السبت 02 أغسطس 2025
42°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
يا وزير الإعلام... مغنية الحي لا تطرب
play icon
كل الآراء

يا وزير الإعلام... مغنية الحي لا تطرب

Time
الأربعاء 30 يوليو 2025
حسن علي كرم

لوزير الاعلام، او بمعنى اخر للطاقم الاعلامي والثقافي المهيمن على شؤون الاعلام والثقافة الرسمية للدولة، يبدو أن سياسة التكويت التي رُسمت منذ تأسيس الدولة الحديثة، بعد الاستقلال ليست من الاولويات لدى السادة المبجلين المعنيين بشؤون الاعلام والثقافة، فيما ينبغي على القياديين في الاعلام والثقافة ان يتمسكوا بها.

حتى في زمان تأسيس النواة الاولى للاعلام الرسمي كان هناك اعلاميون كويتيون، يديرون مرفق الاعلام، ولكي نأتي الاسماء بمسمياتها، كان هناك مذيعون ومقدمو برامج ونشرات الاخبار. انا على يقين ان الطاقم الحالي الشبابي الذي يدير الشؤون الاعلامية من الصف الاول او الصف الثاني والثالث، لا شك لم يواكبوا الجيل المؤسس، جيل الخمسينات والستينات من القرن الماضي، ومن الجائز انهم اسماء مثل حمد المؤمن وعبدالرزاق السيد (شقيق الفنان عبدالحميد السيد)، او الاصوات النسائية باسمة سليمان شيخة الزاحم، واخريات كانوا من الاصوات الكويتية التي كانت تطلق صوت "هنا الكويت" في نشرات الاخبار وغيرها من المواد الاذاعية.

كان المرحوم حمد المؤمن فارس الاذاعة ومايسترو نشرات الاخبار، وايضاً سالم الفهد الطبيخ، وماجد الشطي ومحمد الراشد الملا (والد الاعلامية حصة الملا).

ولعلم "باشوات" البرج العاجي إن غالبية هؤلاء لم يحملوا الشهادات الجامعية، الا أنهم كانوا ملهمين، وعشاق للاعلام، وشغف القراءة والاطلاع، واذا كان هناك من الجيل الحالي من يعمل بما رسخوه، فهم يشكلون امتداداً للاجيال السابقة.

إلا أن ما يرفضه "باشوات" وزارة الاعلام سهولة جر القلم، واصدار "فرمانات" الاحالة الى التقاعد، من اين جاؤوا بهذه البدعة الدخيلة، وغير المسبوقة والدخيلة على الاعلام، فالاعلامي لا يتقاعد الا في حالات اعتلال الصحة او اسباب اخرى، كالانتقال من الاعلام الى موقع اخر، وهو لا يعمل بوظيفة "باش كاتب" او موظف معاملات.

الاعلام فن وابداع وشغف، وليس موظفا على درجات وظيفية، فالابداع لا يقاس بالدرجة، انما بحجم الجهد، فهناك اعلاميون في القنوات التلفزيونية العالمية، وصلوا الى ارذل العمر، لكن عطاءهم مستمر، ينتجون ويبدعون، ويقدمون برامج، ولهم متابعون بالملايين، فلماذا هنا يعامل الاعلامي في القنوات الرسمية معاملة موظف "باش كاتب" مثلاً كم قارئ نشرات الاخبار في الاذاعة والتلفزيون من الكويتيين، حتى يتم التخلص منهم باحالتهم الى التقاعد ولا يزال هو في عمر العطاء والابداع، مثال يوسف مصطفى وايمان احمد شهاب وفاطمة القطان واخرين؟

هل يعلم السادة جلاس الطوابق العليا في مبنى الاعلام، ان ايمان شهاب من اسرة اعلامية بامتياز، من يذكر صالح شهاب الوكيل المساعد للسياحة والصحافة، وراعي الترويح السياحي، ويذكر الاذاعي عبدالعزيز شهاب الصوت المتميز الذي كان ينقل صلاة الجمع، ومواسم الحج، وايضاً قارئ نشرات الاخبار، والزميل الكاتب الصحافي يوسف شهاب صاحب زاوية "شرباكة" في الزميلة "القبس"؟

هناك مذيعون اخرون قراء نشرات اخبار ومقدمو برامج ناجحون (سلامة اللغة والصوت)، لكن يبدو لا يهم "باشوات" الاعلام طلة اعلامي كويتي ناجح على الشاشة، او يقرأ النشرة الاخبارية من اذاعة الكويت.

يقترب عمر الاعلام الكويتي من المئة عام، هذا اذا اخذنا التجارب الاولى من قبل بعض النواة من ابناء يوسف شيرين بهبهاني يعقوب ومراد شيرين، ومحاولتهم ادخال التلفزيون، وكان من جملة الفنانين الكويتيين الذين راكموا اذاعة ابناء شيرين الفنان محمود الكويتي واخرون.

الكويت كانت وستبقى مركزاً للابداع، إلا أن جماعة البرج العاجي في مبنى الوزارة لا يعجبهم الكلام ده، ولا ينزل من زورهم، وسوف يبقى اعلامنا غريباً علينا وعلى الكويت والكويتيين ما بقي بتوع "برة" يعششون على شؤون اعلامنا.

صحافي كويتي

[email protected]

آخر الأخبار