الاحتلال يعرقل المساعدات... وجهود قطرية- مصرية لفتح 4 ممرات آمنة... وشهداء التجويع 147 بينهم 88 طفلاً
غزة، عواصم - وكالات: دعا رئيس حركة "حماس" في قطاع غزة وعضو مكتبها السياسي خليل الحية، الشعوب المجاورة، للزحف نحو قطاع غزة وحصار سفارات الاحتلال الإسرائيلي لكسر الحصار عن القطاع، موجها في كلمة مصورة ليل أول من أمس، النداء للعلماء والشعوب العربية والإسلامية "بألا يتركوا غزة تموت جوعاً"، داعياً دول ومكونات الأمة العربية والإسلامية إلى قطع أشكال العلاقات السياسية والديبلوماسية والتجارية كافة مع تل أبيب.
وطالب الحية جماهير الأمة بـ"التعبير عن الغضب بكل الوسائل"، داعياً شعوب الدول المجاورة لفلسطين إلى الزحف نحو غزة براً وبحراً، ومحاصرة السفارات الإسرائيلية، وتفعيل المقاطعة الاقتصادية والسياحية، ووجه نداء لعلماء الأمة داعياً إياهم "لأخذ دورهم الحقيقي في قيادة الجماهير لمواجهة العدو المجرم"، مؤكدا بشأن المحادثات غير المباشرة مع الاحتلال أن "حماس" أبدت أقصى درجات المرونة خلال 22 شهراً من العدوان، كاشفا أن تل أبيب تصر على أن تبقى آلية المساعدات التي حولتها لـ"مصائد الموت" وعلى أخذ منطقة واسعة من رفح لإقامة منطقة عزل للنازحين، تمهد الطريق لعملية التهجير، معتبرا أنه لا معنى لاستمرار المحادثات تحت الحصار والإبادة والتجويع، معتبرا "إدخال الغذاء والدواء فوراً وبطريقة كريمة لشعبنا التعبير الجدي والحقيقي عن جدوى استمرار المحادثات"، واصفا عمليات الإنزال الجوي لمساعدات محدودة بـ"المسرحيات الهزلية"، لافتاً إلى أنها لا تعدو عن كونها دعاية للتعمية على الجريمة، مدللا بأن كل خمس عمليات إنزال جوي تساوي شاحنة صغيرة.
ووجّه الحية نداءً إلى شعبي مصر والأردن، قائلاً "لا تتركوا غزة تموت جوعاً على أبوابكم، فمعبر رفح بات معبراً للموت"، مشيدا بالمبادرات الشعبية والعسكرية الداعمة لغزة، لا سيما من اليمن وتونس والجزائر وليبيا ومسيرات السفن البرية والبحرية لكسر الحصار، قائلا إن شعبنا الفلسطيني يشعر بحالة كبيرة من الخذلان، مخاطبا الأمة العربية والإسلامية لتحمل مسؤولياتها، قائلاً "أما آن الأوان لتتحرك الأمة عملياً لكسر الحصار عن غزة لإيصال الطعام والماء والدواء لأهلكم وإخوانكم"، مضيفا أن "فلسطين تناديكم. غزة وأهلها يناشدون فيكم نخوة العرب وأصالة الإسلام وينتظرون منكم فعلاً لا قولاً فالصمت اليوم جريمة".
في غضون ذلك، كشفت مصادر خاصة أن الوسطاء المصريين والقطريين يواصلون جهودهم لإقرار سلسلة من التفاهمات الإنسانية بهدف تخفيف المعاناة المدنية وتسهيل وصول المساعدات لغزة، وبحسب المصادر، يعمل الوسيطان على تأمين أربعة ممرات إنسانية تتيح تنقّل المدنيين وتوزيع المساعدات، كما تم التوصل إلى تفاهم مبدئي مع الاحتلال الإسرائيلي يقضي بعدم استهداف نقاط توزيع المساعدات أو المدنيين المتواجدين في محيطها، مشيرة إلى أن مفاوضات جارية لتمديد الهدنة الإنسانية التي جُرّبت لساعات محدودة، لتشمل فترة أولية مدتها 72 ساعة، مع إمكانية التمديد لاحقاً.
