السبت 02 أغسطس 2025
42°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
حتى يتعلم الأسد الكتابة ستُمجِّد كل قصة الصياد
play icon
الأخيرة

حتى يتعلم الأسد الكتابة ستُمجِّد كل قصة الصياد

Time
الأربعاء 30 يوليو 2025
أحمد الجارالله
  • ابن آوى المستهتر حاول النيل من ملك الغابة لكنه فشل
  • صعوده الصخرة لم يغير مكانته وبقي "حرامي دجاج"
  • أصعد الصخرة أم شجرة أم أبقى في القاع فالغابة تعرفني
  • ازدواجية المعايير تجعل القتل رياضة والاحتلال تحرُّراً
  • آخر صيحة الموضة الأخلاقية أن تعتذر له بعد قتله

كان أسد يصعد يومياً على صخرة، وهي الوحيدة الموجودة في الغابة، يتفقد الحيوانات من فوقها، لذا كانت محجوزة له فقط، فلا أحد يصعد عليها، كان الجميع يهابون ويحترمون ملك الغابة.

وكان هناك ابن آوى، مستهتراً ولا شغل له، ودائما يراقب الأسد.

وفي يوم من الأيام، قرر أن يقف في مكان الأسد على الصخرة،

وبالفعل، وقف أعلاها، وعرفت الحيوانات أن الـ"واوي" استهتر كثيراً، فلم تتكلم عليه، لأنها قالت: "هذا حرامي دجاج".

ولما وصل الأسد، نظر إلى الواوي، وأيضا لم يكلمه، وقال في خلده: "لن أجعل عقلي بعقله".

لم يهدأ ابن آوى، وصار ينظر إلى الأسد باستهزاء، وقال له: "أرى أنك اليوم بقيت في الأسفل، ولم تصعد على الصخرة".

فجاوبه ملك الغابة وقال له: "اسمع أيها الواوي.. أنا أصعد على الصخرة، أم على شجرة، أبقى في القاع، كل الغابة تعرفني أنني أسد، لكن أنت أين تصعد أو تذهب، تبقى واوي وحرامي دجاج".

الخلاصة: الناس تعرفك من أنت، وتعرف ما هو أصلك، ويبقى حرامي الدجاج معروفاً.

* * *

قتل النمر رياضة

عندما يريد رجل قتل نمر يسميها هواية، وعندما يريد النمر قتله يسميها وحشية، بهذه العبارة اللاذعة يسلط جورج برنارد شو ضوءاً ساخراً على أخلاقيات مصنوعة من أنانية البشر، لا يتحدثون عن النمر، بل عن منطق القوة المقنّع بالأخلاق، عن ازدواجية المعايير التي تجعل القتل رياضة، إن صدر عن الإنسان، وجريمة إن صدرت عن غيره.

الرجل هنا لا يصطاد من أجل النجاة، بل من أجل المتعة، ويُجمِّل ساديته بتسميات ناعمة، كالهواية والرياضة.

برنارد شو لا يكتب هنا عن النمور، بل عنا جميعاً، نحن هواة تغليف الجريمة بورق "هدايا"، فنسمي غزو الشعوب تحريراً، وقتل الأبرياء دفاعاً عن النفس، ونلصق الوحشية بكل من لا يملك "مايكروفون".

النمر للأسف لم يتعلم العلاقات العامة، ولا يجيد تبييض صورته في الإعلام، لذا يقتل النمر مرتين، مرة بالرصاص ومرة باللغة، ومن يدري ربما آخر صيحة في الموضة الأخلاقية هي أن تعتذر له بعد قتله، لكن بشرط أن تفعلها أمام الكاميرا، وهناك مثل أفريقي يقول "حتى يتعلم الأسد الكتابة، ستُمجّد كل قصة الصياد".

* * *

سأل الحمار الأسد ألست كبير الغابة، فأجاب الأسد "بلى، ماذا حدث؟"،

قال الحمار لقد اعتاد النمر على ضربي كلما رآني بعد أن يسألني: "لماذا لا تعتمر القبعة، لماذا يضربني، ثم أي قبعة تلك التي علي أن أعتمرها"؟

فقال الأسد: "اترك لي الموضوع"، وعندما التقى الأسد والنمر، سأله ما هو موضوع القبعة تلك، فأجاب النمر مجرد سبب لكي أضربه، فقال ملك الغابة: "ابحث عن سبب وجيه، مثلاً، اطلب منه إحضار تفاحة، إذا أحضرها صفراء اصفعه، وقل له لماذا لم تأت بها حمراء، وإذا أحضرها حمراء اصفعه، وقل له لماذا لم تأت بها صفراء... وهكذا".

في اليوم التالي طلب النمر من الحمار إحضار تفاحة، فذهب الحمار، وأحضر له تفاحتين، واحدة حمراء والأخرى صفراء، عندئذ تمتم النمر قائلا: "أين القبعة؟" وضرب الحمار مرة أخرى!

فالظالم لا يحتاج إلى سبب، بل يبحث عن ذريعة ليبرر ظلمه.

آخر الأخبار