويت في القلق تجاه الأمن الإقليمي والعالمي، ونحن نعمل معا لمواجهة التحديات العابرة للحدود، ويؤمن الطرفان بأهمية تعزيز التعاون المؤسسي وتبادل المعلومات الاستخباراتية لما فيه مصلحة البلدين ووفقًا للمعايير الدولية.
التوترات الإقليمية
ما موقف باكستان من التوترات الإقليمية؟ وما الدور الذي يمكن أن تلعبه إسلام أباد كقوة نووية تتمتع بعلاقات متوازنة مع "الخليجي" وإيران؟
تؤمن باكستان إيمانا راسخا بمبادئ التعايش السلمي والاحترام المتبادل والحوار، ونحن ندعو باستمرار إلى خفض التصعيد والانخراط الديبلوماسي كأفضل طريق لحل التوترات في منطقة الخليج.
وبصفتنا صديقا موثوقا للكويت ودول الخليج الأخرى، فإننا نقف إلى جانب المبادرات الكويتية الرامية إلى رأب الصدع وتعزيز الوحدة الخليجية، ونثمّن النهج الحكيم الذي تتبعه الكويت بقيادة سمو أمير البلاد.
جهود الوساطة
كيف تنظرون إلى جهود الكويت في الوساطة الإقليمية؟ وهل ترون باكستان شريكا محتملا في جهود الأمن الإقليمي؟
لطالما تميزت الكويت بكونها منارة للسلام والاعتدال والديبلوماسية، وقد بذل سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد جهودا مشهودة في الوساطة وتعزيز الانسجام في المنطقة، كما تدعم باكستان هذه المبادرات بالكامل، وتعتبر نفسها شريكا طبيعيا في أي مساعٍ تهدف إلى ضمان السلام والازدهار في المنطقة.
التبادل التجاري
كم يبلغ حجم التبادل التجاري الحالي بين البلدين؟ وما أبرز السلع والخدمات التي يركز عليها الجانبان؟
بلغ حجم صادرات باكستان إلى الكويت خلال الفترة من يوليو 2024 إلى يونيو 2025 نحو 193 مليون دولار، وهو ارتفاع ملحوظ مقارنة بالعام السابق. وتشمل الصادرات المنتجات الغذائية، والمنسوجات، والأدوات الجراحية، والمنتجات الجلدية. أما الواردات من الكويت فتتركز في المنتجات البترولية والكيماويات، وقد تجاوزت قيمتها 1.5 مليار دولار خلال العام المالي المنصرم.
المشاريع الاستثمارية
هل هناك مشاريع استثمارية باكستانية في الكويت أو كويتية في باكستان حاليًا؟ وما العقبات التي تواجه المستثمرين الكويتيين؟
نعم، تواصل الشركات الباكستانية ترسيخ وجودها في الكويت، لا سيما في قطاعات الخدمات والأغذية والتجزئة. ومن الجانب الآخر، كانت الكويت دائمًا شريكًا استثماريًا موثوقًا في باكستان، ومن الأمثلة على ذلك شركة الاستثمار الباكستاني-الكويتي (PKIC). كما أن شركات كويتية كبرى مثل KUFPEC، وإنرتك، وعدد من شركات التكنولوجيا المالية والبنية التحتية تستثمر حاليًا في الاقتصاد الباكستاني أو تدرس فرصًا جديدة.
ولتسهيل الاستثمار الأجنبي، أنشأت الحكومة الباكستانية مجلس تيسير الاستثمار الخاص (SIFC) لتوفير منصة شاملة تُسرّع الإجراءات وتزيل المعوقات وتقدم دعماً مباشراً في قطاعات مثل الزراعة والطاقة وتكنولوجيا المعلومات والتعدين، ونؤكد ترحيبنا الكامل بالاستثمار الكويتي في باكستان.
شريك ستراتيجي
كيف يمكن للكويت الاستفادة من الموارد الزراعية والصناعية الباكستانية؟
تمتلك باكستان أراضي زراعية خصبة وقاعدة صناعية متطورة تجعلها شريكا ستراتيجيا لدعم جهود الكويت في تحقيق الأمن الغذائي وتنويع سلاسل التوريد. ويمكننا توفير منتجات غذائية طازجة، وأرز، وبقوليات، بالإضافة إلى اللحوم الحلال المجمّدة والمبرّدة، وهناك أيضًا إمكانية تصدير الأغنام الحيّة إلى الكويت.
خط شحن
ونعمل على تعزيز الربط اللوجستي بين البلدين، وهناك مباحثات بشأن إقامة خط شحن بحري مباشر بين ميناء جوادر وميناء مبارك الكبير. مثل هذا المشروع من شأنه تقليص وقت الشحن وخفض الكلفة، وتعزيز مكانة الكويت كمركز لوجستي إقليمي.
