السبت 02 أغسطس 2025
42°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
ذاكرة الغزو  وذكرى الشهداء!
play icon
كل الآراء

ذاكرة الغزو وذكرى الشهداء!

Time
الثلاثاء 29 يوليو 2025
لواء م. فيصل مساعد الجزاف
بوضوح

كل عام، في ذكرى الثاني من أغسطس، لا نسترجع حدثاً عابراً، بل نتوقف أمام جرحٍ لا يزال ينّزُ، فالذكرى ترش الملح على الجرح، ففي ذاكرة الغزو، ثم التحرير، ثم انتظارٌ لا يزال قائماً.

منذ 34 عاماً، ولا يزال بيننا آباء، وأمهات، وأبناء وإخوة، ينتظرون رفات من غابوا في سبيل الوطن.

إنّ قضية الشهداء ليست ملفاً إنسانياً فقط، بل هي أولوية وطنية وسيادية، يجب أن توضع في صدارة العمل الحكومي والشعبي. لا يليق أن تُدار بمنطق "الفرصة المتاحة"، بل ينبغي إعادة هندسة التعامل معها كقضية مركزية، تتطلب فرق بحث محترفة، وخطة دقيقة، وإرادة حاسمة، وسقفاً زمنياً واضحاً.

نحن ندرك حجم التحديات التي واجهت هذا الملف، طوال العقود الماضية، وندرك كذلك أن التراكم الزمني لا يعني طيّ الصفحة، بل يعني أن الوقت حان لغربلة الأداء، وضخ طاقات جديدة ومؤهلة، وإعادة التفاوض مع المعنيين بشفافية وحزم، حتى لا يبقى مصير الشهداء معلّقاً، ولا تبقى كرامة ذويهم أسيرة الانتظار.

وفي المقابل، نستذكر في هذا اليوم وحدة الشعب الكويتي، وصموده، ودماء أبنائه التي روت أرض الوطن دفاعاً عن الكرامة والسيادة، فتحية إجلال لكل شهيد وشهيدة، وتقدير صادق لكل من خدم هذه القضية بإخلاص، من لجان وأفراد، ومؤسسات.

يبقى تحرير الكويت درساً في الإرادة الوطنية، لكن اكتمال هذا الدرس لا يتحقق إلا حين يعود كل شهيد إلى أرضه، وعلينا الاستفادة من حالة التعافي التي تشهدها علاقتنا مع أركان الحكم في الجمهورية العراقية، وعدد من رموزه الوطنية لطي هذا الملف بأمانة، وعدالة، ووفاء.

آخر الأخبار