الأربعاء 06 أغسطس 2025
38°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
يجب إنهاء المتاجرة بالقضية الفلسطينية
play icon
الافتتاحية

يجب إنهاء المتاجرة بالقضية الفلسطينية

Time
الاثنين 28 يوليو 2025
أحمد الجارالله

مشاهد الجوعى في غزة لا تُطاق، والقتل الجماعي والتدمير الممنهج، أيضاً، ولا يمكن لعاقل إلا كان عليه أن يحسب تداعيات عملية ما سمي "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر عام 2023، قبل البدء فيها، فمن غير المنطقي أن من يفعل ذلك، ومن يعرف الوحشية الاسرائيلية، الإقدام على ذلك.

منذ العام 1948، كانت القضية الفلسطينية محور الخسارات، لأن المقاربات العربية لم تكن منطقية، بل قامت على رد الفعل غير المدروس، لهذا ما جرى بعد صدور قرار التقسيم، هو أن الجميع، فلسطينيين ومعهم العرب، اعتقدوا أن العالم بعد الحرب العالمية الثانية لم يتغير كثيراً، ولذا ثمة حسابات أخرى كان لا بد من التعاطي معها بوعي، خصوصاً أن أوروبا كانت تحاول غسل عار النازية، بتحقيق "وعد بلفور"، بينما العرب كانوا في "دنيا غير الدنيا".

رغم ذلك، خاضوا ثلاث حروب، وقد هزموا فيها، بينما الرابعة (حرب أكتوبر عام 1973)، وكما قال الرئيس أنور السادات، رحمه الله: "كانت حرب تحريك من أجل إجلاس الجميع إلى الطاولة"، ومنها بدأت رحلة السلام المصرية - الاسرائيلية، التي قامت على أساس حكم ذاتي فلسطيني، كمقدمة لدولة مستقلة، لكن ماذا كانت النتيجة؟

انقسم العرب بين مخون للسادات، ومؤيد لهذا المسعى، إلا أن العنتريات انتصرت، فجرى نقل جامعة الدول العربية من القاهرة إلى تونس، وقاطعت الغالبية مصر، كما دخلت على الخط المنظمات الفلسطينية التي نادت بـ"التحرير"، لكن الهدف كان غير ذلك، فهي حاولت ابتزاز العرب، بينما كان يزيد الغبن عند سكان المخيمات، وعانى من بقي في أرضه الويلات، من قمع وقتل وتهجير.

يومذاك، زادت "الثورة الإيرانية" الطين بلة رافعة شعار "تحرير القدس"، الذي جعلت منه طهران حصان طروادة للتوسع عربياً، بعد أن أسست جماعات تابعة لها، كـ"حزب الله" ومن ثم "الحوثيين"، و"الحشد الشعبي"، وجماعات فلسطينية، كـ"الجهاد الإسلامي"، و"حماس"، وكلها لم تخدم القضية الفلسطينية، ولا أهل الأرض، لذا شهدنا الكثير من الحروب في قطاع غزة تحديداً، وكلها كانت البادئة فيها المنظمات التي يقودها سكان الفنادق الفخمة في الخارج، الذين يستثمرون في الدم الغزاوي.

لو كانت تلك الجماعات، المحتكرة قرار أهل غزة، قبلت بالانضمام إلى منظمة التحرير الفلسطينية، وعملت على توحيد كلمتها، وقبلت في العام 2007 بالانتخابات، وانضمت إلى السلطة الوطنية، لكانت وفرت الكثير من العذاب، ليس على أهل غزة فقط، بل على الفلسطينيين، فيما تعمل اسرائيل، والمؤيدة دولياً، اليوم، على ضم الضفة الغربية، بعدما دمرت قطاع غزة، وقتل ما يزيد على 53 ألف مدني، معظمهم من الأطفال والنساء.

لا بد من قول كلمة حق: إن المحامين عن هذه القضية تدثروا بثوب الحمل، بينما كانوا ثعالب يعملون على إرضاء نزواتهم، لهذا فإن ما يجري حالياً من قتل وتجويع، يشيح العالم نظره عنه، لأنه لن يقبل بأن تكون هناك جماعات مدرجة على قائمة الإرهاب هي من تقود سلطة أمر واقع في غزة، أو في عموم فلسطين.

لهذا، على "حماس" ومعها "الجهاد الإسلامي" أن تقبلا بالسلطة الوطنية، إذا كانتا تريدان إنهاء المأساة، ووقف الجوع والقتل، وخير دليل تصريح وزير الخارجية الأميركي مارك روبيو: "إن العالم متفق على أن ما تفعله حركة "حماس" مقزز، وعلينا أن نعاملهم كوحوش".

أخيراً، لا بد من محاكمة كل من "الجهاد الإسلامي" و"حماس" اللتين اغتصبتا السلطة بالدجل وغسل الأدمغة منذ عام 2007، ودمرتا القضية الفلسطينية، فيما كان قادتهما يكدسون الأموال، بزعم "التحرير".

آخر الأخبار