الجالية الباكستانية
كم يبلغ عدد الجالية الباكستانية في الكويت؟ وكيف تقيمون وضعهم؟
يبلغ عدد الجالية الباكستانية في الكويت قرابة 100 ألف شخص، وهم معروفون بانضباطهم وإخلاصهم في العمل ومساهمتهم في قطاعات متعددة، منها الصحة والتعليم والبناء والخدمات ونعبّر عن امتناننا للقيادة الكويتية على الرعاية التي توليها لهذه الجالية.
نزاعات العمالة
هل تواجه الجالية الباكستانية تحديات؟ وكيف تتعاملون معها؟
نعم، رغم اندماج الغالبية بشكل إيجابي، إلا أن بعض التحديات مثل نزاعات العمل أو مسائل الإقامة قد تظهر أحيانًا، ونحن على تنسيق دائم مع وزارة الداخلية والهيئة العامة للقوى العاملة لمعالجة هذه القضايا وحماية مصالح المواطنين.
هل تتابعون أوضاع العمالة وتنسقون مع السلطات الكويتية بشأنها؟
بالتأكيد، السفارة على تواصل دائم مع الجهات الكويتية المعنية لضمان ظروف عمل عادلة وحماية قانونية للعمالة الباكستانية. ونشكر السلطات الكويتية على تعاونها.
كيف تصفون مستوى التبادل الثقافي والأكاديمي بين البلدين؟
لدى البلدين تاريخ طويل في التبادل الثقافي والتعليمي، في السابق، درس العديد من الكويتيين في الجامعات الباكستانية، خصوصًا في مجالات الطب والهندسة، ونحن نرحب بعودة هذه التبادلات، ونشجع الطلاب الكويتيين على الاستفادة من مؤسساتنا الأكاديمية عالية المستوى. كما نعمل على توسيع فرص دراسة الطلاب الباكستانيين في الكويت.
هل لديكم مبادرات لنشر اللغة الأردية أو الثقافة الباكستانية في الكويت؟
نعم، دعمت السفارة عدة مبادرات في هذا الإطار، مثل الفعاليات الثقافية، ودروس اللغة الأردية، والأنشطة المدرسية، ونتطلع إلى توسيع هذا التعاون بدعم من المؤسسات الكويتية.
التعاون البحثي
ما مدى إمكانية التعاون بين الجامعات في مجال البحث العلمي والتكنولوجيا؟
هناك إمكانيات كبيرة للتعاون الأكاديمي في مجالات الهندسة، وتكنولوجيا المعلومات، والطب، والزراعة. ونحن نأمل بإطلاق برامج بحثية مشتركة وتبادل أعضاء هيئة التدريس.
القضية الفلسطينية
ما موقف باكستان من التطورات الجارية في فلسطين؟ وهل هناك تنسيق مع الكويت في إطار منظمة التعاون الإسلامي؟
باكستان تدعم بشكل ثابت حقوق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وتدعو إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف. ونحن نثمّن الموقف الكويتي الداعم لفلسطين، ونتعاون معًا داخل منظمة التعاون الإسلامي لتوحيد المواقف الإسلامية وتحقيق العدالة.
كيف ترون مستقبل العمل الإسلامي المشترك في ظل الانقسامات السياسية بين بعض الدول الإسلامية؟
الوحدة بين الدول الإسلامية ضرورية، ورغم الاختلافات، فإن القيم المشتركة والتحديات الموحدة تتطلب مزيدًا من التعاون، ونعتبر أن القيادة الكويتية المتزنة تمثل بارقة أمل في تحقيق صوت إسلامي موحّد على الساحة الدولية.
شكاوى الجالية
كيف تتعامل السفارة مع شكاوى الجالية؟ وهل هناك منصة إلكترونية موحدة؟
نعم، قمنا بتحديث الخدمات القنصلية عبر أنظمة المواعيد، وخطوط الاتصال، ووسائل التواصل الاجتماعي، والبريد الإلكتروني، كما يمكن للجالية تقديم شكاوى عبر بوابات رسمية مثل بوابة شكاوى الباكستانيين بالخارج، ومؤسسة الباكستانيين في الخارج، وتطبيق المواطن الباكستاني.
كيف ترون مستقبل العلاقات الكويتية-الباكستانية في ظل التغيرات العالمية؟
المستقبل واعد، والشراكة بين بلدينا ستنمو في مجالات الطاقة، والتجارة، والتعليم، والصحة، والأمن الغذائي، وتطوير الموارد البشرية، فالكويت تملك الرؤية والموارد، وباكستان تملك الكفاءات والإمكانات.
ما رسالتكم إلى القيادة والشعب الكويتي؟
أرفع أسمى آيات التقدير والاحترام إلى سمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد، وإلى القيادة الحكيمة، والشعب الكويتي الكريم، فباكستان تنظر إلى الكويت كشريك في الإيمان والرحمة، وصديق لهم في السعي نحو السلام والتنمية. وباسم أكثر من 240 مليون باكستاني، نؤكد اعتزازنا بالعلاقة التاريخية الوثيقة، ونتطلع إلى مستقبل مشترك مبني على القيم والثقة المتبادلة.