وذكرت المصادر أن الوسطاء طالبوا بالسماح بدخول نحو خمس شاحنات وقود يومياً إلى مستشفيات القطاع، بالإضافة إلى مقترحات لوقف تحليق الطيران الحربي والمسيّر فوق المناطق السكنية خلال ساعات محددة من اليوم، كما يُعمل، بحسب المصادر، على خطة لإنشاء نقاط توزيع مساعدات مجهّزة بشكل أفضل وتحديد آلية جديدة لتوزيع المساعدات تهدف إلى الحد من التكدس وضمان وصولها إلى أكبر عدد ممكن من المحتاجين، مضيفة أن هناك جهوداً لتنسيق دخول نحو 150 شاحنة مساعدات يومياً إلى القطاع لمدة أسبوع، مع بحث إمكانية تخفيف الإجراءات الإسرائيلية المتعلقة بعمليات التفتيش.
من جانبها، أعلنت وزارة الصحة في غزة تسجيل 14 وفاة جديدة بينهم طفلان خلال الـ24 ساعة الماضية، نتيجة المجاعة وسوء التغذية، ما يرفع إجمالي الوفيات إلى 147 حالة، من بينهم 88 طفلاً، بينما حذر مدير مجمع الشفاء الطبي محمد أبو سلمية، من أن المجاعة دخلت مرحلة خطيرة، قائلا إن المساعدات التي وصلت لا تكفي، واصفاً إياها بأنها مجرد "ذر للرماد في العيون"، مشيرا إلى أن المصابين والمرضى يعانون من سوء تغذية شديد يهدد حياتهم، موضحاً أن نقص حليب الأطفال، وتراجع قدرة الأمهات على الإرضاع الطبيعي، يشكل خطراً حقيقياً، مؤكدا أن الأطفال تحولوا إلى هياكل عظمية، محذراً من أن الجوع الحاد اجتاح مناطق القطاع كافة، ما ينذر بارتفاع كبير في أعداد الوفيات وأن سوء تغذية الأطفال سيترك آثاراً طويلة الأمد على جيل كامل.
وبينما ندد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك بالمأساة اليومية التي وصفها بأنها "غير قابلة للوصف" في كل من غزة والضفة الغربية، قائلا إن غزة أصبحت مشهداً بائساً للهجمات المميتة والدمار الكامل، معربا عن غضبه الشديد، مؤكداً مقتل نحو 300 موظف أممي خلال أدائهم لمهامهم الإنسانية، حذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" من تفاقم أزمة سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة.
السيسي يناشد ترامب وقف الحرب وإدخال المساعدات
القاهرة، عواصم - وكالات: ناشد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أمس، نظيره الأميركي دونالد ترامب، وقف الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة وإدخال المساعدات للقطاع، قائلا في كلمة متلفزة "أوجه نداء خاصا للرئيس ترامب لأن تقديري الشخصي لإمكانياته ومكانته بأنه القادر على إيقاف الحرب، لذا أطالبه ببذل كل الجهد لوقف الحرب في غزة وإدخال المساعدات وأتصور أن الوقت حان لإنهاء الحرب"، مضيفا أن الظروف داخل قطاع غزة مأساوية والأمر أصبح لا يطاق ولابد من دخول أكبر كم من المساعدات الغذائية والطبية وكل ما يمكن في إنهاء المعاناة للفلسطينيين، مشددا على أن مصر تقوم بدور مخلص وأمين وشريف في إيصال المساعدات لقطاع غزة وسيستمر ولن يتغير، وحريصة على إيجاد حلول لإنهاء الحرب، مؤكدا حرص مصر على المشاركة الإيجابية مع قطر وأميركا لإيقاف الحرب وإدخال المساعدات والإفراج عن الرهائن.